أدخلت الولايات المتحدة نفسها في مأزق لا تعلم إلى الآن كيفية الخروج منه من دون تبعات: فهي ترفض، من جهة، الاستجابة لمطالب حركة «أنصار الله» الناتجة من موازين قوى مائلةٍ إلى صالح الأخيرة ثبّتتْها سبع سنوات من الحرب؛ ومن جهة أخرى، لا تبدو راغبةً ولا قادرةً على استئناف العمليات العسكرية من أجل نسف تلك الموازين أو الحدّ من فاعليتها. وما بين هذا وذاك، استطابت واشنطن، على ما يبدو، «الستاتيكو» الذي أرستْه هدنة الأشهر الستّة، واجدةً في ذلك ما يلائم مصالحها، غير أن ما ينغّص عليها هذا الاستقرار، هو التهديدات التي لا تفتأ تُطلقها قيادة صنعاء بإمكانية العودة إلى التصعيد، والذي قد يمتدّ هذه المرّة إلى البحر الأحمر وباب المندب عبر استهداف السفن التي تشارك في محاصَرة اليمن. والظاهر أن تصاعُد التهديدات المُشار إليها، هو الذي يقف خلْف عدول الكونغرس الأميركي عن طرْح مشروع قرار بشأن «سلطات الحرب».