الجديد برس / تقارير:
من شبوة إلى أبين ثم العودة شرقا باتحاه حضرموت، يجري طي صفحة حزب الإصلاح، بصورة رسمية، وبإشراف التحالف ممثلا بالسعودية والإمارات، الدولتين اللتين لطالما اجتهد قادة الإصلاح في محاولة إقناعهما بأنه سيكون لهما يدا أكثر موثوقية وجنديا أكثر إخلاصا، في المحافظات اليمنية التي كان قد بسط سيطرته عليها خلال سنوات الحرب، وبصورة خاصة المحافظات الثلاث ” شبوة، وحضرموت، ومارب” الغنية بالنفط والغاز وغيرها من الثروات المختلفة.
ظن الإصلاح أنه بسيطرته على ما بات يعرف بالمثلث النفطي في اليمن، قد ضمن عدة تفوقا من جوانب عدة على بقية الاطراف الموالية للتحالف، فالسيطرة على منابع الثروات السيادية تعني مراكمة المزيد من الأموال التي تعد أمرا جوهريا في تمويل تحركات عناصره التي سبق أن أدرجت في كشوفات الجيش التابع للحكومة الموالية للتحالف، والتي استأثرت بالكثير من الأسلحة المقدمة من التحالف، وبذلك يكون الإصلاح عزز من سيطرته على الأض، وقوته العسكرية، وكل ما كان ينقصه هو الغطاء الدولي الذي لا شك ستتكفل به قطر وتركيا، لولا أن الفرصة لم تكن قد توفرت لإعلان هذا الدعم، وهو الأمرالذي يبدو أن الرياض وأبو ظبي كانتا تستشعرانه، لذلك لم تثمر محاولات كهنة الحزب وسياسييه في إقناعهما بالوثوق به.
وعلى مدى السنوات الماضية من عمر الحرب، تلقى حزب الإصلاح من التحالف ضربات متلاحقة كل منها أشد إيلاما من الأخرى، لكن هذا الحزب الإسفنجي أثبت قدرة فائقة على امتصاص هذه الضربات، في محاولة منه لإقناع التحالف بأنه صار مروضا بشكل جيد، وبالتالي يمكن الاعتماد عليه كأداة محلية لخدمة مشروع التحالف في اليمن، غير أن أبوظبي والرياض اللتين تكفلتا بضرب مشروع الإخوان المسلمين في مصر وغيرها من الدول العربية، استفادتا من صفاقة الإصلاح هذه، وعملتا على إنهاكه في المواجهات مع الحوثيين طيلة السبع السنوان الماضية، فيما كانتا في الوقت ذاته تواصلان عملية استئصاله من المحافظات الجنوبية للبلاد، وعلى رأسها عدن التي شهدت اغتيال أكثر من 600 عنصر إخواني من خطباء وأئمة الجوامع، ناهيك عن من جرى اغتيالهم من قواعد الحزب ومن تم تشريدهم أو الزج بهم في المعتقلات.
ورغم سنوات من استنزاف الإصلاح في المواجهات العسكرية من جهة، والتنكيل به من جهة أخرى، إلا أن وهم سيطرته على الأرض ومنابع الثروة، شكل غشاوة أعمته عن التنبه للمخطط الذي يحاك حوله، والمصير المعتم الذي ينتظره، ليجد نفسه اليوم على وشك الخروج من اللعبة مثقلا بالخسائر ودون أي مكاسب مما كان يمني نفسه بها، فهو اليوم يفقد سيطرته على المحافظات واحدة تلو الأخرى، ومعها يفقد القوة التي توهم يوما أنه امتلكها، وكذا الموارد التي أعماه الاستحواذ عليها طيلة السنوات الماضية عن إدراك ما يدور حوله وما يبيته التحالف له.
عن: البوابة الإخبارية اليمنية