الجديد برس:
هددت صنعاء المملكة العربية السعودية بمفاجأة عسكرية يجري التحضير لشنها ضدها، وذلك لردعها وجعلها تندم في حال استمرار مماطلتها وتلكؤها في استكمال المفاوضات والالتزام باستحقاقات إحلال السلام في اليمن.
ويأتي هذا بعد أيام من توجيه قائد “أنصار الله” الإنذار الأخير للسعودية، مؤكداً أن “معاناة وحرمان الشعب اليمني من ثروته لا يمكن أن يستمر دون حساب”، الأمر الذي يُعد – بحسب مراقبون- مؤشراً على تعثر مسار المفاوضات بين صنعاء والرياض، بسبب استجابة الأخيرة للضغوط التي تمارسها أمريكا والتي تدفع نحو رفض تنفيذ المطالب التي تتمسك بها صنعاء على الطاولة وأبرزها صرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز.
وقال أمين سر المجلس السياسي الأعلى بصنعاء الدكتور ياسر الحوري، في تصريح صحفي، إن “صنعاء تعد بدائلها وخياراتها في حال استمرت السعودية في نهج التقدم في المفاوضات خطوة والتراجع خطوتين للخلف”.
وأضاف: “إذا لم يكون هناك التزام واضح وصريح فإن السعودية والمنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار، وأن الخيارات اليمنية واسعة مع اتساع الإنتاج العسكري اليمني محلي الصنع والجاهزية القتالية على كافة المستويات”.
وأشار إلى أن “السعودية تراوغ وتحاول أن تكسب الوقت في تنفيذ التزاماتها في الملف الإنساني الذي يتضمن استحقاقات معالجة آثار العدوان من جميع النواحي وكافة الالتزامات لتحقيق السلام”.
وأوضح الحوري أن “معالجة آثار العدوان على الشعب اليمني هي أكبر من التعويضات وإعادة الإعمار كونها تشمل جميع النواحي المعنوية والنفسية والصحية وغير ذلك”.
يشار إلى أن الشعب اليمني لم يلمس نتائج إيجابية من الهدنة باسثناء الإفراج عن عدد من الأسرى ووجهة واحدة للرحلات الجوية عبر مطار صنعاء ما يفاقم معاناة المواطنين من حرب وحصار التحالف على مدى أكثر من ثمان سنوات.
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، قال خلال الأيام الماضية، إن الولايات المتحدة تمارس “ابتزازاً” على السعودية لعرقلة جهود السلام التي ترعاها سلطنة عمان، محملاً الرياض مسؤولية الاستجابة لهذا الابتزاز الذي أكدته أيضاً وسائل إعلام أمريكية؛ قالت مؤخراً إن البيت الأبيض يضغط على الرياض من أجل الدفع نحو مواصلة الحرب.
وفي السياق، كشفت مصادر سياسية، عن ترتيبات وتحضيرات تجريها صنعاء لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية وحاسمة وموجعة جداً ترى بأنها ضرورية، ومن شأنها دفع الرياض إلى النزول عند مطالب صنعاء التي ترى بأنها عادلة ومحقة لكل الشعب اليمني.
وأكدت المصادر أن لدى قوات صنعاء المسلحة القدرة والقوة وهي عملياً في طور انتظار الضوء الأخضر من القيادة في صنعاء لضرب المنشآت النفطية الإستراتيجية في السعودية، لافتةً إلى أنه يتوجب على الرياض فهم تحذيرات قيادة صنعاء الأخيرة جيداً وأخذها على محمل الجد.
وبحسب المصادر، فإنه ليس هناك أي خيار آخر أمام السعودية اليوم سوى الإنصياع لمطالب صنعاء المتعلقة بالملف الإنساني وعلى رأسها صرف المرتبات، وتنفيذ كل التفاهمات التي تم التوافق حولها والوعود التي التزمت بها الرياض خلال مباحثات السلام الأخيرة التي انعقدت في صنعاء بحضور الوسيط العُماني الشهر الفائت، أو الإستعداد لعمليات عسكرية نوعية وحاسمة وموجعة تهز المملكة والعالم.