الجديد برس/
يواجه الاقتصاد الأمريكي خطر إضرابٍ لعمال السكك الحديد قد يكبده خسائر يومية بملياري دولار، إذ هددت نقابات العمال في أمريكا بالإضراب اعتباراً من 9 يناير 2023 في حال لم تُنفذ الحكومة المطالب العمالية.
قبل يومين، ناشد بايدن التدخّل بشكل عاجل لمنع عمال قطاع الشحن بالسكك الحديد من الدخول في إضراب منعاً لـ”التداعيات المدمرة على الاقتصاد”.
و الخميس، تدخل الكونغرس الأمريكي لمنع الإضراب، من خلال فرضه مشروع قانون يتضمن اتفاقاً فرعياً على قطاع الشحن لم يحصل بعد على الموافقة الجماعية، وتقود هذا التدخل السياسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي.
وينص التشريع على زيادة في الأجور نسبتها 24% خلال السنوات الخمس من 2020 إلى 2024، مع زيادة الرواتب بنسبة 14,1% فوراً، بالإضافة إلى خمس مكافآت سنوية تبلغ قيمة كل منها 1000 دولار.
وقد قرر بايدن إحالة الملف إلى الكونغرس المخول بموجب قانون صدر في 1926 فرض تبني اتفاق في حالة وصول المفاوضات إلى طريق مسدود. تفاصيل الطريق المسدود توصّل أرباب العمل ونقابات العمّال في سبتمبر الماضي إلى اتّفاق مبدئي، لكنّ بعضاً من هذه النقابات البالغ عددها 12 نقابة رفضت لاحقاً المضيّ قدماً في المصادقة على هذا الاتفاق لاعتراضها خصوصاً على مسألة تتعلق بالإجازات المَرضية. لكن المفاوضات على اتّفاق جديد بين أرباب العمل والنقابات وصلت إلى طريق مسدود، وبات أكبر اقتصاد في العالم مهدّداً بخسارة أكثر من ملياري دولار يومياً إذا ما نفّذت النقابات تهديدها وأوقفت عن العمل ما يقرب من سبعة آلاف قطار شحن.
وحتى في حال أضربت نقابة واحدة فقط عن العمل، فإن بقية النقابات ستحذو حذوها، وبالتالي سيُشل القطاع بأكمله، وفقاً لوكالة فرانس برس.
والموقف الشخصي لـ”بايدن” هو تأييد الإضراب، وفقاً لبيان سابق قال فيه إنه “بكل فخر مؤيّد للنقابات” و”متردّد” في اللجوء إلى هذا الإجراء الاستثنائي لكنّه يخشى من أن الإضراب “سيضر بملايين الأشخاص والأسر من الطبقة الشعبية”.
كما أكد في بيانه: “إن التوقف التام للسكك الحديدية من شأنه أن يدمّر اقتصادنا”. أزمات الاقتصاد تزيد مخاطر شلل الشحن هناك 97% من شبكة السكة الحديد تستخدمها شركة السكك الحديدية الوطنية “أمتراك”، وتُدار من قبل مشغلين لقطاع الشحن، وكان يمكن أن يكون لهذا الإضراب تداعيات كبيرة على حركة الركاب.
ويهدد الإضراب شحنات الفحم في البلاد، وإمداداتها من مياه الشرب، بينما تغلق السكك الحديدية للركاب وشحن البضائع في موسم العطلات.
ومن جانب آخر يشكل شلل قطاع السكك الحديد خطراً سياسياً على الرئيس الأمريكي الذي تحاول إدارته تلافي أزمات التضخم المرتفع وتباطؤ النمو وعلامات الدخول في ركود اقتصادي وازدياد الديون على الأمريكيين لأعلى مستوى منذ نحو 15 سنة.
ويُسلط الإضرابُ الضوء على شهور من التوتر بين النقابات والشركات عبر مجموعة متنوعة من القطاعات، حيث كانت الشركات تعاني من نقص العمالة، واستفاد العمال من المزيد من النفوذ للضغط من أجل تحسين ظروف العمل، والمزيد من الأجور المَرضية والجداول الزمنية الأكثر مرونة في أعقاب وباء كورونا.
وكانت أكبر نقابات العاملين في السكك الحديدية في أمريكا (بروذرهود فور وترينمين) قد صوتتا لصالح الاستمرار في خطط الإضراب عن العمل خلال فترة أعياد الميلاد.