الجديد برس / تقارير / إبراهيم القانص:
تغرق حكومة الشرعية في كَمٍّ هائل من فضائح الفساد المالي والأخلاقي، فضلاً عن الفضيحة الكبرى الرئيسة التي ستظل تتوجها بالعار ما بقيت، والمتمثلة في تبعيتها المطلقة للتحالف، وعملها خارج سياق مصالح اليمن واليمنيين، تبعاً للأجندات التي كانت السبب الأساس لمجيء التحالف وكان مخططاً لها منذ سنوات ما قبل الحرب، ويرجح مراقبون أن التحالف هو من يقف خلف تسريب تلك الفضائح المالية المخجلة للحكومة الموالية له، خصوصاً بعد منع صنعاء تصدير النفط الخام اليمني الذي كانت عائداته تورَّد إلى البنك الأهلي السعودي، ولا يتم التصرف في أي مبلغ منها إلا بأمر من قيادة التحالف الذي كان يمول بها أتباعه ونفقات التشكيلات العسكرية التابعة له وكذلك السياسيين والإعلاميين المحسوبين على الشرعية، وبمجرد انقطاع ذلك المصدر أصبح التحالف يتعامل مع هذه الحكومة كما لو أنها عبء يثقل كاهله، ليتعمد الآن مضاعفة تشويهها إضافة إلى ما كان يطبعها من القبح في نظر اليمنيين، حيث أصبح غالبيتهم الآن على قناعة تامة بأنها لم تتعد كونها أداة تدمير للبلاد في المجالات كافة، حسب المراقبين، وكما أوهمها في البداية بأنها شرعية يسعى الآن إلى تعريفها حجمها ومقدارها ومستواها الطبيعي من خلال ممارساته التي تزيدها إحساساً بالإذلال والتبعية وأنها أدنى بكثير مما صدقت أنها عليه.
في المقابل، تحقق سلطات صنعاء تقدماً كبيراً في المستويات كافة، تعجز حكومة الشرعية والتحالف بوسائل إعلامهما الكثيرة والمتنوعة عن التقليل من شأنها، فكل قرار تتخذه صنعاء أو خطوة تعلن عنها؛ تتبعها على الفور بالأفعال التي تحيلها واقعاً ملموساً، الأمر الذي جعلها تحظى بثقة الكثيرين ممن كانوا يقفون إلى جانب التحالف والحكومة الموالية له، حتى أن البعض أعلنها صراحة في حين لا يزال الكثير يضمرونها خوفاً من عواقب القمع الممارس عليهم، سواء داخل البلاد أو خارجها.
وكما يبدو، فإن سلطات صنعاء قررت أن تحمل على عاتقها مسألة إخراج القوات الأجنبية من كل المحافظات اليمنية، التي تسيطر عليها الشرعية وكانت هذه مهمتها كما يُفترض، لكن نظراً لغرق الأخيرة في مستنقع الفساد والبيع المباشر وغير المباشر لسيادة البلاد؛ بدأت صنعاء خطوات عملية في هذا الإطار بدءاً بقرار منع تصدير النفط الخام اليمني، وفي السياق نفسه وجّه ناتب وزير خارجية صنعاء، حسين العزي، رسالة تحذيرية إلى الإمارات بشأن أرخبيل سقطرى الذي تسيطر عليه أبوظبي.
الرسالة التي وجهها العزي، أفادت بأن على الإمارات ترتيب إجراءات إخلاء ومغادرة أرخبيل سقطرى في أقرب وقت، مؤكداً أن سقطرى في قلب 40 مليون يمني، الأمر الذي يؤشر على أن صنعاء بصدد اتخاذ إجراءات حازمة وتنفيذ عمليات هجومية تعيد الجزيرة إلى السيادة اليمنية، على غرار منع تصدير النفط الذي حققت بشأنه حتى اللحظة نجاحاً ما كان يتوقعه أحد، كما كشف نائب وزير خارجية صنعاء عن مغادرة قطعة بحرية أمريكية بعد اقترابها من المياه الإقليمية اليمنية، واصفاً هذا التصرف بأنه خطوة إيجابية، في إشارة شارة إلى أن القوى الخارجية المتواجدة في المياه اليمنية بدأت تستوعب الدرس وتعي أن بإمكان صنعاء الدفاع عن السيادة الوطنية، وأن فترة اعتمادهم على الشرعية التي لم تفعل شيئاً سوى شرعنة انتهاك السيادة أوشكت على الانتهاء.
وكان متحدث قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أكد من جانبه أن قواته تمكنت من الرد على كل غارة بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة، واستطاعت بذلك فرض معادلة جديدة في موازين الردع والرعب، موضحاً أن المعادلة الأخيرة التي فرضتها قواته في إطار مهماتها لحماية الثروة السيادية من النفط والغاز أثبتت قوة الردع والمستوى المتقدم في الرصد.