الجديد برس / تقارير/ إبراهيم القانص:
لم تكن السعودية يوماً راعية سلام في اليمن أو غيره، ولم يكن من صفاتها ولا شيمها أن ترعى حقوق الجوار لا مع اليمن ولا مع دول خليجية تتشارك معها حدوداً جغرافية، فقيادتها لتحالف الحرب على اليمن دليل كافٍ على مشاعرها ونواياها، خصوصاً أن اتخاذ قرار الحرب من قوى دولية وتكليف الرياض بمهمة التنفيذ والقيادة لم يكن سوى محصلة لمراحل سابقة من المؤامرات والنوايا المبيّتة التي جعلت اليمن متأخراً عن كل ما حوله،
وتقريباً في المجالات كافة، تحت وطأة الصراعات الداخلية التي كانت تغذيها وتمولها السعودية، وحتى فترة ما قبل حرب التحالف كان اليمن يئن من آلام الجراح التي تسببت فيها التنظيمات الدينية المتطرفة المصدرة من السعودية صاحبة الامتياز في تفريخ تلك التنظيمات عبر الفكر الوهابي الذي كان ولا يزال ماركة مسجلة باسم المملكة وحكامها منذ المؤسس حتى محمد بن سلمان، آخر ولي عهد والحاكم الفعلي الحالي للمملكة، حتى وإن أظهر محاربته لذلك الفكر وتلك التنظيمات؛ إلا أنه لا يزال يمولها ويستخدمها أينما توجهت بوصلة مصالحه وأجندات القوى العالمية التي تقف خلفه وينوب عنها في إنجاز كل ما تتطلبه مطامعها وأهدافها في منطقة الشرق الأوسط.
تعض السعودية أناملها من الغيظ، لاضطرارها إلى التفاوض مع سلطات صنعاء من أجل تجديد وتمديد الهدنة، حيث أتت للتفاوض مُرغمة ومُجبرة حسب شروط ومطالب صنعاء، تبعاً لمعادلات القوة التي تغيرت ولم تعد كالأيام الأولى من عمليات التحالف العسكرية، فقد أنجزت قوات صنعاء تقدماً عسكرياً ميدانياً لم يكن في حسبان الرياض، حتى أصبحت المسألة وبوضوح شديد خوفاً وهلعاً سعودياً مما يمكن أن تفعله صنعاء بعد القفزة النوعية فيما يتعلق بالتطوير والتصنيع العسكري، وقبله ما يخص القدرات القتالية التي تحدثت عن نفسها في جبهات المواجهة، ومن لهجة التغطرس واستعراض العضلات إلى إبداء المخاوف على الأمن القومي للمملكة ومنظومة اقتصادها المبنية على النفط الذي أصبحت منشآته الاستراتيجية الكبيرة في مرمى صواريخ ومسيرات صنعاء، وصولاً إلى حتمية النزول من الأبراج العاجية والزجاجية إلى طاولة التفاوض وبشروط الأقوى على الأرض، لكن ذلك لا يعني أبداً أن السعودية تنوي الخير والسلام لليمن، فبالتزامن مع التفاوضات الجارية لتجديد الهدنة تفخخ السعودية وحليفتها الإمارات المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرتهما بالنزاعات والصراعات الدموية ونشر وتوطين عناصر التنظيمات الإرهابية المتشددة، تحت غطاء مسميات تضفي عليها صفة النظامية، وهو ما يشبه القنبلة الموقوتة التي يبدو أن الدولتين الخليجيتين قد ضبطتا مؤقتها على ساعة رحيلهما من اليمن، فنهر دماء إضافي إلى ما سبق قد يشفي غليلهما ويروي ظمأهما الدائم إلى بقاء اليمن مشتعلاً وموجوعاً.
وكانت آخر قناع تنكّري للعناصر المتطرفة التي تستخدمها السعودية في اليمن هو ما أُطلق قوات “درع الوطن”، التي تم تشكيلها مؤخراً من مجاميع متطرفة متشددة تنتمي إلى ما أسماها مدير التوجيه المعنوي المعزل من دفاع الشرعية، محسن خصروف، السلفية الجامية، والتي حذّر من تداعيات تشكيلها، حيث ذكر في تصريحات متلفزة أن من عينه رئيس المجلس الرئاسي قائداً لتلك القوات السلفية المتطرفة يدعى بشير الصبيحي، الذي أكد أنه سلفي متشدد من تلاميذ الوادعي، وليس له صفة عسكرية من قبل، مؤكداً أن السعودية أنشأت هذه القوات على أسس وهوية مذهبية خطيرة، مشيراً إلى أن الرياض دربت القوات السلفية في منطقة شرورة، في إطار صراع المصالح مع الإمارات، وتفخيخ اليمن بالمزيد من الدمار والقتل.
في السياق، أكد رئيس مركز الدراسات السياسية التابع للإمارات، خالد الشميري، أن قوات “درع الوطن” التي أنشأتها السعودية تتشكل من جماعات سلفية متطرفة لها صلة وثيقة بتنظيم القاعدة والإخوان، محذراً من كارثية ما سيحدث في حال تسلمت تلك القوات أي مسئولية في مناطق سيطرة الشرعية والتحالف.
عن: البوابة الإخبارية اليمنية