الجديد برس:
لا تخفي صنعاء نيتها دعم جهود التهدئة إلى أقصى حد زمني يسمح به الشعب اليمني. وهي تمارس الأمر عمليًا، من خلال إعطاء فرصة تلو الأخرى لدول العدوان لترتيب أوضاعهم ومراجعة حساباتهم، والتحرر من الضغوط الأميركية التي لا تتوقف.
ليس جديدًا تصويب صنعاء على دور أميركي – بريطاني معطل. هي تتحدث وفق معطيات توفرت لها، إضافة إلى بطء طرأ في رد السعوديين على التفاهمات الأخيرة التي وصلت إليها محادثات صنعاء التي حضرها وفدهم.
قبل 11 يومًا، حذر الرئيس اليمني مهدي المشاط من الدور الأميركي – البريطاني المعطل، دون أن يحمّل الرياض مسؤولية، لاعتبارها تشن عدوانًا وحصارًا مباشرين، وأكد أنه قد يدفع نحو تصعيد تدفع دول العدوان ثمنه، بالدرجة الأولى.
بالأمس، كرر رئيس المجلس الأعلى التحذير من تعطيل وعرقلة أميركية – بريطانية، خلال جلسة مع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، في صنعاء، لكن ما كان لافتًا هو تحميل الرئيس المشاط لغرودنبرغ رسالة إلى الأوروبيين تحذرهم من أنهم والعالم سيدفعون ثمنًا تدفع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا باتجاهه.
رسالة المشاط إلى الأوروبيين تحمل دلالات هامة يجب التوقف عندها، فهي تؤكد على:
-أنه إذا ما حصل تصعيد ستذهب صنعاء نحو ضربات موجعة تطال مصادر النفط ومسارات تصديره.
-أن التصعيد إن حصل يتحمل مسؤوليته الأميركيون والبريطانيون ودول العدوان لرضوخها للضغوطات.
-أن صنعاء لا تسعى إلى التصعيد إنما تدفع نحو سلام مشرف يحفظ سيادتها وحقوق شعبها.
-أن صنعاء تحث الأوروبيين على ممارسة دور معاكس للتوجهات الأميركية – البريطانية.
-أن صنعاء ليس لديها ما تخسره إذا ما تواصل العدوان وبقي الشعب اليمني محاصرة.
-أن صنعاء لن تبقي باب التفاوض مفتوحًا إلى ما لا نهاية مهما بلغت التقاربات بين دول الإقليم مداها.
وعليه، إن التحذير اليمني يمكن وضعه في إطار الواقعية وحالة المراوحة التي تشهدها المباحثات بعد وضوح صورة التدخل الأميركي لتخريب تفاهمات كانت مرتقبة، نتيجة حسابات أميركية طبعًا. وقد يشكل التحذير دافعًا للسعودية لتغليب مصلحتها على المصلحة الأميركية، ودافعًا للأوروبيين لممارسة دورهم في ثني واشنطن عن الدفع نحو تصعيد قد يضر بالعالم أجمع، كما أكد مهدي المشاط.
موقع العهد الاخباري – خليل نصر الله
*المقالة نقلت حرفيا ولا تعبر عن رآي الموقع