الجديد برس
بقلم : رضوان سبيع
الحياد الوحيد الذي يمكن أن نعتبره حياد محمود ومقبول وبالإمكان تفهمه والتعايش معه هو حياد شريحة ذوي الإعاقة من فئة مكفوفي البصر الذين يبدو لي أن حيادهم مبرراً وليس بإمكان أي كان ذمه واستنكاره والعمل على مواجهته والتحذير من خطورته وبكل الطرق والوسائل كما هو الحال بالنسبة لجريمة وكارثة حياد مكفوفي البصيرة .
أكيد لم يفتهم لكم بعد القصد والمغزى الذي أرمي اليه
لكن بكل تأكيد أن الصورة ستتضح لكم في النهاية وما عليكم سوى أن تواصلوا السير معي حتى نصل سوياً إلى الهدف المنشود .
طبعاً جميعنا شاهد أو في أقل اﻷحوال سمع أو قرأ عن القصف الذي طال مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين من قبل طيران العدوان الصهيوداعشي على اليمن .
وبالعودة إلى البحث عن أسباب وحيثيات استهداف المكفوفين ومركز رعايتهم وتأهيلهم أعتقد أن مهمة كهذه ستكون عبثية أكثر منها مجدية إذ أنه حتى وإن طال وقت بحثنا فإن ذلك لن يسعفنا لكي نصل إلى نتيجة يمكن من خلالها معرفة السر الذي يقف وراء إتخاذ آل سعود قرارهم الإجرامي الخاص باستهداف دار رعاية المكفوفين اليمنيين وبتلك الطريقة الإجرامية البشعة ويبدو لي أننا ومهما كثفنا عملية البحث والتدقيق وأطلنا النظر وتشعبنا في التفكير فلن نصل إلى الحقيقة المرجوة والمتمثلة في ماهية السبب الحقيقي الذي يقف وراء جريمة استهداف المكفوفين فماذا عسانا أن نفترض أو نتخيل الخطر الذي قد شكله أو يشكله المكفوفون اليمنيون أو ما هي المصيبة التي إكتشفها صهاينة العرب في مركز المكفوفين وإعتبروها بمثابة التهديد الخطير جداً جداً القادم من جهة أولئك المنزوعي البصر نحو آل مردخاي منزوعي البصيرة والكرامة والعروبة والإنسانية وفاقدي حتى الحد الأدنى من القيم والأخلاق والمبادئ الإسلامية والذي ﻷجل فقدهم لمعاني كهذه وبسبب ما للفراغ الذي يتركه فقدان هذه القيم والمبادئ الدينية والإنسانية لم يعد مستغرباً من متصهينين كحالهم أن يكتشفوا ما رأوه كخطر عظيم يستعد للحظة الإطلاق قادماً من مسكن ومأوى ومركز تعليم وتأهيل المكفوفين في حي الصافية بالعاصمة صنعاء وذلك لغرض إستهدافهم أو محاولة الإضرار بهم وبمملكتهم ألأعرابية الصحراوية .
إن لم يكن هذا هو سبب هذه الجريمة فما هو ؟؟ !!!
حقيقة أن الوقوف أمام قضية كهذه تشعرني وكأني أكاد أغرق في بحر من الذهول والحيرة عاجزاً عن الحصول على وسيلة نجاة تخرجني من تيه البحث عن سبب إقدام بني سعود على إرتكاب جريمة استهداف مركز تأهيل المكفوفين وتدميره على رؤوسهم بواسطة صواريخ إجرامهم وعدوانيتهم اﻷمريكية الصهيوبريطانية
وبعيداً عن النزعة الدموية الإجرامية لدى بني سعود يبدو أن معرفة سر هذه الجريمة النكراء ليس باﻷمر السهل
إلا في حال ما إذا افترضنا افتراضا خياليا غريبا __ ومن وجهة نظري أن اﻷخذ به حتى وإن بدا خياليا وغريبا إلاّ في الحقيقة لن يكون أكثر غرابة من مسألة تحمل دول العالم العربي والإسلامي كل هذا الإجرام والإرهاب الممول والمدعوم بكل أسباب القوة من قبل الكيان السعودي اللعين __ فنعتبر أن السبب الذي دفع آل مردخاي السعوديين إلى إرتكاب جريمة استهداف المكفوفين اليمنيين بقصف المركز الخاص بهم في صنعاء هو ﻷنهم كانوا يقفون موقف المحايد نظراً لأن أعينهم عمياء وليس ممكن لها أن تشاهد ما تبثه أي من القنوات الفضائية الوطنية ولا ما تروج له وسائل إعلام العدوان وقنواته الفضائية بخصوص أحداث ومستجدات العدوان الصهيوسعودي على اليمن .
وبهذا يستنتج حقيقة حياد المكفوفين حصراً في هذه الحالة بالذات بدليل أنه ليس بإمكانهم مشاهدة تلك المشاهد البطولية للجيش واللجان الشعبية التي تنقلها قناة المسيرة ولا تلك الحزاوي والخزعبﻻت والإتصالات الوهمية التي تروج لها قناة العربية بالرغم من أنها إنتصارات غير مرئية من اﻷساس حتى للمبصرين وليس المكفوفين فحسب . إذ لا أثر ولا وجود لها على الواقع سوى في واقع عناوين أخبار قناة العربية وفي تقارير قناة الجزيرة وكما تتواجد بكثافة في أسفل شاشة قناة الحدث أعزكم الله .
طبعاً ليس بالإمكان سوى إعتبار هذا المواقف الحيادي من قبل المكفوفين هو الموقف الرئيسي والسبب الإفتراضي الوحيد الذي يمكن للمحللين والمراقبين من ذوي الإختصاص إفتراضه كسبب دفع أمراء وملوك مشيخات وممالك البعران الصحراوية . !!!!