الجديد برس / عرب جورنال / عبدالرزاق علي:
بصورة مفاجئة وبعد يوم من زيارته لروسيا، عاد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للامارات، عيدروس الزبيدي، إلى مدينة عدن جنوبي اليمن، في حين لم يتمكن رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي “المشكل سعوديا” من العودة إلى عدن أو المكلا في حضرموت.
عودة الزبيدي إلى عدن جاءت بعدما كان قد قضى أشهرا قيد الإقامة الجبرية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بسبب شكوى من مجلس العليمي حول عرقلة قوات الانتقالي لعمل مجلسه بعدن، وفق ما أكدته مصادر سعودية في حينه.
بعد ساعات من عودة الزبيدي إلى مدينة عدن، أرسلت الإمارات مولدات كهربائية إلى المدينة، وهو أمر يفصح عن اطمئنانها إلى بقاء المدينة تحت سيطرة ونفوذ الانتقالي الذي يعتبر أداة نفوذها في جنوب اليمن.
لكن، هل كان لروسيا دور في عودة الزبيدي إلى عدن، أم أن الزيارة إلى موسكو كانت من ضمن ترتيبات الإمارات لإعادته؟.
ـ خلاف سعودي إماراتي:
تؤكد مصادر سياسية خاصة أن الإمارات أبقت على عيدروس الزبيدي قيد الإقامة الجبرية في أبوظبي قرابة ستة أشهر، لأنها كانت متفقة مع السعودية على الترتيبات الجديدة في جنوب اليمن، وحين اختلف مع المملكة، سمحت بعودة الزبيدي إلى المدينة.
وتستبعد المصادر، في حديث خاص إلى (عرب جورنال)، أن يكون لروسيا دور في عودة الزبيدي إلى عدن، ولو من باب الوساطة لدى المملكة العربية السعودية، لكن الزيارة كانت بمثابة تهديد غير مباشر بإدخال موسكو على خط الأزمة في اليمن، على حد تعبيرها.
وتتابع المصادر أن الدعم الذي قدمته الإمارات عقب عودة الزبيدي مباشرة، يأتي كتأكيد على أنها صاحبة النفوذ في المناطق الخاضعة لسيطرة الانتقالي.
ورغم ذلك ـ تتحدث المصادر ـ من غير المستبعد أن تكون الإمارات قد أصدرت توجيهاتها للانتقالي بتأجيل فكرة التمدد عسكريا إلى محافظتي حضرموت والمهرة، خشية أن يتطور الخلاف مع السعودية ويأتي بنتائج عكسية.
تأجيل عودة العليمي:
مع أن مصادر سعودية كانت قد أكدت تجهيز قصر الحكم في المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، لعودة العليمي، واستعدت قائد المنطقة العسكرية الثانية إلى الرياض، إلا أن رئيس المجلس الذي شكلته لم يتمكن من العودة حتى اليوم.
ووفق مصادر خاصة، فإن تعرقل عودة العليمي مرتبطة بالفشل في ترتيب الوضع الأمني، حيث كلفت السعودية عضو المجلس فرج البحسني، بالأمر، إلا أنه فشل في المهمة، بعد خلافات مع المحافظ بن ماضي المحسوب على الإمارات.
وتتوقع المصادر أن تحاول الإمارات إفشال عودة العليمي إلى المكلا من خلال أدواتها في ساحل حضرموت الذي يخضع لنفوذها، بحكم سيطرة قوات “النخبة الحضرمية” عليه. ومعلوم أن الإمارات هي التي شكلت تلك القوات ودعمتها خلال العمليات الوهمية ضد تنظيم القاعدة في العام 2016.
وعلى افتراض صحة ما ورد أعلاه، تكون الإمارات قد تمكنت من قلب الطاولة على السعودية في الجنوب، أما وضع محافظتي حضرموت والمهرة، جنوب شرقي اليمن، فلن يستمر بصيغته السعودية الحالية.
ـ تهديد سعودي:
في إشارة إلى أن عودة الزبيدي إلى عدن لم تكن بموافقة السعودية، توعد صحافي سعودي باعتقال قيادات الانتقالي في حال عادت الفوضى إلى المدينة.
وأوضح الصحفي السعودي المقرب من ولي العهد، سلمان عسكر، في مداخلة مع قناة الإخبارية السعودية، تعليقاً على تهديدات الزبيدي في كلمته بمناسبة رمضان، إن أي محاولة لإعادة الفوضى إلى عدن ستتحمّل وزرها القيادات العسكرية والأمنية.
وتابع: “لن يهدأ هؤلاء حتى يتم الزج بهم في السجون”، وهو تهديد صريح باعتقال الزبيدي في حال أقدم على مهاجمة الفصائل السعودية في عدن.
الزبيدي كان قد توعد عقب وصوله إلى عدن، الأربعاء، بتغيير الواقع الجديد في عدن، في إشارة إلى الإجراءات السعودية التي أطاحت بفصائل المجلس من أبرز المواقع الاستراتيجية داخل المدينة لصالح قوات “درع الوطن”.
ومن غير المستبعد أن تقود عودة الزبيدي إلى صدام مسلح جديد في جنوب اليمن بين قوات الانتقالي الموالية للإمارات، والتشكيلات المحسوبة على السعودية.