الجديد برس / تقارير / إبراهيم القانص:
يزداد الوضع الأمني في مدينة مارب، التي يسيطر عليها التحالف، تعقيداً ويمضي باتجاه الانهيار المرعب، من خلال المواجهات الدائرة بين الفصائل العسكرية التابعة للتحالف، والاغتيالات المنظمة للقيادات العسكرية، حيث أصبحت المدينة أشبه بساحة للتصفيات، والتي كان آخرها اغتيال مستشار وزير دفاع الشرعية، العميد محمد الجرادي، قائد اللواء 81 مشاة وأحد مرافقيه، وهو أحد القيادات العسكرية المحسوبة على حزب الإصلاح.
وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح، ذكرت أن اغتيال الجرادي في هذا التوقيت بالذات يأتي في إطار التغطية على جرائم كبيرة يمارسها قادة موالون للإمارات في مارب، في إشارة إلى اتهام رئيس هيئة الأركان التابعة لدفاع الشرعية، صغير بن عزيز، الذي فرضت تعيينه الإمارات في هذا المنصب ليكون رجلها الأول في المحافظة، والذي كان على خلاف مع الجرادي بسبب قضايا فساد داخل وزارة الدفاع، وحسب وسائل إعلام الإصلاح فقد حدث بينهما شجار قبل مقتل الجرادي بأيام.
وفيما ترتفع وتيرة الصراع بين فصائل التحالف في مارب، يتبادل الجميع الاتهامات، حيث اتهم الإصلاح وبشكل مباشر، صغير بن عزيز وقيادات موالية لطارق صالح، بالوقوف خلف عملية تفجير مخازن أسلحة في المنطقة العسكرية الثالثة.
وكان حزب الإصلاح كشف، السبت الماضي، عن سقوط عدد كبير من قيادات صفه الأول خلال المواجهات التي شهدتها مارب، بين قوات الحزب ومسلحين من أبناء القبائل، يتهمهم الإصلاح بالتبعية للإمارات، حيث نشر نجل رئيس فرع الحزب في مارب، عبدالله بن عبود الشريف، صور قيادات قال إنهم ينتمون إلى لواء مارب، وسقطوا في المواجهات، وعلى رأسهم القيادي الإصلاحي الشيخ محمد بن محسن الجلال، متهماً من وصفهم بالشياطين بتفجير الوضع في وادي عبيدة.
أما المثير للسخرية، من وجهة نظر مراقبين، فهو استماتة المحللين السياسيين والعسكريين الذين تستضيفهم وسائل الإعلام الموالية للتحالف، في توجيه الاتهامات للحوثيين بتفجير الوضع الأمني في مارب، واغتيال القيادات العسكرية وتفجير مخازن الأسلحة، وهو أسلوب يستخدمه التحالف لصرف الأنظار عن رعايته وإشرافه المباشر على إشعال الصراعات بين الفصائل التابعة له، ضمن مخططه الكبير لتمزيق النسيج المجتمعي اليمني وخلق النزاعات التي تضعف جميع المكونات وتشغلهم عن حقيقة ما يفعله التحالف بأرضهم وثرواتهم السيادية، ويشير المراقبون إلى أن توجيه الاتهام للحوثيين في ما يتعلق بالفوضى الأمنية في مارب، ليس سوى تغطية مدفوعة الأجر على التحالف الذي يؤسس لكل تلك الصراعات ويمولها.
وفي وقت تروج وسائل الإعلام الموالية للتحالف على لسان محلليها أن الحوثيين هم من يقفون وراء الاغتيالات وتفجير مخازن الأسلحة، طالب حزب الإصلاح، بمحاسبة مسؤولين عسكريين، في مُقَدَّمِهم صغير بن عزيز، بشأن تفجير مخازن أسلحة المنطقة الثالثة، حيث أشار عبدالله بن عبود الشريف، إلى أن اتفاقاً سابقاً قضى بمنع تخزين الأسلحة وسط المدينة، لكن تم تجاهل الأمر، جاء ذلك خلال تعليقه، في تغريدة بتويتر، على تفجير مخازن أسلحة المنطقة العسكرية الثالثة، الذي تسبب بسقوط مدنيين، الأمر الذي يعده مراقبون مؤشراً خطيراً على تفاقم الصراع الذي يؤججه التحالف بين فصائله في مارب على غرار ما يحدث بين الفصائل الموالية له في المحافظات الجنوبية، والتي تصب جميعها في قناة واحدة هي تسهيل تحركاته وتحقيق أهدافه وتوسيع تمدده في الأراضي اليمنية جنوباً وشرقاً.
عن: YNP