الجديد برس/ تقارير/ ابراهيم القانص:
يواصل حزب الإصلاح كشف ظهره أمام سياط التحالف لتلقي المزيد من الضربات المؤلمة، مكتفياً بالنحيب والبكاء على الأطلال، واستجداء الرحمة عقب كل ضربة تقلل من شأنه وتقوّض نفوذه، كما لو كان يستعذب الآلام والإهانات إلى درجة الإدمان والرغبة الشديدة في تكرار كل ما يتلقاه،
أو كما لو أنه مجبر على تحمل ذلك حتى وإن كان الثمن في النهاية إزاحته بشكل كامل، فما يتعرض له يشكل مسألة وجودية، رغم أن عدداً من الخيارات والفرص كانت متاحة أمامه للاحتفاظ بكرامته ووجوده، وكان أقربها وأيسرها الاستجابة إلى دعوات صنعاء المتكررة التي طالما وجهتها لقياداته إلى الانضمام لها وتوحيد الجهود والإمكانات لمواجهة التحالف الذي أصبح عدواً لكلٍ منهما، بل إن عداوة التحالف لحزب الإصلاح ربما تساوت إن لم تكن تفوقت على عدائه لصنعاء، رغم أنه هو الذي جلبه واستقوى به ومكنه من التمدد وتوسيع النفوذ حتى وصل إلى ما هو عليه من السيطرة على مناطق الشرعية والتحكم في كل شئونها، وهو جزاء صادم بعد ما قدمه الحزب للتحالف إلى حد التفريط في السيادة.
ويستمر الإصلاح في موقف العاجز عن مواجهة ضربات التحالف المتوالية، ويتناقض تماماً في مواقفه، فحيناً تصرخ قياداته بالتهديد والوعيد وحيناً تعبّر عن آمالها في تصحيح ما تسميها بالمواقف الأخوية من التحالف، وأحياناً أخرى تعترف بأنه تدخل خارجي تسبب في كل ما حدث ويحدث من دمار وانتهاك للسيادة والثروات الوطنية، لكن في الوقت نفسه لم يجرؤ أي من تلك القيادات على اتخاذ موقف يخرجه وصاية التحالف ويجعله يكف عن المشاركة في الإساءة إلى بلاده والتواطؤ في استباحتها وتدميرها، وكان آخر تلك التناقضات اعتراف رئيس فرع الحزب في مارب، مبخوت بن عبود الشريف بأن التدخل الخارجي- في إشارة إلى التحالف- هو أحد أسباب التآمر على الوحدة اليمنية، في معرض حديثه خلال ندوة نظمها الحزب في مارب، عن سعي الإمارات لتمزيق اليمن، ورغم أنه اعتبر ذلك تحدياً كبيراً يجب مواجهته إلا أن حزبه هو الذي استدعى هذا التدخل وكان السند الأكبر له، ولا يزال تحت وصاية التحالف ورهن إشارته.
وما يحدث الآن أمام أعين الإصلاح وسمعه، أن التحالف يضع اللمسات الأخيرة على طرد المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت، وإسقاط المحافظة النفطة الأكبر بيد الإمارات، التي تحشد فصائلها من خارج حضرموت باتجاه المكلا، بهدف اجتياح مدينة سيئون مركز مديريات وادي وصحراء حضرموت، حسب الناشط الجنوبي عادل الحسني، الذي ذكر في تدوينات على تويتر، أن تدخل السعودية كوسيط في مديريات الوادي لنشر قوات “درع الوطن” التابعة لها، هدفه إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، التابعة للإصلاح، التي أعطيت مهلة شهر لمغادرة حضرموت، متوقعاً أن تعلن قوات درع الوطن الموالية للرياض ولاءها للانتقالي الجنوبي، يد الإمارات في المحافظات الجنوبية، بمجرد سيطرتها على مديريات وادي حضرموت، مؤكداً أن المهرة ستكون الفصل الأخير من المؤامرة السعودية الإماراتية، حسب تعبيره.
ووفقاً لطبيعة الإصلاح الانهزامية أمام التحالف، اعترف واحد من قياداته رسمياً بسقوط محافظة حضرموت، بعد فشله في مواجهة التوغل الإماراتي في المحافظة، حيث أشار القيادي البارز في الحزب، أنيس منصور، المستشار الإعلامي لسفارة الشرعية في الرياض، إلى أن الإصلاح فقد حضرموت بشكل نهائي، ملمحاً إلى دور سعودي في إسقاطها.
وكغيره من البكّائين، صب سيف الحاضري، المستشار الإعلامي لقائد الجناح العسكري للإصلاح علي محسن الأحمر، غضبه على زيارة العليمي لأبوظبي، متوعداً بأن الزيارة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، مسترسلاً في تفكيك رمزية قبضة اليد التي ظهر بها محمد بن زايد في صورته مع العليمي، مستنتجاً أنها تشير إلى تحدٍ يفرض متغيرات تريدها الإمارات، ومعترفاً في الوقت نفسه بالقول: “نحن وسط طرفين يعبثان باليمن حاضره ومستقبله وقضاياه الوطنية”، ومثله مثل البقية من أتباع حزبه يعترف ويعض بنان الندم ويتوعد، لكنه يتلقى الضرب ويستعذبه ويظل عاجزاً عن مغادرة بيت الطاعة.