الجديد برس:
كشف قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، تفاصيل التدخل الأمريكي الذي عرقل التوصل إلى حل في اليمن بين صنعاء والسعودية في اللحظات الأخيرة.
وقال عبدالملك الحوثي، في حوار أجراه معه الصحافي عبدالغني الزبيدي قبل أيام، إن السعودية وصلت إلى قناعة أن استمرار الحرب لن يحقق لها أي مصلحة، وأن مواصلتها للحرب في اليمن ستكون عائقاً أمام رؤية ابن سلمان الاقتصادية 2030، خاصة مع تنامي قدرات القوات اليمنية.
وأوضح أن ابن سلمان اكتشف أن الأمريكان باعوه الوهم وخذلوه، لذلك سعى لإعلان هدنة وطلب من الأشقاء في عمان التدخل لإجراء الحوار المباشر مع صنعاء وهو ما حدث، مشيراً إلى أنه كان هناك تقدم في المفاوضات رغم انتهاء الهدنة وكان هناك ما يمكن تسميته بـ”الموافقة” المبدئية على القبول بمطالب صنعاء وعلى رأسها وقف العدوان بشكل كامل، ورفع الحصار مبدئيا بالبدء بتوسعة رحلات الطيران إلى أكثر من وجهة، وفتح ميناء الحديدة لدخول السفن التي تحمل المواد الغذائية والمشتقات النفطية.
ويضيف: بالإضافة إلى صرف المرتبات وهو الملف الذي فيه تعقيدات حول من أين تصرف؟ وآلية الصرف، مشيراً إلى أنهم حاولوا من خلال التعقيدات التي أضافوا في موضوع صرف المرتبات، التسويف.
وأكد بأنهم كادوا أن يصلوا إلى تفاهم مع السعودية في الملف الإنساني بشكل عام، وهو ما أثار جنون الأمريكيين فأرسلوا مبعوثهم ومستشار رئيس مجلس الأمن القومي سوليفان، إضافة إلى وصول عدد من أعضاء الكونغرس إلى السعودية للضغط عليها.
وأشار إلى أن الأمريكان عرضوا على المملكة مسار جديد، يتمثل في بدء الحوار بين اليمنيين أولا وبعد اتفاقهم يتم تنفيذ مطالب الملف الإنساني، مؤكداً أن وضع الأمريكان لهذا الشرط، بهدف عدم التوصل لأي حل، لأنهم، وفق الحوثي، سيفشلون أي اتفاق “وتجاربنا معهم قاسية”، في إشارة إلى أن أنهم لن يسمحوا بالتوصل لأي اتفاق بين الأطراف اليمنية ما يعني استمرار الحرب وعدم حلحلة أي ملف.
وأكد عبدالملك الحوثي، أنهم رفضوا تأجيل حل الملف الإنساني باعتباره أولوية، ومن ثم يأتي بعده ملف التعويضات ومعالجة آثار الحرب ورحيل القوات المحتلة من كل الأراضي اليمنية، وبعدها يتم الدخول في مرحلة الحوار بين اليمنيين وتقديم التنازلات لبعضهم البعض بعد إيقاف اي تدخل خارجي.
وحول ملف التعويضات ومعالجة آثار الحرب، أكد عبدالملك الحوثي أن السعودية كانت قد وافقت مبدئيا على تنفيذ هذا المطلب، إلا أنها كانت تبحث عن تسمية غير التي يتم طرحها، حتى تدخل الأمريكيون وقالوا سندعوا إلى مؤتمر للمانحين وستساهم دول العالم في إعادة إعمار اليمن وستكون السعودية أكبر المساهمين وهو ما تم رفضه، مؤكداً أنه على السعودية أن تتحمل مسؤولية هذا الملف وفقاً لمقتضيات القانون الدولي والإنساني.
ولوح قائد أنصار الله بعودة الضربات العسكرية على السعودية، مؤكداً أن صنعاء تملك “كميات كبيرة وضخمة جداً” من الصواريخ الحديثة والمتطورة والطائرات المسيرة التي تستطيع ضرب كل المصالح الحيوية والاقتصادية في كل مناطق السعودية ولطريقة لم يتخيلوها، لافتاً إلى “أن ذلك قد يكون قريباً جداً”، في تلويح بعودة عمليات الاستهداف للمملكة مجدداً في حال استمر الأمر على ماهو عليه.