الجديد برس / إبراهيم القانص:
حاولت السعودية إقحام ملف تورطها في الحرب على اليمن، في تقاربها الأخير مع إيران والاتفاق الذي رعته الصين، فيما يشبه أنها كذبت على أتباعها لتحفيزهم على القتال في صفها ومحاربة التمدد الإيراني،
ومن ثم صدقت هي نفسها الكذبة التي جعلت الموالين لها يدمرون بلادهم ويقتلون إخوانهم، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل واصطدمت بمواقف صنعاء وإغلاقها أيّ باب للمساومة على شروطها ومطالبها بشأن تجديد الهدنة، خصوصاً ما يتعلق بالملف الإنساني والاقتصادي، ورغم ترحيب صنعاء بالاتفاق الإيراني السعودية إلا أنها نأت بأن تكون سيادة البلاد ووحدتها واستقرارها في مهب أي متغيرات إقليمية أو دولية، ولا تزال تؤكد أن اليمن ليست حديقة خلفية لأحد، وفقاً لعضو وفد صنعاء المفاوض، عبدالملك العجري، الذي قال في تغريدة على تويتر: “إن اليمن حديقة اليمنيين وحدهم، وجنتهم على الأرض، ومصالحها واستقلالها ووحدتها وسلامتها هي الحاكم لفلسفتهم في تصنيف الأعداء والأصدقاء”، وفي في هذا السياق، أكد العجري، في تدوينة أخرى على تويتر، ثبات موقف صنعاء من مشاورات السلام “الذي ينهى الحرب ويرفع الحصار ويعمر ما دمرته الحرب، ويحفظ لليمن وحدته واستقلاله وسيادته”، حسب تعبيره، وتؤكد قيادات صنعاء تباعاً أنها لا ترهن قراراتها ومواقفها لأي طرف، كونها تمكنت من إنهاء الوصاية الأجنبية- أيَّاً كانت- على أي شبر من المناطق الواقعة في نطاق سيطرتها.
الفشل السعودي في تسويق اتفاق الرياض وطهران كانتصار في الملف اليمني، كان صادماً بالنسبة للنظام السعودي، الذي كان يتوقع تغيراً في مواقف صنعاء، وقد أشار مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية، عبدالله آل هتيلة، إلى أن بلاده كانت تتوقع أن يُحدِث اتفاقها مع إيران اختراقاً قد يؤدي إلى تغيير مواقف الحوثيين، زاعماً أن ذلك التوقع كان مبنياً على أساس علاقتهم بإيران، وهي امتداد لتقوّلات سابقة روج لها النظام السعودي لتثبيت صورة ذهنية مشوهة عن صنعاء لدى أتباعه، وتسويقها كأنها واقعة تحت وصاية خارجية، وهو ما أثبتت الوقائع والمتغيرات عكسه، يقول مراقبون. وكانت وسائل إعلام إيرانية ناطقة بالعربية سربت بعضاً من ملامح اتفاق طهران مع الرياض، منها أن السعودية التزمت بوقف دعمها للمكونات والحركات المناهضة للنظام الإيراني، مثل جيش العدل ومنظمة مجاهدي خلق وحركة الأهواز وقناة إيران إنترناشونال، وكذلك رفع القيود عن شيعة السعودية، وإنهاء الحظر على تبادل زيارات تلك الفئة مع إيران، وخلال التفاوضات السرية بين السعودية وإيران، التي أفضت إلى عودة العلاقات بين البلدين؛ حاول السعوديون مراراً طرح الملف اليمني، لكن الطرف الإيراني أكد لهم أن القرار في صنعاء وليس في طهران، حسب حديث سفير صنعاء في إيران، إبراهيم الديلمي، لوسائل إعلام، وهو الأمر الذي ينفي أي التزامات إيرانية بشأن اليمن، وفي الوقت نفسه يؤكد أن صنعاء تمتلك قرارها ومواقفها، بعكس حكومة الشرعية ومجلسها الرئاسي اللذين لا يملكان قراراً ولا موقفاً، ويتلقيان الأوامر والتوجيهات من قيادة التحالف في كل صغيرة وكبيرة.