الجديد برس / تقارير/ نقلا عن: المساء برس:
بحلول الـ2 من أبريل القادم يكون اليمنيون قد أتموا عاماً كاملاً من الهدنة التي شهدت خفضاً للتصعيد العسكري في مختلف جبهات القتال بما في ذلك خفض التصعيد في جبهات القتال العابرة للحدود بين اليمن والسعودية.
تم تمديد الهدنة التي بدأت بمدة 60 يوماً أكثر من مرة وفي المرة الأخيرة التي أراد التحالف فيها تمديد الهدنة كانت صنعاء قد استنفدت صبرها فرفضت أي تمديد مجدداً في حال بقيت الهدنة على حالها وبدون توسيع بحسب ما نص عليه اتفاق ما قبل الهدنة، كون الهدنة كانت مشروطة بتوسيعها بما يشمل إضافة المزيد من الملفات الإنسانية التي يتم تنفيذها خلال فترات التمديد القادمة إلا أن ذلك لم يحدث إلا بعد إشهار صنعاء لعصاها الغليضة.
بعد إعلان صنعاء وقف نهب الثروة النفطية اليمنية في سبتمبر العام الماضي وعدم تمديد الهدنة في 2 أغسطس الذي تلاه إلا بموافقة التحالف وتنفيذه لصرف الرواتب من عائدات الثروة النفطية اليمنية التي نهبها التحالف طوال سنوات الحرب من حقول النفط اليمنية في المناطق التي يسيطر عليها مع القوات الموالية له إضافة لشروط أخرى منها رفع الحصار كلياً عن الموانئ والمطارات اليمنية، اضطر التحالف مجبراً على تنفيذ أحد هذه الشروط، تمثل هذا الشرط برفع الحصار عن ميناء الحديدة ووقف القرصنة على السفن الواصلة للميناء والتي كانت منذ الثاني من أبريل العام الماضي مقتصرة فقط على سفن المشتقات النفطية التي سمح التحالف بدخولها لميناء الحديدة بدون قرصنة بمعدل 18 سفينة خلال فترة الهدنة الـ60 يوماً بموجب ما نصت عليه بنود الهدنة، مع ذلك كان التحالف يقرصن سفن المشتقات النفطية ويحتجزها لفترات تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين، وما قبل الثاني من أبريل 2022 كان ميناء الحديدة محاصراً بشكل كلي ويمنع التحالف أي سفينة من الوصول إليه فقط سفن المساعدات الغذائية التي ترسلها الأمم المتحدة هي ما كان التحالف يسمح بدخولها بعد حجزها هي الأخرى فبالة سواحل جيزان.
الآن الهدنة لم يتم تمديدها كما لم يتم أيضاً إلغاء العمل بها بشكل كلي، ووضع كهذا يجعل من طرفي الهدنة صنعاء والرياض غير ملزمين بالحفاظ على خفض التصعيد، أي أن أي تصعيد عسكري من أي طرف لن يكون بمثابة إدانة لهذا الطرف.
وضع كهذا يجعل من الكرة مستقرة في ملعب أحد الأطراف، وبحسب هذه المعطيات فإن الكرة الآن بملعب صنعاء فهي التي تريد تحقيق مطالب وشروط كان يفترض تحقيقها بمجرد إعلان أول تمديد للهدنة، وهو ما يعني أن صنعاء أمام خيارين إما القبول باستمرار هذا الوضع وهو حالة اللاسلم واللاحرب مع فتح شبه كلي لميناء الحديدة والإبقاء على الحصار بمطار صنعاء باستثناء رحلتين أسبوعياً إلى الأردن يصاحبهما تعقيدات أردنية بضوء أخضر سعودي أشبه ما تكون بالالتفاف على تحقيق الفائدة من هاتين الرحلتين، أو الخيار الثاني وهو البدء بتنفيذ إجراءات عملية على الأرض قد تكون عسكرية بحتة لإجبار التحالف على تنفيذ المزيد من الشروط التي طرحتها صنعاء مسبقاً والتي على رأسها صرف مرتبات جميع الموظفين شمالاً وجنوباً من عائدات الثروة النفطية.