الجديد برس / مقالات/ حلمي الكمالي:
يبدو أن صنعاء على وشك الانفجار في وجه قوى التحالف، التي ماتزال على خطى التسويف والزيف والوعود الكاذبة، بالرغم من دخولها إطار التهدئة التي منحتها صنعاء، في سياق المساحة الإنسانية، وكفرصة أخيرة للسعودية لمراجعة نفسها وإنهاء حربها العدوانية والعبثية على الشعب اليمني.. ولكن أي إنفجار متوقع لبركان الغضب الذي يعتري هذه القوة الوطنية، وهي تمتلك اليوم كل عناصر القوة لحسم المعركة في الزمان والمكان المناسبين.
نتائج هذا التنصل السعودي عن تنفيذ الالتزامات الناتجة عن المفاوضات القائمة، لخصها قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير، الذي وضع فيه النقاط على الحروف، مؤكداً أن صنعاء لا يمكن أن تستمر” إلى ما لا نهاية فيما يظن الآخرون أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ المؤامرات”، في إشارة واضحة إلى أن المراوغة والتنصل السعودية في تنفيذ مطالب صنعاء المشروعة، لن تطول وأن يوم الحساب قادم لا محالة.
من الواضح أن تحذيرات قائد الأنصار، هي بمثابة رسائل تنبيهيه مفادها أن هذه الفرصة ستكون الأخيرة التي تمنحها صنعاء، وهي ترمي حبال النجاة تباعاً لخصومها الذين لم يتحرموا عهداً أو ميثاقاً طوال الفترة الماضية، وهو ما أشار إليه البيان المشترك الأخير لوزير الدفاع في حكومة صنعاء، ورئيس هيئة الأركان، والذي أكد أن” فرصة السلام الحالية هي الأخيرة للأعداء لأن ما بعدها ستكون الكلمة الفصل فيها لقواتنا المسلحة بمختلف صنوفها وتشكيلاتها بإذن الله وقوته”.
الحديث عن جولة جديدة من الحرب لن يكون أمراً سهلاً لقوى التحالف، بل ستلحق هذه الحرب بهذه القوى، الخراب الكلي وستدفع بها إلى الهاوية، وعلى رأسها السعودية التي تسعى لتوسيع نشاطها الاقتصادي داخليا لتدارك العجز القائم الذي يضرب خزينة البترودولار. وهو أيضاً ما أشار إليه خطاب الحوثي، الذي أكد أن السعودية لا يمكن أن تجلب السلام والأمان لتحقيق طموحاتها الإقتصادية الا بسلام الشعب اليمني ورفع الحصار عنه؛ ما معناه أن صاروخ يمني واحد يكفي لإحالة هذه الطموحات إلى الجحيم.
يدرك كل خبراء الحرب والسياسة، أن قوى التحالف تقف اليوم على أرضية مرتعشة ومهزوزة، غير قادرة على لململة فشل السنوات الثمان التي تتداعى على كاهل أمراء الحرب من البيت الأبيض إلى دواوين الوكلاء الإقليميين، ناهيك عن خوض معركة جديدة على واقع يفضح هشاشة قوتها وقواعدها العسكرية الممزقة والمهترئة، أمام قوة ثابتة وهائلة كصنعاء، مسنودة بجيش جرار وعتاد عسكري متطور، والأهم من ذلك مسنودة بشعب عنيد يمتد من صعدة إلى المهرة.
لذلك، فإن الخيار الوحيد المتاح أمام قوى التحالف اليوم، هو تناول مبادرة صنعاء في تحقيق السلام العادل للشعب اليمني الذي عانى طويلاً مرارة الحرب والاستهداف والحصار الجائر. ويأتي هذه التناول أولاً بالتعاطي الحقيقي مع المطالب المشروعة وتنفيذها وعلى رأسها الإستحقاقات الإنسانية التي تتهرب منها قوى التحالف بشكل مخزٍ يكشف حقيقة حقدها الضغين على اليمن وشعبه، فما الذي قد يضرها إذا وافقت على ملف صرف المرتبات لو لم تكن تسعى لمضاعفة معاناة اليمنيين.
بالتالي، فإن مواصلة قوى التحالف في المماطلة في إنهاء حربها وحصارها، يعني عودة الحرب واستئناف الضربات الموجعة في عمق دول التحالف، ناهيك عن المفاجآت التي تتوعد بها صنعاء، كما جاء في التصريحات الأخيرة لأمين سر المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، ياسر الحوري، الذي أكد أن اليمن يعد بدائله وخياراته في حال استمرت السعودية في نهج التقدم في المفاوضات خطوة والتراجع خطوتين للخلف، منوهاً بأن هناك مفاجأة تحضرها صنعاء لردع السعودية وتجعلها تندم في حال استمرار مماطلتها وتلكؤها في استكمال المفاوضات والالتزام باستحقاقات إحلال السلام في اليمن.