الجديد برس / تقارير/ إبراهيم القانص:
تماطل السعودية التي تقود حرب التحالف على اليمن في إنجاز أيٍّ من النقاط التي تمثل عناوين رئيسة على طريق تجديد الهدنة وتمديدها، وأهمها صرف رواتب موظفي الدولة ورفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، والسبب الذي أصبح واضحاً وملموساً لتلك المماطلة هو تحركات الرياض في المناطق اليمنية التي يسيطر عليها التحالف وحكومة الشرعية الموالية له،والتي تتلخص في إنجاز ما أمكن إنجازه من مصالحها المتمثلة في توسيع نفوذها وسيطرتها على المواقع اليمنية الاستراتيجية، وهو ما يمضي بالتوازي مع التحركات الإماراتية التي تحمل الأهداف نفسها، فالدولتان الخليجيتان تتقاسمان الجغرافيا اليمنية حسب مصالح كل منهما، وهو ما ترفضه سلطات صنعاء التي بعثت برسائل إلى الجانب العماني الراعي للتفاوضات، أبلغته خلالها أنها ترفض المماطلة، وترفض محاولات الجانب السعودي لكسب الوقت من أجل ترتيب الأوضاع اتي تخدم مصالحه، على حساب مصالح اليمنيين وسيادة أرضهم.
وكان وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، وصل الأحد إلى العاصمة العمانية مسقط، والتقى وفداً يمثل وزارة الخارجية في حكومة صنعاء، كما عقد وزير الخارجية العُمانية بدر بن حمد البوسعيدي، لقاءً مع نظيره السعودي لبحث الملف نفسه المتعلق بتجديد الهدنة في اليمن.
في السياق، ذكر المتحدث باسم حكومة صنعاء وزير الإعلام ضيف الله الشامي، أن دول التحالف تحاول تحقيق نصر سياسي بالمراوغة والحصار، موضحاً في تدوينة على منصة تويتر، أن التحالف حشد قواته واستنفر العالم وفشل، وأن الأمم المتحدة متورطة في جرائم الحرب على اليمن، مخاطباً دول التحالف بعبارات تحذيرية شديدة اللهجة: “لا تمتحنوا صبر اليمنيين، فصبرهم حكمة، وصولتهم عليكم نقمة، وضرباتهم منكِّلة، وقد أعذر من أنذر”.
من جهته، اتهم نائب وزير خارجية صنعاء، حسين العزي، الأمم المتحدة بأنها وضعت آلية التفتيش الأممية تحت تصرف دول التحالف، جاء ذلك في سلسلة تغريدات على تويتر، على خلفية عرقلة سفينة نفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة، معتبراً تبرير عرقلة السفينة اعترافً صريحاً ومخجلاً بعدم حيادية الأمم المتحدة، وتورطها في حصار اليمن، مشدداً بصرامة غير مسبوقة أن صنعاء ستنهي ما وصفه بـ”المهزلة” مهما كان الثمن، وأن قيادة حكومته ستتخذ إجراءات وتدابير صارمة، ووعد الشعب اليمين أنه لن يظل يكابد المعاناة وحده إلى ما لا نهاية، مؤكداً: “سنبقى أبناءه الأوفياء الذين لم يعهد منهم أي تردد في الإقدام على القرارات الكبيرة”.
ويرى مراقبون أن تحذيرات صنعاء، بدت أكثر جدية مما مضى، وأنها بصدد اتخاذ إجراءات سبق أن حذرت التحالف من اضطرارها إلى اتخاذها، وبتجديد التحذير بلهجة أكثر صرامة يرجح المراقبون أن ما ستقدم عليه صنعاء سيكون مؤلماً للتحالف، خصوصاً السعودية والإمارات، اللتين تقع منشآتهما النفطية والحيوية في مرمى نيران قوات صنعاء التي وضعت الدولتين الخليجيتين في صورة ما وصلت إليه قدراتها العسكرية وما تستطيع فعله، الأمر الذي لم يعد باستطاعة الرياض أو أبوظبي تجاهله أو إنكاره.
عن: YNP