الجديد برس:
حذر قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، السعودية من أنها لن تكون بمنأى عن أي تصعيد عسكري قادم، مؤكداً أن الرياض لا تزال تتحرك في إطار الموقف الأمريكي الذي يدفع نحو استمرار الحرب والحصار، الأمر الذي يُعدُّ مؤشراً على تعثر مسار المفاوضات بين صنعاء والرياض.
وقال الحوثي في خطاب ألقاه، الثلاثاء، إن السعودية لن تستطيع أن تحقق لنفسها الأمن والاستقرار ولن تحقق “طموحاتها الاقتصادية” إلا بتحقق السلام في اليمن، مشيراً إلى أن الفرصة لا زالت متاحة لذلك عن طريق “إنهاء الحرب والحصار والاحتلال ومعالجة ملف الأسرى والتعويضات والإعمار”.
لكنه أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعيقان تنفيذ هذه المطالب، وتدفعان نحو استمرار الصراع والحصار والاحتلال و”نهب الثروات” وتسعيان “للسيطرة على الجزر والمياه الإقليمية اليمنية”.
وأشار إلى أن توجه السعودية نحو التهدئة في اليمن لم يكن قراراً مستقلاً، بل كان ضمن “هامش مسموح به أمريكياً” مؤكداً أن صنعاء لا زالت تقرأ الموقف السعودي الإماراتي في اليمن ضمن التوجه الأمريكي والبريطاني.
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، قال قبل أيام إن الولايات المتحدة تمارس “ابتزازاً” على السعودية لعرقلة جهود السلام التي ترعاها سلطنة عمان، محملاً الرياض مسؤولية الاستجابة لهذا الابتزاز الذي أكدته أيضاً وسائل إعلام أمريكية؛ قالت مؤخراً إن البيت الأبيض يضغط على الرياض من أجل الدفع نحو مواصلة الحرب.
وقال قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي في خطابه، إن على السعودية أن تتحمل التزامات السلام، مستنكراً محاولاتها لتقديم نفسها كـ”وسيط”.
وأضاف: “إذا تصور الآخرون أنهم سيكونون بمنأى عن آثار وتبعات عدوانهم وحصارهم فهم واهمون”.
وحذر من أن الفرصة المتاحة أمام جهود السلام لن تستمر إلى ما لا نهاية.
ووجهت صنعاء خلال الأيام الماضية رسائل تحذير متعددة، يرى مراقبون أنها تترجم تعثر مسار المفاوضات، بسبب استجابة السعودية للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، والتي تدفع نحو رفض تنفيذ المطالب التي تتمسك بها صنعاء على الطاولة وأبرزها صرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز.