الجديد برس:
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، على ضرورة إصلاح وتصحيح مسار الوحدة قائلاً: “نؤكد موقفنا مع مظلومية أهلنا في الجنوب وفي الشمال وحقهم التام في إصلاح وتصحيح مسار الوحدة وكل ما لحقهم من مآسي النظام البائد والعدوان الغاشم”.
ودعا المشاط في كلمته بمناسبة العيد الـ 33 لقيام الوحدة اليمنية، مساء الإثنين، “جميع الفرقاء اليمنيين والخصوم لتوقيع ميثاق شرف على حقن الدماء وصون الحرية والسيادة والاستقلال”، داعياً أيضا إلى “مغادرة مربع الخارج المعتدي على أهلهم وبلدهم، والالتقاء بعد ذلك على كلمة سواء”.
وقال المشاط في خطابه إن “عيد الوحدة يأتي في خضم هائل من الأحداث والمتغيرات المتسارعة، لتُظهر لنا كشعب يمني مدى الحاجة للاعتصام بحبل الله ومبادئ السلام والتسامح والتصالح”.
وأضاف: “من المؤسف للغاية أننا مازلنا نرى أخوةً عرباً لاهمَّ لهم إلا كيف يفتتون ويمزقون وحدة اليمن، ويتفننون في حصار وتجويع شعبنا المظلوم”.
وأكد المشاط أن الأصوات التي تتحدث عن الانفصال ودعوات التقسيم والأقلمة، تتلقى كامل الرعاية والدعم من تحالف يزعم أنه عربي ويفترض أن يكون شقيقاً لا عدواً.
وأردف قائلاً: “كنا نأمل من اخوتنا العرب في “قمة جدة” أن تتغير طريقة تفكيرهم السلبي تجاه اليمن لكنهم أخفقوا في صُنع أي شيء من ذلك”.
وحول إعلان جدة والجامعة العربية، انتقد رئيس سياسي صنعاء تجاهل المطالبة بإيقاف الحرب على اليمن ورفع الحصار المفروض منذ تسع سنوات، معبراً عن رفضه هذا الإعلان الذي قال إنه “يدعو للاستسلام وصنعاء ليس في قاموسها ذلك” بالإضافة إلى أنه يطيل أمد الحرب.
ولفت إلى أن البيان العربي المشترك تمسك بالقرار 2216 كمرجعية للسلام في اليمن مع أن مبعوثي الأمم المتحدة يُجمعون على أن هذا القرار يطيل أمد الحرب، ويغلق الطريق أمام أي مفاوضات سلام.
وأشار المشاط إلى أن المجتمعين في القمة العربية لم يتذكروا أنّ صنعاء أحد الأعضاء الستة المؤسسين للجامعة العربية، كما لم تلتزم الجامعة حتى بأبسطِ الأدبيات الدبلوماسية تجاه أهدافها التأسيسية.
وأوضح أن “البيان العربي جدد دعم مجلس العار المُعيّن من دول العدوان على حساب أربعين مليون يمني محاصر وكأن الحرب القائمة حرب أهلية بحتة لم تُعلن من واشنطن، في قفز معيب على الواقع وعلى كل ما يدخل ضمن معنى الحقيقة واحترام الذات”.
وأضاف المشاط أن “الجامعة العربية لا تزال عاجزة عن إدراك واجباتها تجاه قضايا الأمة، وهكذا عقلية مأساوية لن تحرز لأمتنا أي موقع متقدم في النظام العالمي المرتقب”.
وقال إنه “لم يعد بمقدور أمريكا ولا الغرب أن يلقوا على العرب محاضرات في حقوق الإنسان بعد أن صنعوا في اليمن بأسلحتهم وتواطؤهم أسوأ أزمة وكارثة في التاريخ”.
وأختتم المشاط كلمته، قائلاً: “الموقف من وحدة اليمن ومن حصار الشعب اليمني ومعاناته وحرمانه من ثرواته ومرتباته هو الفيصل بين الجد واللعب، وبين الأخلاق والسقوط”، معبراً عن أمله من الجميع بـ”سرعة المراجعة والتصحيح قبل فوات الأوان لأنّ التاريخ لا يرحم، واليمن أيضاً لن يرحم”، حسب قوله.