الجديد برس:
أكدت حكومة صنعاء أن محاولة السعودية للتواري خلف عرقلة أمريكا لتنفيذ وعودها التي قطعتها لصنعاء لن تجدي نفعا إذا ما قررت صنعاء إنهاء مسلسل التملص والمماطلة في تنفيذ ما التزمت به في الملف الإنساني.
وقال رئيس حكومة صنعاء عبد العزيز بن حبتور، في تصريح لقناة “المسيرة”، أن صنعاء لم تلمس أثر الوعود التي قدمتها السعودية بل أنها تحاول التملص من تنفيذ ما وعدت والتزمت به، مؤكداً على إصرار صنعاء على تنفيذ كل التفاهمات التي تم التوافق حولها.
ولفت بن حبتور إلى أن الشعب اليمني يئن يومياً، وأن صنعاء تعد صرف الرواتب وما يتصل بالملف الإنساني، مفتاح الأمن والاستقرار إذا كان الطرف الآخر جاد.
وكشف بن حبتور أن هناك لعب أدوار وليس تناقض حقيقي بين دول التحالف وأن ما حصل من تمايز فهو هامشي وليس تناقضا رئيسيا.
وأشار إلى أن “رسالة المشاط عبر الممثل الأممي هي لتعرف كل الأطراف أين تضع قدمها أكان مجلس الأمن الدولي أم بريطانيا وأمريكا الراعيتين للحرب على اليمن”.
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، قد جدد التأكيد على تمسك صنعاء بمطلب صرف مرتبات جميع موظفي الدولة في الجمهورية اليمنية.
وقال المشاط في رسالة تهنئة لعمال اليمن بمناسبة عيد العمال العالمي: “حرصنا في كل المفاوضات على جعل صرف مرتبات كافة موظفي الدولة ضمن الأولويات، ولن نتنازل عن هذه المطالب المشروعة لشعبنا اليمني”.
وأضاف مخاطباً العمال “نؤكد أننا لن نتنازل عن حقوقكم ولن نسمح للأعداء بتجاهل استحقاقاتكم وسنعمل جاهدين على استعادتها منهم”.
وأكد المشاط أن دول التحالف قطعت مرتبات موظفي الدولة بعد أن دمرت مئات المصانع وسقط آلاف العمال شهداء وهم يؤدون واجبهم المقدس، مبيناً أن موظفو الدولة طوال تسعة أعوام كانوا عنواناً لصمود الشعب اليمني وثباته وتضحياته، وعاملا من عوامل الانتصار الذي تحقق.
ويتوقع أن تستأنف قريباً المفاوضات التي تمت على مدى 6 أيام في أبريل المنصرم، بين الرياض وصنعاء بوساطة عمانية، لاستكمال قضايا الملف الاقتصادي والإنساني وصرف المرتبات، وفتح الطرقات في تعز وباقي المحافظات.
كما التقى رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط، يوم الإثنين، المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، حيث بحثا المستجدات الأخيرة المتعلقة بإحلال السلام، ووقف الحرب، ورفع الحصار عن اليمن.
وحذر المشاط خلال لقاءه المبعوث الأممي غروندبرغ، من سعي أمريكا وبريطانيا للدفع باتجاه التصعيد، مؤكداً أن العالم كله سيتضرر إذا عاد التصعيد في اليمن.
وقال المشاط للمبعوث الأممي، إن “الوقائع أثبتت أن الولايات المتحدة وبريطانيا هما من يضعا العراقيل أمام كل محاولات إحلال السلام في اليمن، انطلاقاً من مصلحتهما الاقتصادية والسياسية”.
وأضاف أنه ”كلما حدث أي تقارب بين اليمن والسعودية والوصول إلى تفاهمات تسارع أمريكا إلى أرسال مبعوثها المشؤوم إلى المنطقة وتفشل كل الجهود”، لافتاً إلى “دور أمريكا في العدوان والحصار، وقطع للمرتبات، وصولاً إلى مساعي إفشال جهود السلام يؤكد أنها وراء المعاناة”.
ووجه المشاط تحذيراته، مخاطباً المبعوث الأممي، قائلاً: “ننقل من خلالكم للمجتمع الدولي بما في ذلك الدول الأوروبية تحذرينا من سعي أمريكا وبريطانيا للدفع باتجاه التصعيد، ونؤكد أن العالم كله سيتضرر إذا عاد التصعيد في اليمن، بما فيها أمريكا وبريطانيا ستتضرر”.
وأشار رئيس سلطة صنعاء إلى أنهم لن يقبلوا “أن يدخل اليمن في تصعيد جديد وتخرج أمريكا وبريطانيا بسلام”، مبيناً أنهم جاهزون للسلام “بمثل جاهزيتنا للحرب وليختار العدوان الطريق الذي يريده فنحن في موقف الدفاع المشروع عن بلدنا وحريتنا واستقلالنا”.
ولفت المشاط إلى مبادرة إطلاق الأسير فيصل رجب، مؤكداً أن اليمنيين قادرين على ترميم وضعهم الداخلي إذا غاب التدخل الخارجي، مشيراً إلى أن “كل الدعايات التي تروج لها أمريكا وبريطانيا ودعاة التقسيم تبخرت، وهي تؤكد أن وحدة اليمن ليست وحدة سياسية فقط، بل هي وحدة شعب”.