الجديد برس:
كشف المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن جمال بن عمر، أن الفرقاء اليمنيين كانوا على وشك توقيع الاتفاق النهائي عام 2015م وكان الخلاف فقط حول مكان توقيع الاتفاق، لكن الحرب التي شنتها السعودية أنهت كل شيء.
وقال جمال بن عمر في لقاء عبر برنامج (قصارى القول) على قناة “روسيا اليوم”، إن “الحوثيون لم يلجأوا للسلاح بعد مؤتمر الحوار الوطني إلا بعد أن انقلبت الأطراف الأخرى المشاركة في الحوار على الاتفاق الذي تم التوافق عليه بالمؤتمر وهو مشاركة أنصار الله والحراك الجنوبي في السلطة المتمثلة بحكومة شراكة وطنية”.
وأوضح بن عمر أن الأحزاب التي كانت تحكم حينها “حزب الإصلاح تحديداً” إضافة إلى عبدربه منصور هادي، رفضوا إشراك الحوثيين “أنصار الله” والحراك الجنوبي في حكومة شراكة، وهذا خرق لمخرجات الحوار الوطني.
وأشار إلى أنه “لم يكن هناك أي اتفاق على التفاصيل ومنها عدد “الأقاليم”، فمسألة الأقاليم تم فرضها فرضاً من قبل الأحزاب الحاكمة وهادي على أنصار الله والحراك الجنوبي بعد انتهاء مؤتمر الحوار وهذا كان خطأ قاتل”.
وأكد بن عمر أنه “رغم ذلك عندما تعقد الوضع بداية 2015 كان الفرقاء اليمنيين كلهم مجتمعون على طاولة الحوار وكنا نيسر هذه المفاوضات فيما عرف حينها بمفاوضات موفمبيك وحققنا تقدم بشكل كبير باتجاه حل نهائي مبني على تقاسم السلطة”.
لافتاً إلى أنه “تم الاتفاق على شكل السلطة التنفيذية والتشريعية ومؤسسات الدولة وبقيت هناك خلافات تتعلق بموضوع الرئاسة ومكان التوقيع”.
وقال جمال بن عمر “زرت السعودية قبل يومين من بدء الحرب العسكرية التي قادتها على اليمن وكان النقاش على مكان التوقيع فقط حيث كان السعوديون يلحون على أن يكون التوقيع في الرياض بينما الحوثيين وصالح كانوا رافضين هذا المقترح”.
وأكد: “كنا على وشك توقيع الاتفاق النهائي بين اليمنيين، ولكن تفأجنا بالتدخل العسكري بقيادة السعودية هو الذي أجهض العملية السياسية في اليمن وهو الذي عقد الوضع الذي كان أصلاً وضعاً معقداً، فالتدخل العسكري الخارجي فتح الباب لمسار جديد مؤلم”.
وقال المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن “بعد التدخل العسكري السعودي والإماراتي الذي أجهض الاتفاق، أصدر مجلس الأمن الدولي قرار (2216) وهو قرار عجيب غريب وهو عملياً يطلب الاستسلام من طرف واحد وهم الحوثيون”.
وأضاف جمال بن عمر أن “مجلس الأمن أصدر القرار (2216) العجيب الغريب الذي يطلب من الحوثيين الاستسلام لحكومة ليست موجودة إلا في فنادق الرياض، وهذا القرار كان كارثي وغير واقعي وعقد العملية السياسية”.
مردفاً: “عندما قرأت مسودة القرار الغريب لمجلس الأمن الدولي اتضح لي أنه ليس هناك الآن أي دور سيكون إيجابي لمبعوث الأمم المتحدة وحينها قدمت استقالتي”.
وأكد بن عمر أنه “بعد التدخل عسكرياً في اليمن، أصبح الحوثيين الآن حاصلين على خبرة في صناعة الطائرات المسيرة وكل السلاح المتطور”، لافتاً أنه “حتى إذا كانت هناك تفاهمات ما بين إيران والسعودية هذا لا يعني أنه سيكون هناك سلم في اليمن”.
وأشار إلى أن “الصراع في اليمن لم يأخذ بعداً إقليمياً إلا بعد أن تدخلت السعودية عسكرياً في اليمن، والخطأ الكبير الذي ارتكبته السعودية هو في مارس 2015 حين ظنت أن بإمكانها تنصيب حكومة موالية لها والحد من سيطرة الحوثيين وكان هذا خطأ قاتل”.
وأكد جمال بن عمر أن “السعودية لم تحقق أي من أهدافها في اليمن بل بالعكس أدت تصرفاتها إلى تقوية الحوثيين وأصبحوا الآن قوة كبيرة أكثر مما كانوا في السابق”.
وتحدث بن عمر أنه نصح المبعوث الأممي الحالي إلى اليمن (هانس غروندبرغ) عندما تواصل به حين تم تعيينه طالباً النصيحة، وقال له أول نصيحة أنه يستحيل أن يقوم بدور الميسر إذا كان قرار مجلس الأمن يطلب من طرف الاستسلام لطرف آخر وهو القرار 2216.
وأكد بن عمر لــ غروندبرغ أن “القرار 2216 إذا لم يتغير سيكون من الصعب عليه العمل، كذلك الأمم المتحدة ليس فقط في اليمن ولكن في عدد من مناطق العالم”.
ولفت إلى أن “الناس ينظرون للأمم المتحدة أنها واجهة للقوى الأخرى الكبرى ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا”.
وأكد المبعوث الأممي الأسبق جمال بن عمر أنه “يجب على القوات الأجنبية الموجودة في اليمن الخروج من البلاد لأنه لا يوجد مبرر لوجودها، كما على الدول التي تدخلت عسكرياً في اليمن أن تكف أيضاً دعمها للأطراف المحلية في اليمن”.