الجديد برس/ متابعات
أكد الباحث اليمني عبدالله بن عامر أن التوجه الإقليمي نحو تقسيم اليمن لم يعد خافياً على أحد وان الشواهد التاريخية وكذلك ما يجري حالياً على الأرض من خطوات باتت واضحة للجميع.
وقال بن عامر في حديث للخبر اليمني إن التقسيم الذي يُراد لليمن ليس وفق صيغة جنوب وشمال كما يطرح البعض بل سيكون ذلك مقدمة لتقسيم الجنوب نفسه ثم التوجه نحو تقسيم الشمال.
وأكد بن عامر وهو مؤلف كتاب تقسيم اليمن بصمات بريطانية أن السعودية تريد الهيمنة على كل الجنوب لاسيما بعد ان خسرت الشمال وعندما رأت ان هناك منافس لها ذهبت نحو محاولة فرض واقع في المناطق الشرقية وهذا لا يعني توقف الصراع عند هذه النقطة فحتى لو حدث تفاهم على تقسيم الجنوب الى شرق سعودي وغرب اماراتي الا ان الصراع سوف يستمر وسيعمل كل طرف على اقصاء الآخر وفي ذات الوقت تكريس واقع الانقسام حتى يقبل به كل اليمنيين.
وأشار عامر الى ان السعودية ليست ضد التقسيم كمبدأ بل ضد ان يكون هذا التقسيم في مخرجاته ونتائجه في صالح قوة أخرى منافسه لها فهي تريد ان تكون هي خلف هذا المشروع وهي المستفيد الأول منه فيما الامارات تحاول ان يكون لها نفوذ إقليمي من خلال الدفع باتجاه التقسيم وفق صيغة شمال وجنوب وقد تتراجع للقبول بتقسيم الجنوب نفسه لعدم قدرتها على المضي في الصراع مع السعودية الى نهاية المطاف ما لم تكن هناك متغيرات محلية تفرض نفسها على الاجندة الخارجية او متغيرات خارجية تؤدي الى التفاهم على تقاسم النفوذ او تراجع طرف امام الآخر.
وأوضح بن عامر أن التقسيم مشروع مستمر لدى القوى الإقليمية والعالمية ويجري استدعاؤه كلما كان هناك فرصة لفرضه على الواقع حيث حاولت القوى الغربية لاسيما الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ومن خلال السعودية في مطلع سبعينات القرن الماضي إيجاد صيغة لتقاسم كيان ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وكان التقسيم وقتها على ان يتم تشكيل دولة في عدن مع مناطق غرب الجنوب واما الشرق فيخضع للسعودية بشكل مباشر وهذا يحاكي ما كان يعرف بالمحميات الغربية والمحميات الشرقية أيام الاستعمار البريطاني.
وتحدث بن عامر ان هذا المشروع عرضه الملك فيصل على الرئيس القاضي الارياني حتى يكون الشمال جزء منه من خلال البدء في اشعال الحرب ضد سلطة جمهورية اليمن الديمقراطية ودعم المعارضة الجنوبية التي كانت في الشمال حتى تصل الى عدن وتعلن عن تأسيس جمهورية اليمن العربية وتكون هذه الجمهورية موالية للسعودية وتسمح بعودة بريطانيا الى عدن اما الولايات المتحدة والسعودية فكان المشروع يقتضي السيطرة على الشرق وتحديدا حضرموت وكانت شركة ارامكو لديها خطة للتوسع مع مد أنبوب نفطي الى ساحل البحر العربي ومقابل مشاركة الشمال في العمل العسكري كان سيأخذ مناطق تابعة لشبوة وهكذا تم تقاسم الجنوب لكن المخطط لم ينجح رغم ان فيصل كان قد اكد للارياني ان حضرموت لها وضع خاص وسوف تدخل في اتحاد كونفدرالي مع السعودية قبل ان يتم ضمها بشكل كامل كما حدث مع امارة الادريسي.
وقال بن عامر ان السعودية حاولت إعادة فرض هذا المشروع في حرب 1994م فذهبت الى دعم فك الارتباط ليس من اجل استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية بل لكي يكون فك الارتباط مقدمة لفصل حضرموت ويبدو ان هناك من تنبه لهذا المخطط حتى ممن ايدوا فك الارتباط وقتها وقد فشلت السعودية وقتها في هذا المشروع لعدة أسباب داخلية وخارجية.
واختتم عامر حديثه بالتأكيد ان اليمن امام منعطف خطير وان على اليمنيين مسؤولية تاريخية لمواجهة هذه التحديات فالتقسيم ليس الحل بل سيكون مقدمة لصراعات أخرى وان من يتوهم ان الحل في التقسيم فعليه ان يدرك ان من يدفعه الى التقسيم لا يريد الخير لا لليمن ولا للجنوب ولا لأي منطقة يمنية وبالتالي فلن تصبح عدن كدبي او المكلا كجدة ومن يعتقد هذا فعليه العودة الى التاريخ وأحداثه بل يمكن له أن يقرأ تفاصيل ما يجري اليوم وما ترمي اليه الامارات من تدخلها او حتى السعودية وحينها سيدرك ان اليمن هو المستهدف بجنوبه وشمالة وشرقة وغربه.
عن: الخبر اليمني