الجديد برس
بقلم / محمد راشد الجبلي
أثناء حرب عمران وجّه السفير الأَمريكي برسالة غير مباشره لقيادة الثورة مفادُها (إننا سنقاتلكم بمَن هم عقائديون أكثر منكم ولا يعرفون إلَّا الذبح)، فيما معنى الرسالة، وفعلاً حشدوا التكفيريين من كُلّ قرية يمنية ومن الجنوب، جميعهم إلَـى عمران ليقاتلوا في صف ما أسموه بأسد السنة حسين الأَحْمَــر.. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟!.
السفير الأَمريكي فايرستاين حينها كان يجّند بنفسه الدواعش ويقوم بتوزيع الأَمْوَال عليهم.. وهي كانت آخر أوراقه.. ليكشفَ عن نفسه أنه من يقود الدواعش في منتهى المعركة وقبل أن يعلن عن فشله ويغادر مذموماً مدحوراً.
بمعنى أنهم يقاتلون أعداءَهم بغيرهم، وحينما يؤمنون بالفشل والهزيمة يظهرون بصورة مباشرة ليعلنوا عن أنفسهم أنهم الطرف الذي يقود الجبهة.
جون كيري يظهر اليوم وبعد أكثر من عشرة أشْهر من العُــدْوَان ليعلن أن أَمريكا تدعم التحالف ضد الحوثيين في الـيَـمَـن.
أي أن كيري أراد أن يقولَ لقائد الثورة: نحن هنا من نقاتلك، نقولها أمام كُلّ العالم.. وهذا يعني بالنسبة لهم نهاية النهاية وبدء الانكسارِ والهزيمة والشعور بالسقوط وهي آخر الأوراق.
كيري وغيره يعلم أن قيادة الثورة والشعب الـيَـمَـني الذي يهتفُ بالموت لأَمريكا.. الموت لإسرائيل يعلم جيداً أن مَن يشن العُــدْوَان عليه هم الأَمريكان والصهاينة.. وليس هم بحاجه ليظهرَ كيري ليقول لهم نحن نقاتلكم.. فالشعب يعرف عدوه تماماً.
ولكن ما هو الهدف من الإعلان رسمياً أنه حكومة بلاده تدعم التحالف على الـيَـمَـن.!!
أَوَّلاً هو يريدُ أن يقول للشعب الـيَـمَـني أَمريكا لن تموت بل ستموت أنت.. يقولها أمام العالم وأمام الشعب الـيَـمَـني.. وهذا ما سيزيد نيرانَ الـيَـمَـنيين تغيضاً وزفيراً، وسيتشهد الأَيَّــام القادمة سيولاً من الرجال الذين أقعدهم الشكوكُ والارتيابُ عن حقيقة العُــدْوَان، سيتحركون مثل السيول إلَـى الجبهات ليقاتلوا في صف الجيش واللجان بعد أن يستيقنوا أن مَن يقاتلهم الأَمريكان والصهاينة، وأن المعركة معركة وجود ومصير، وخطوطها أطول مما كانوا يفكرون.
سيتجه اليمانيون جميعُهم إلَـى الجبهات.. سيتحرك الشيخ والشاب والطفل والمرأة كلٌّ في عمله ومهمته الجهادية.. إذاً لا خيار أمامهم لتوخّي الموت في المنازل بالطيران إلَّا الخروج مثل الطوفان إلَـى الجبهات للقتال والموت بشرَف.. وهي شهادة ووسامها عظيم.
جون كيري: أيضاً أراد أن يبعث برسالة اطمئنان لعربان الخليج بأن أَمريكا ما زال موقفها ثابتاً وستقاتل معهم لحفظ أمن الخليج كما يقولون.
لكن في الحقيقة هي رسالة طمأنة لذئب لفريسته وبداية تنفيذ مشروع جديد يطيح بأنظمة النعاج في الجزيرة وإدخال داعش ليتسنى للأَمريكان والصهاينة احْتلَالُ الجزيرة والمقدسات.
الخلاصة: أن خطابَ كيري وإظهار حقيقة العُــدْوَان للعلَن سيزيد من اندفاعة الـيَـمَـنيين أكثر وهذا الإعلان هو بيانٌ رسمي للإعلان عن الهزيمة الساحقة.. طبعاً بعد أكثر من عشرة أشْهر من العُــدْوَان بكل تأكيد هي هزيمة وقد يقدمون على أعمال أكثر إجرام وبشاعة وسيدفعون بنظام آل سعود لأن يسرف في ارتكاب الجرائم، وهو ما حدث في مدينة ضحيان بصعدَة.
اذاً المعركة طويلة وبالنفَس الطويل ستكون أطول، فمعركة الـيَـمَـنيين هي مع الشيطان أَمريكا الذي أعلن عن نفسه مؤخراً وهذا ليس جديداً على الـيَـمَـنيين، فهم يعرفون ذلك وما عليهم إلَّا الاستعداد ليكونوا بمستوى عالٍ من المواجهة.. فخلال الأشْهر الماضية استطاع المقاتل الـيَـمَـني أن يهشّم قرن الشيطان ويدقدق مفاصله ولم يبقَ إلَّا اقتلاعه وهو الأهم حتى تتطهر الأرض من شره.. فالمعركة معركة وجود ومصير تتطلب منا وعياً عالياً وجهوزية أعلى لنكونَ بمستوى المواجهة وحتى نحظى بتأييد الله ونصره.
يبقى أمام الشعب الثائر المتوهّج بالنور للمستبصرين والمتوقد بحمم النار للغازين والمستكبرين المواجهة والمواجهة فالنصر قريب.. وهذا لا يعني أن المعركة ستنتهي.. المعركة لن تتوقف وهي مراحلُ وفيها خيارات، ولا أعتقد أن الأَيَّــام القادمة ستكون أقسى مما مضى.
