على أنه هنا، يصبح العامل الأميركي أكثر تأثيراً على السعودية، حيث تسعى إدارة الرئيس جو بايدن بكلّ قوتها إلى إبقاء حالة اللاحرب واللاسلم هي السائدة، كونها مستفيدة من هذا الوضع أولاً، وراغبةً ثانياً في أن يبقى اليمن ورقة ابتزاز في التوتّر بينها وبين ابن سلمان. وعليه، سيكون على وليّ العهد إيجاد الحلول المناسبة لمشكلته مع إدارة بايدن، ومن ثمّ تأمين الظرف الأمثل لنجاح مخطّطاته الخاصة بمستقبل المملكة. وفي انتظار ذلك، تشي المعلومات الأخيرة الواردة من صنعاء بأن الأمور الآن قد وصلت إلى المراحل الأخيرة من التفاوض، حيث لا تفتأ الرياض تبعث بإشارات إيجابية حيال التزامها بتنفيذ الاتفاقات، خصوصاً ما يتعلّق منها بملفّ التعويضات، ولهذه الغاية منعت حكومة عدن من القيام بإجراءات اقتصادية في إطار اعتبار «أنصار الله» حركة إرهابية. وفي المقابل، تتواصل على الأرض، جنوباً وشرقاً، تحرّكات القوى والفصائل الموالية للسعودية، وتلك المدعومة من الإمارات، والتي انضمّت إليها أخيراً الجماعات المموَّلة من قطر، لتثبيت مواقعها وتقوية أوراقها وخلْق واقع جديد قد يُستفاد منه في حال وقْف الحرب أو استئنافها.