الجديد برس / عرب جورنال:
تولي الولايات المتحدة الامريكية الملف اليمني أهمية قصوى في المنطقة رغم الملفات الساخنة الأخرى القديمة والجديدة في الشرق الأوسط.
حيث هيمن الملف اليمني ومقترحات الهدنة والحل السلمي في البلاد التي تعاني من ويلات الحرب منذ تسع سنوات، على محادثات مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
رغم سخونة الملف السوداني واستضافة المملكة لمحادثات بين طرفي القتال هناك، كان ملف اليمن هو الحاضر الأبرز في لقاء ساليفان و أبن سلمان ما يشير الى إهتمام وقلق أمريكي كبير من خروج مسارات الحل في اليمن، عن ما رسمته الدولة الأمريكية العميقة لمسارات الحرب التي تقودها السعودية.
بيان البيت الأبيض ذكر ان ساليفان والأمير محمد بن سلمان استعرضا التقدم الكبير في المحادثات لتعزيز الهدنة المستمرة منذ 15 شهرًا في اليمن، ورحبا بالجهود الجارية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّه “تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تم استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
الإعلانات الرسمية للجانبين عن المحادثات، مؤشرات صغيرة عن تفاصيل كبيرة وساخنة حول تفاصيل المحادثات بين الرياض وصنعاء ، حيث تعمل واشنطن على رسم خطوط حمراء للسعودية لا تستطيع تجاوزها, حيث تبدي الولايات المتحدة مخاوف كبيرة من قيام دولة في اليمن مناهضة لسياساتها في المنطقة ومعادية للكيان الإسرائيلي.
زيارة مستشار الامن القومي الأمريكي لم تكن الأولى فقد كانت هناك زيارات معلنة وغير معلنة لمسؤولين في الإدارة الامريكية الى الرياض لبحث موضوع الهدنة في اليمن, والاطلاع على المفاوضات الجارية بين صنعاء والرياض.
حيث زار الرياض مدير المخابرات المركزية الامريكية وليام بيرنز لبحث الملف اليمني مع كبار المسؤولين السعوديين.
كما زار الرياض وفد من البيت الأبيض واجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, حول ملف اليمن, وذلك بعد يوم واحد من عودة الوفد السعودي من صنعاء.
قال متحدث باسم البيت الأبيض آنذاك، إن وفدا من البيت الأبيض أكد دعمه للسعودية على صعيد اليمن وغيره من الأماكن، وذلك خلال محادثات مع ولي العهد.
وأضاف المتحدث أن البلدين اتفقا خلال المحادثات على البقاء على تواصل منتظم.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت أن كبير مستشاري البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك والمبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين وصلا إلى السعودية، والتقيا بوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.
يأتي ذلك في وقت يقوم المبعوث الأمريكي الخاص الى اليمن تيم ليندركينغ بزيارات متكررة الى الرياض.
واعلن المسؤولون في صنعاء أكثر من مرة عن مساع أمريكية لإجهاض التفاهمات المبرمة مع الرياض, واتهموا واشنطن بعرقلة جهود السلام في اليمن.
التحركات الامريكية الحثيثة والتدخل في ادق تفاصيل مفاوضات الملف اليمني، تضع الكثير من العراقيل أمام مقترحات الحل وتشير الى ان الحل لن يكون سهلا او قريبا.