الجديد برس / تقارير / حلمي الكمالي:
على الرغم من حجم الترتيبات الواسعة التي يدبرها التحالف لإسقاط مديريات محافظة المهرة، شرقي اليمن، وتفجير معركة فاصلة بين فصائل التحالف السعودي الإماراتي، إلى جانب تصاعد التحركات الأجنبية في المحافظة، إلا أن الأخيرة تشهد حالة غليان شعبية حقيقية غير مسبوقة تنذر بإنتفاضة كبيرة، تشير التوقعات إلى أنها قد تجتث جميع الفصائل والقوى المتناحرة من المشهد.
وتشهد عموم مديريات محافظة المهرة، خلال الآونة الأخيرة، حراكا شعبيا كبيرا ضد قوى التحالف وفصائلها والقوات البريطانية والأمريكية، وتطالب مختلف القبائل بطرد تلك القوى والقوات جميعها من المحافظة، في ظل تنامي الوعي الشعبي تجاه مصالح البلد والمواطنين بشكل كبير .. فهل تصنع المهرة التحولات الإستراتيجية وتقلب الطاولة رأسا على عقب في المحافظات الجنوبية؟ ومن سيقود المعركة الفاصلة إذن؟!.
لا يبدو هذا الأمر بعيدا، في ظل السخط الشعبي ضد التحالف السعودي الذي يتفاقم شيئا فشيئا من مديرية إلى أخرى، ومن قبيلة إلى أخرى، وما بدأ ينتج عنه من تشكيل وحدات قتالية مستعدة لخوض غمار المعركة لما يطلق عليه أبناء المهرة التحرير الشامل، وهو ما أعلنت عنه القبائل رسميا في بيان مؤخرا، عندما دعت إلى حشد أبنائها لمواجهة تصعيد قوى التحالف.
رئيس لجنة الإعتصام الشيخ علي الحريزي، هدد مباشرة قوات التحالف السعودي بإستخدام القوة لطردها من المهرة وتنبأ بنفسه حدوث إنفجار وشيك في المحافظة. وقال الحريزي في تصريحات صحفية مؤخرا، إن” الصدام بين أبناء المهرة والإحتلال السعودي الإماراتي سيتحول للصدام المسلح إذا ما استمرت الدولتين في تواجدها العسكري ولم تنسحب بالكامل”، مؤكدا أنه” استدعى الأمر فسيضطر أبناء المهرة لطردهم بالسلاح فكل الخيارات متاحة”.
قوى التحالف ذاتها، تدرك أن ما تم تمريره في بعض المحافظات كشبوة وأبين، والتسليم المطلق للفصائل الإماراتية للمواقع الحيوية والإستراتيجية في المحافظتين، لا يمكن تمريره في المهرة؛ لأسباب كثيرة، أهمها ضعف القاعدة الشعبية لفصائل التحالف المختلفة في المحافظة، أو بالأحرى غياب الحاضنة الشعبية لكلاً من الإصلاح والفصائل الإماراتية وعلى رأسها المجلس الإنتقالي المنادي بالإنفصال.
ولعل هذا ما أكدت عليه أيضا، الأطراف الجنوبية المناهضة لقوى التحالف وعلى رأسها الحراك الثوري الذي أكد في بيان رسمي خلال إجتماع طارئ للمجلس عقده في محافظة المهرة، عدم السماح لفصائل الإنتقالي وغيرها أن تفجر معركة لخدمة التحالف في المحافظة الإستراتيجية، مهدداً الفصائل الإماراتية بمواجهة مفتوحة في عموم المحافظات الجنوبية، في حال استمرت بتحقيق أجندات خارجية.
بالتالي، فإنه من الصعب على قوى التحالف تمرير مخططاتها في المهرة، بل وأن بقائها في المحافظة وإستمرار الولايات المتحدة وبريطانيا بالتنقيب ونهب ثرواتها وإستثمار موقعها الجغرافي للتحكم في طرق الملاحة البحرية في البحر العربي والمحيط الهندي، وجعل المحافظة منطلقاً، لإحكام السيطرة على الهضبة النفطية؛ لم يعد ممكناً في ظل التطورات الأخيرة، لذات الأسباب والمعطيات السابقة، إلى جانب حساسية اللحظة الراهنة.
إلى ذلك، فإن ما تشهده المهرة والمحافظات الجنوبية عموما، في ظل تصاعد الصراعات العميقة بين فرقاء التحالف، يدفع بقية المكونات والفصائل الغير مرتبطة بلواء التحالف إلى رص الصفوف لمواجهة هذا التحالف، وهو ما شاهدناه بوضوح من خلال محاولة بعض تلك المكونات وعلى رأسها الحراك الثوري وفصائل جنوبية أخرى، النأي بنفسها عن مشاريع التحالف وفصائله، ومهاجمة مجلس التحالف.
على أية حال، فإنه يمكن القول أن المهرة على موعد مع معركة فاصلة، ولكن ليس بالشكل الذي خططت له قوى التحالف، بل بتوقيت الغيضة وبالتوازي مع تطلعات ومطالب قبائل وأبناء المهرة، الذين يتحتشدون يومياً في حملات تجنيد سبق وأن انطلقت في أعقاب إقتحام القوات الأمريكية لمنزل الشيخ الحريزي، في مشهد يعكس حجم الغضب من التواجد الأجنبي في المحافظة، قد يكون مقدمة لإنتفاضة شعبية واسعة ضد التحالف وفصائله في عموم المحافظات الجنوبية.
عن: البوابة الإخبارية اليمنية