الجديد برس
بقلم /حميد دلهام
عندما يتعرض المرء للاجواء البارده في هذه الليالي شديده البروده..ويكون جسمه تحت رحمة لسعات الصقيع الحاده..لا شك انه سيدرك حجم المعاناة والألم والاجهاد الذي يتعرض له الجيش واللجان الشعبيه وهم يؤدون واجب الرباط والجهاد في ميادين الرجوله والشرف دفاعا عن الشعب والوطن وذودا عن الارض والعرض..و ردا للظلم والعدوان..
أولئك البواسل..هم عنوان شرف الأمة..وما البرد الذي يكتوي احدنا بسياطه اللاذعه وهو تحت سقف بيته..الا جزء بسيط من معاناتهم وما يكابدونه من ألم ومشاق…فهناك الكثير والكثير من التضحيات والمشاق التي يقدمونها في سبيل امننا وحريتنا و سلامة سيادة بلادنا التي تتعرض لمحاولات اغتصاب وانتزاع من قبل احلاف الشر وقوى العدوان..ومن ساندهم من مرتزقة الداخل.. وقد تبلغ تلك التضحيات حد بذل النفس وتقديم الروح…(والجود بالنفس اقصى غاية الجود)..
وما من يوم يمر على بلدنا من ايام العدوان الا ويأخذ نصيبه من الارواح الطاهرة والأنفس الزكيه التي ترتقي الى بارئها جل وعلا .. لتخلد في رياض الشهداء الاحياء الذين هم عند ربهم يرزقون… من لا يدرك ذلك ولا يقدره حق قدره..فهو بلا حس وطني..ولم تتجذر في نفسه أصالة الانتماء الى الاوطان وعشق حريتها و سلامة سيادتها من دنس المحتل و كيد العميل المتآمر
اذا يجب ان يدرك الجميع حجم وضخامة تلك المعاناة..وحجم التضحيات الكبيره التي يقدمها فرسان الميدان…فيقف الجميع وبدافع وحس وطني عالي خلف أولئك الصفوه. .وليجمعهم خندق واحد..هو خندق الدفاع عن الوطن..وسيادته وسلامة اراضيه.. والا يستعظم احد اي جهد او عطاء يقدمه في سبيل دعمهم والوقوف خلفهم..كما لا يستحقر احد بالمقابل اي جهد او عطاء مهما كان ضئيلا..ومن لم يجد فالدعاء الدعاء..وأنعم وأكرم به من مدد..خصوصا من بسطاء الخلق وعامة الناس الذين يتواجد في اوساطهم حتما…الموصوف من قبل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم..بالشعثة والغبره..المدفوع بالابواب…وهو من هو عند الله..فلو اقسم عليه لأبره.
بقي ان نشير الى صنف اخر من ابناء وطننا ..تربوا على ربى هذه البلاد ونهلوا من معينها الصافي … لكنهم أصيبوا بداء العقوق و ارتكبوا حماقة الخروج عن عباءة الوطن ..ليستظلوا بمظلة العدوان.. شتان بين مدافع ومعتدي…وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.