الجديد برس / عرب جورنال/ عبدالرزاق علي:
لم يعد أمر احتجاز السعودية لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ومنعه من العودة إلى مدينة عدن، خافيا على أحد، غير أن مدة الاحتجاز طالت أكثر من المتوقع، ما فتح الباب على مصراعيه لتساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء إجراء كهذا بحق من يفترض أنه أحد أبرز حلفاء الرياض في عدوانها على اليمن.
وكانت السعودية قد استدعت الزبيدي إلى الرياض قبل أشهر، على خلفية ما قيل إنها شكوى من رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الذي تم تشكيله في الرياض بعد إجبار هادي على التنحي، لكن طول فترة الاحتجاز يشير إلى وجود أسباب أخرى غير عرقلة عمل مجلس العليمي في عدن.
وعلى رغم مطالبة قيادات في المجلس الانتقالي، أمثال أبو همام، بعودة عيدروس الزبيدي إلى عدن، إضافة إلى رفع نشطاء المجلس من حدة لهجتهم تجاه السعودية، إلا أن الأخيرة ترفض بشكل قطعي عودته، بل وبدأت بترتيب وضع جديد في عدن والجنوب عموما يتجاوز الانتقالي وكل ترتيباته الأخيرة.
ـ ملف الشرق:
في السياق، يقول رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن، عادل الحسني، لـ”عرب جورنال” إن تباينا في وجهات النظر حول ملف الشرق (حضرموت والمهرة) حصل في الآونة الأخيرة. مشيرا إلى أن سلطنة عمان تدخلت في هذا الملف، لاهتمامها بمحافظة المهرة ومدينة سيئون.
ويضيف الحسني: العالم ينظر إلى مليشيا الانتقالي بأنها فشلة فشلا ذريعا في ضبط الأمن بمحافظات عدن ولحج وأبين وشبوة، ولا يريد تكرار هذا الأمر في حضرموت والمهرة، وهي من أهم المناطق على مستوى الجمهورية من ناحية النفط والموقع والمساحة.
ويتابع: باعتقاد أن هذا الملف هو السبب الرئيسي في تأخير عيدروس من العودة إلى مدينة عدن، بعدما كان قد وعد أنصارها بالزحف نحو سيئون والمهرة، غير أن الكفيل لم يسمح له.
ويستبعد الحسني وجود خلاف سعودي ـ إماراتي حول هذا الأمر، ويعتقد أن الأمر أشبه ما يكون بمسرحية وتبادل أدوار بين البلدين، لأنهم ـ على حد وصفه ـ متفقون في الملف اليمني على الخطوط العريضة.
ويقول الحسني: سبق عيدروس الزبيدي إقصاء هاني بن بريك، ومنعه من الظهور الإعلامي حتى على تويتر، حيث منعته المخابرات اللإماراتية من ممارسة أي دور سياسي أو إعلامي، أما عيدروس الزبيدي فلن يستغنوا عنه تماما، بل سيعيدون ترتيبه لكن بالحجم الذي يريدونه، لأنهم يريدون من الجميع البقاء ضمن مربعات يرسمها التحالف لهم، بحيث يكون رشاد العليمي مسئولا عن الكل لكن بصورة شكلية، أما على الأرض فكلٌ له مربعاته العسكرية. والخلاصة أنهم لن يعطوا عيدروس الزبيدي فوق حجمه.
ـ العرادة:
وحول سبب احتجاز العرادة، إن كان ملف الشرق يقف وراء احتجاز الزبيدي، يقول الحسني: بالنسبة لسلطان العرادة، هناك مقترح من التحالف لتغييره، وتعيين ذياب بن معيلي خلفا له، لكن الإصلاح يرفض هذا الأمر، لأن ذلك سيمثل ضربة قاضية له وللوحدات العسكرية في مأرب.
أما النقطة الأخرى ـ يتحدث الحسني ـ فهي قضية الإيرادات، لأن العرادة رفض التوريد للبنك المركزي ما لم يورد الكل. لكن لا ندري ما إذا كان الحاصل حجز ومنعا حقيقيا من العودة أم لا.
ـ تمكين السلفيين:
ويعتقد السياسي الحسني أن التحالف، في مقابل ذلك، يسعى لتمكين السلفيين بصورة كبيرة جدا. وحول هذا يؤكد أن الألوية التي تُحشد والتي تُدرب كلها ألوية سلفية، كونها تيارا دينيا مقابل التيار الديني الآخر الذي هو “أنصار الله”.
ويستدرك الحسني: صحيح أن السعودية تريد تمكين جماعة دينية، لكن جماعة ليس لها هدف سياسي. فالإصلاح حتى وإن كانت أيدلوجيته دينية إلا أن له طموحا وله برنامجا سياسيا خاصا، بخلاف السلفية التي ليس لها شيء من ذلك.
ويشير الحسني إلى أن “الألوية التي يقومون بتدريبها حتى لمأرب، وعلى رأسها البقما الذي قتل، كلها ألوية سلفية، وألوية بشير المضربي، سلفية، وألوية رداد الهاشمي في الحدود السعودية سلفية”.
ويختم اللحسني حديثه لـ”عرب جورنال” بالقول: اعتقادي أن الإصلاح والعرادة لن يعطوا مأرب على سهل.