الجديد برس / تقارير / جريدة الأخبار اللبنانبة:
صنعاء | على الرغم من أن باب التواصل ما بين صنعاء والرياض لم يُغلَق تماماً خلال السنوات الماضية، إلّا أن مخاوف القوى الموالية لـ«التحالف» السعودي – الإماراتي تصاعَدت أخيراً، من أيّ مفاوضات مباشرة محتمَلة بين حركة «أنصار الله» والجانب السعودي. وعلى مدى الأيام الفائتة، سرّبت تلك القوى معلومات تشير إلى وجود تَوجُّه سعودي للتفاوض مع قيادة صنعاء بمعزل عن الأطراف اليمنية الأخرى. وتناقَل أكثر من مصدر خبر وصول وفد سعودي رفيع المستوى إلى العاصمة اليمنية، للتباحث بشكل سرّي مع «أنصار الله» حول توسيع الهدنة، واتّخاذ خطوات لتثبيت وقف إطلاق النار، وتسريع تنفيذ التفاهمات الإنسانية والاقتصادية.
وجاءت هذه التسريبات، التي لم تنفِها صنعاء ولم تؤكّدها، بعد يوم واحد من انتهاء جولة للمبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، شملت الأردن والإمارات والسعودية وسلطنة عُمان، ناقش خلالها سبل تثبيت الهدنة، ونَقل مخاوف واشنطن من انتكاسة قد تصيبها في ظلّ فشل الأمم المتحدة، إلى الآن، في تحقيق تقدُّم إضافي في بنودها المتعثّرة، كفتح الطرقات، وصرف مرتّبات موظّفي الدولة، وفتْح وُجهات جديدة للرحلات التجارية المنطلِقة من مطار صنعاء، وتسهيل حركة السفن القادمة إلى ميناء الحديدة. وبحسب مصادر ديبلوماسية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن واشنطن ولندن وباريس تضغط، بالفعل، في اتّجاه إنهاء الانقسام النقدي والمالي بين صنعاء وعدن، فيما ثمّة مشاورات غير معلَنة جرت برعاية مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في العاصمة الأردنية عمّان، ونتج منها اتفاق مبدئي على ضرورة توحيد السياسات النقدية والمالية. وأوضحت المصادر أن النقاشات اقتصرت على مرتّبات الموظفين المدنيين دون غيرهم. وعلى خلفيّة ذلك، انتقدت مصادر القوى الموالية لـ«التحالف» الضغوط التي تُواجهها حكومة «المجلس الرئاسي» في عدن بشأن صرف المرتّبات، واعتبرت ما يحدث «أشبه بانقلاب خليجي على المجلس»، الذي لا يزال يربط أيّ حديث عن معاشات الموظّفين بفتح طرقات تعز.
من جهتها، أرجعت مصادر سياسية في صنعاء الحراك الأميركي الأخير، إلى الانفتاح المتجدّد بين موسكو وصنعاء، والذي يثير «مخاوف واشنطن من دور روسي قد يخلط الأوراق في اليمن». وكان ليندركينغ قد أعلن، خلال جولته الأخيرة، تطلُّع بلاده إلى التعاون مع روسيا في هذا البلد، مستعرِضاً ما وصفها بـ«القواسم المشتركة» لإيجاد تسوية هناك. وجاءت هذه التصريحات الأميركية بعدما هدّد الناطق باسم «أنصار الله»، رئيس وفدها المُفاوِض، محمد عبد السلام، في مقابلة على هامش زيارته العاصمة الروسية موسكو الأسبوع الماضي، بالامتناع عن الموافقة على تمديد الهدنة، «ما لم تحدث معالجات عاجلة، ومنها صرف المرتّبات»، مشيراً إلى تفهّم روسي للوضع في اليمن، بينما تحدّث رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، مهدي المشاط، عن «تغيّرات في المواقف الدولية لصالح الشعب اليمني»، على حدّ قوله.