الجديد برس /
انشغلت القوى المتصارعة في حكومة التحالف بتنفيذ توجيهات السعودية والإمارات وبتوجيهاتهما خاضو حرباً دامية ، وبدون أدنى تفكير في العواقب ، كل شيء أظهره المتصارعون في إجتثاث بعضهم دون أن ينظروا الى الخلف ولو مرة واحدة أين استقرت الإمارات وأين تقف السعودية ،
ولم يكن أحد يعلم أن الهدنة في اليمن قد تعني توافد المزيد من القوات الأجنبية إلى البلاد، بإضافة قوات احتلال من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية إلا القوات السعودية والإماراتية ، أخذت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعلن عن تواجدها بشكل واضح في مناطق شرق اليمن، بعيداً عن أي تستر، كانت دول الغرب تمارسه لإخفاء دورها في اليمن.
وبعد أن أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونجرس في الـ12 من يونيو الماضي نيته نشر قوات أمريكية في اليمن، شهدت محافظات شرق اليمن في المهرة وحضرموت وشبوة تحركات محمومة للقوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية.
وقد تم تدشين هذه التحركات باقتحام منزل قائد المقاومة الشعبية في محافظة المهرة الشيخ علي سالم الحريزي، بحضور ضباط أمريكيين وبريطانيين لأول مرة، وهي عملية أعتبر بعض المراقبين أن الهدف منها هو الإعلان عن حضور القوات الأمريكية والبريطانية بشكل مباشر في اليمن. وبما يشبه تدشين مرحلة جديدة من الصراع في اليمن.
آخر المستجدات في هذا الملف جاءت أمس الأربعاء، على لسان وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي، الذي كشف في تغريدة على حسابه في تويتر، أن ” فيلق من القوات الفرنسية” وصل إلى ميناء بلحاف المخصص لتصدير الغاز اليمني المسال.
ويبدو أن وصول القوات الفرنسية إلى بلحاف، يمثل سابقة خطيرة على ساحات الأحداث اليمنية، حيث لم يسبق أن أبدت فرنسا أي موقف، ضد تحويل منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال، إلى ثكنة عسكرية على يد قوات الاحتلال الإماراتي، رغم أن فرنسا تمتلك نسبة (39.62% ) من الشركة اليمنية للغاز المسال، إلا أن باريس غضت الطرف عن استغلال الاستثمارات الفرنسية لأغراض غير قانونية من قبل أبو ظبي، قبل أن تتحرك الحكومة الفرنسية بشكل يبدو غير منسجم مع مواقفها السابقة وتقرر إرسال قواتها إلى بلحاف. في تصرف يحمل الكثير من المؤشرات السلبية تجاه امكانية وقف الحرب على اليمن.
بينما أرسلت الولايات المتحدة مجدداً الاثنين الماضي فريق من الخبراء العسكريين لاجراء مزيد من الدراسات حول المكان الذي تخطط القوات الأمريكية لانشاء قاعدة عسكرية فيه بحضرموت.
ويعتقد مراقبون أن الدول الغربية تتجه للتعامل مع الثروات اليمنية من الغاز والنفط باعتبارها “ثروة بلا صاحب” من خلال التعامل مع “حكومة” لا تمتلك أي صفة قانونية لتمثيل شعب اليمن، نصبها التحالف، لتمرير الأطماع الأجنبية في اليمن، خارج مبادئ القانون الدولي، واحترام سيادة الدول.
ويبدو أن اقتراب فصل الشتاء في ظل أزمة الوقود التي يعاني منها الغرب، دفع دول حلف الناتو إلى الدخول بحالة هستيريا، فقدت على أساسها العواصم الاستعمارية القدرة على إدارة مشاكلها بشكل متزن.
ويبدو من وجهة نظر البعض أن المخاوف التي تعتبر الهدنة مجرد تكتيك يتبعه التحالف لكسب المزيد من الوقت، قد تكون صحيحة، بدليل التحركات المفاجئة المكثفة لقوات أمريكا وبريطانيا وفرنسا شرق اليمن.
ويعتقد محللون سياسيون أن دول الغرب، تسعى لمعالجة الأضرار الاقتصادية التي لحقت بها على خلفية الحرب في أوكرانيا، عبر احتلال مناطق الثروة في اليمن.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة وبريطانيا، عملت على تهيئة الأوضاع في اليمن، لحضور قواتها بشكل مباشر، عبر الدفع بتحالف فاشل من السعوديين والإماراتيين، اثار بتصرفاته المتخبطة سخط اليمنيين، بشكل متعمد بما يتيح الفرصة لحضور الاحتلال الأصيل ممثلاً بالأمريكيين والبريطانيين. والاعلان عن انتهاء مرحلة الأدوات، ومكاشفة اليمنيين والعالم أن واشنطن ولندن أصبحتا جزء من الأزمة في اليمن.
وقد سبق لمسؤول في الخارجية الأمريكية أن أعلن في مارس العام الماضي صراحة أثناء الحديث عن “انسحاب القوات الأجنبية من اليمن مستدركاً تصريحه “باستثناء بعض المناطق” المهمة حسب تعبيره. وهو ما يدل على النوايا التي كانت تبيتها الولايات المتحدة تجاه اليمن، قبل أن يتم الكشف عن ذلك صراحة خلال الشهرين الأخيرين.
يجمع الخبراء والمحللون السياسيون أن واشنطن تقود الحرب على اليمن، وأعينها متجهة إلى السيطرة على طرق الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، والبحر العربي، ومن السذاجة الاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكن أن تتخلى عن أطماعها في اليمن، دون أن تصطدم برفض وجاهزية الشعب اليمني لصد أي محاولات أمريكية وغربية لفرض تواجدها العسكري في اليمن.