الجديد برس / تقارير / جريدة الأخبار اللبنانية:
صنعاء | على العكس من المهمّة المعلَنة لـ«المجلس الرئاسي»، والمتمثّلة في دمج الميليشيات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي تحت إمرة وزارتَي الدفاع والداخلية في حكومة معين عبد الملك، تتواصل في المحافظات الجنوبية عملية تأسيس ميليشيات جديدة تحمل اسم «ألوية اليمن السعيد»، ويُفترَض أن يصل عددها إلى 22 لواءً. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر محلّية في محافظة أبين، لـ«الأخبار»، أن السعودية، وبإشراف قائد قواتها في مدينة عدن العميد مجاهد العتيبي، دشّنت حملات استقطاب واسعة لمجنّدين جدد في قرى المحافظة وأريافها، منذ نحو أسبوعين، وتمكّنت عبر سماسرة محلّيين من تسجيل الآلاف من شباب مودية وأحور وزنجبار وشقرة والمنطقة الوسطى في عداد عناصر التشكيل الجديد، لافتة إلى أن المجنّدين يتمّ نقلهم عبر شاحنات إلى معسكرات التدريب.
وأشارت المصادر إلى أن هذه العملية تجري بالتعاون مع التيّار السلفي المتطرّف الذي سبق له أن أسّس ألوية «الأماجد» بقيادة القيادي السلفي صالح الشاجري، في مديريات لودر والمناطق الوسطى في أبين، في أعقاب توقيع «اتفاق الرياض» بين حكومة عبد ربه منصور هاي و«المجلس الانتقالي الجنوبي» أواخر عام 2019. وبحسب مصادر قبَلية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن لجاناً محلّية تتبع قيادات سلفية تعمل، بالشراكة مع قيادات اجتماعية وخطباء مساجد، على تحشيد الآلاف من الشباب. وبيّنت المصادر أن الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة في أبين، والإغراءات المالية الكبيرة المعروضة على هؤلاء، والتي تصل إلى ما بين 2000 و3000 ريال سعودي لكلّ مجنّد شهرياً، أدّت إلى توافد الآلاف من الشباب نحو لجان التجنيد للانتساب إلى المعسكرات الجديدة، مُحمّلةً مسؤولية ذلك لـ«الانتقالي» الذي «تَعمّد إقصاء أبناء المحافظة، ورفض انتساب الآلاف منهم إلى القوات التابعة له».
عملية التجنيد متواصلة عبر لجان محلّية تتبع قيادات سلفية
في المقابل، أبدت مصادر مقرّبة من «الانتقالي»، الذي يسود اعتقاد بكوْن الخطوات الأخيرة هادفةً إلى التضييق عليه تمهيداً لاحتوائه، انزعاجها من حملات التجنيد في المحافظات الجنوبية، واتّهمت عضوَي «المجلس الرئاسي»، طارق صالح وعبد الرحمن المزروعي، بالوقوف وراء تلك الحملات بذريعة مواجهة قوات صنعاء. واعتبرت أن تأسيس ألوية عسكرية جديدة ينسف رواية التوافق بين القوى الموالية لـ«التحالف»، ويؤكد أن «هناك مشروع فصل جديداً في الجنوب، يهدف إلى تغذية الانقسام الحالي، ويؤسّس لمرحلة جديدة من الصراعات الأهلية». وفي الاتجاه نفسه، رأى الناشط السياسي الجنوبي، سعيد بكران، في تشكيل «ألوية اليمن السعيد» «خروجاً على كلّ ما نصّت عليه مشاورات الرياض، وانعكاساً لرغبة مَن يقف وراءها في تحريك ورقة الانقسام في الجنوب وإعادة الأوضاع إلى مربّع الصدام من جديد».