بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
إن تستقبلكم صنعاء اليوم بالعناق والأحضان، فهكذا تستقبل الأم بنيها وفلذات أكبادها الواصلين إليها بعد طول انقطاعٍ وفراق!
وليس ذلك غريباً عليها!
فصنعاء هي الأم الحنون لكل اليمنيين والحضن الدافئ الذي يحتضنهم جميعاً دون تمييزٍ أو تفضيلٍ أو تقديمٍ أو تفريقٍ.
صنعاء هي التي عمرها ما أغلقت أبوابها يوماً أو أوصدتها أمام أحدٍ من أبناءها اليمنيين حتى لو كان مارقاً أو عاصياً أو عاقًّا.
صنعاء، باختصار، هي اليمن في هيئتها الحقيقية، فإذا أردت أن ترى (اليمن) في صورتها الأصلية وهيئتها الحقيقية، فلتنظر إلى صنعاءَ.
فيها لن تجد، من المسميات أو الاوصاف السمجة أو السخيفة، (شمالياً) ولا (جنوبياً) ولا (زيدياً) ولا (شافعياً) ولا (حراكياً) ولا (دحباشياً) ولا غير ذلك مما تبتدعه لنا كل يوم أيادي الشيطان!
صنعاء ببساطة لا يسكنها الحقد ولا البغضاء،
صنعاء لا يسكنها إلا اليمنيون.
اليمنيون فقط على اختلاف مناطقهم ومذاهبهم ومشاربهم السياسية والفكرية…
يؤمُّها الناس من كل بقاع وأصقاع الأرض اليمنية، والعربية أيضاً، فتحتضن الكل ولا تضيق ولا تغضب أو تصخب من أيٍ كان!
صنعاء هي الماضي والحاضر والمستقبل…
هي بصراحة بيت كل اليمنيين الأول وعاصمتهم الأبدية المقدسة…
وصنعاء اليمن (ثانية)، أو كما يقولون.