الجديد برس / تقارير/ إبراهيم القانص:
تجدد صنعاء دعواتها ورسائلها للمكونات اليمنية الموالية للتحالف، إلى تصحيح مواقفها وتحرير نفسها من التبعية للسعودية والإمارات والقوى العالمية التي تقف وراء حربهما على اليمن، خصوصاً بعد إعلان الاتفاق الإيراني السعودي،
والذي بموجبه سوف تنتفي مبررات الحرب، وتفقد أسطوانة الذراع الإيرانية تأثيرها في تحفيز المقاتلين بالنيابة عن التحالف، رغم أنها فقدت جزءاً كبيراً من ذلك التأثير في أوساط المواطنين الذين انطلت عليهم تلك الحيلة وتحكمت في عواطفهم فترة من الزمن، وتحديداً في السنوات الأولى من الحرب.
وفي أعقاب إعلان تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية، واقتراب فتح سفارتي البلدين في عاصمة كلٍ منهما، دعا محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، ومتحدث لجنة المصالحة الوطنية المكونات اليمنية الموالية للتحالف إلى تصحيح مواقفهم، موضحاً أن كل شيء قد تبيّن لهم، في إشارة إلى شعارات الحرب ضد ما كانت تروج له السعودية بالنفوذ الإيراني في اليمن، منوهاً بأن ذلك كان آخر أوراق التحالف، وأنها سقطت بإعلان الاتفاق بين الرياض وطهران، مؤكداً في الوقت نفسه أن الفرصة لا تزال مواتية لمن أراد العودة إلى صنعاء، بقوله إن “باب التوبة مفتوح”.
القيادي الحوثي، محمد البخيتي، وجَّه أيضاً رسالةً إلى أبناء المحافظات الجنوبية، المنادين بالانفصال واستعادة ما يسمونها دولة الجنوب العربي، في وقت أصبحت مناطقهم مرتعاً للقوات الأجنبية، كما سخر البخيتي من الفصائل التابعة لطارق صالح الموالي للتحالف، الذين يُقتلون بحُجة الدفاع عن الجمهورية، في وقت يتحركون تحت قيادة عينتها دولة ملكية.
وتأتي دعوات صنعاء للمقاتلين في صفوف التحالف والمؤيدين له، في وقت تواصل قيادة التحالف إهانة القيادات العسكرية اليمنية الموالية لها بعدد من الأساليب، حيث بدأت المخابرات السعودية حملة اعتقالات استهدفت قيادات عسكرية بشكل مفاجئ.
مصادر إعلامية ذكرت، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن قيادة التحالف استدعت، في فبراير الماضي، قائد اللواء التاسع التابع للشرعية، العميد محمد هادي العملسي، مؤكدةً أن المخابرات السعودية اعتقلت العملسي، وزجت به في أحد معتقلات مركز العمليات المشتركة للتحالف في نجران، بدون ذكر الأسباب، موضحةً أن قيادة القوات السعودية ترفض إطلاق سراحه وتمنع زيارته منذ ثلاثة أسابيع، ولم يشفع له أنه جنّد المئات للدفاع عن حدود السعودية في نجران.
في السياق، اعتقلت السلطات السعودية مسؤولاً أمنياً يمنياً، وزجت به في أحد سجونها السرية، بعد استدعائه من رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، بتوجيهات سعودية، حيث أكدت مصادر إعلامية أن السلطات السعودية اعتقلت مدير أمن محافظة المهرة، التي يسيطر عليها التحالف، العميد مفتي سهيل نهيان صمودة، في يناير الماضي، مشيرةً إلى أن العميد صمودة الذي يحمل الجنسية السعودية تم تعيينه مديراً لأمن المهرة بناء على اقتراح من السفير السعودي محمد آل جابر، وكان ذلك بعد دخول القوات السعودية ميناء نشطون وسيطرتها على مطار الغيضة في منتصف يوليو 2018م، مرجحة أن يكون سبب اعتقاله هو أنه لم يعد جديراً بخدمة المصالح الأمريكية التي ترعاها الرياض في محافظة المهرة اليمنية، كما يتوقع خبراء أن يكون مصير القيادات الموالية للتحالف، خلال المرحلة المقبلة، أشد سوءاً مما كان، كون التقارب السعودي الإيراني سيفرض تغيرات كثيرة يترتب عليها تغير الكثير من المواقف تبعاً للمصالح المشتركة، وهو الأمر الذي تدركه صنعاء وتشفق على القيادات اليمنية الموالية للتحالف من تبعاته، حسب خطاب مسئوليها ودعواتهم المتكررة لأولئك إلى العودة وتصحيح المواقف.