الجديد برس:
شيع عصر الجمعة، جثمان الشيخ “عبدالله الباني” القيادي في حزب الإصلاح بمديرية بيحان، محافظة شبوة والذي اغتالته عناصر تابعة لقوات الإنتقالي المدعوم إماراتياً بعد صلاة عيد الفطر مباشرة وعلى رؤوس الأشهاد.
وفيما استنكر المشيعون تخاذل الجهات الأمنية والقضائية وعجزها عن محاسبة القتلة الذين تحميهم قوات الانتقالي التابعة للإمارات، بدأ حزب الإصلاح في مهمة تهميش القضية، وتصويرها على أنها قضية قتل عادية، وبأنها ليست مشكلة تمثل جوهر وعمق الصراع السياسي والعسكري مع أدوات الإمارات.
مراقبون أكدوا أن حزب الإصلاح يعرف ويدرك أن الجناة ليسوا فقط أولئك الذين نفذوا عملية الاغتيال، وأن الفاعل الأصلي هو الانتقالي الجنوبي كمكون تدعمه الإمارات كما تدعم محو حزب الإصلاح من المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي.
كما أكد المراقبون أن حزب الإصلاح بدعواته للاقتصاص من “أشخاص القتلة” يتهرب من الحقيقة التي تؤكد أنه أصبح من الهوان والذل والضعف بمكان، لا يستطيع أن يكشف ويتحدث علنا وعبر القنوات القانونية الرسمية له، أن يشير باصابع الاتهام للانتقالي الجنوبي والإمارات، كما يعمل على ترحيل قضايا الاغتيالات عبر مطالبات فارغة للقصاص من القتلة، الذين لن يتوقفوا عن قتل القيادات الموالية للحزب في المحافظات الجنوبية بمثل هذه الدعوات والمطالبات.
كما يرى المراقبون أن حزب الإصلاح عندما يقرر الاقتصاص من القتلة فإنه يعمد إلى عمل العاجز عبر عمليات اغتيال مماثلة لقادة في الانتقالي الجنوبي، ليؤكد الحزب بأنه مع الانتقالي الجنوبي ليسوا سوى عصابات قتل مأجورة تعمل لمصلحة أجندات الخارج، المبنية أساسا على نشر الفوضى والاغتيالات التي تبرر للقوات الأجنبية المحتلة تواجدها.
المراقبون أكدوا أن اغتيال الشيخ الباني لن يكون الحلقة الأخيرة في مسلسل الاغتيالات ذات الطابع السياسي التي تثبت معادلة الصراع الذي يهدف لتقسيم اليمن وتفتيت ما يسيطر عليه التحالف إلى مناطق تديرها مجموعات ضعيفة خاضعة لإرادة المحتل، وهو ما تجلى من خلال ممارسات وتصريحات مجلس العليمي الرئاسي الذي أعلن رسميا عن دوره الواضح في تجسيد مشروع تقسيم اليمن.
واستحضر المراقبون الأحداث التي سبقت دخول أنصار الله إلى صنعاء والسيطرة على العديد من المحافظات، حيث كانت الفوضى الأمنية والاغتيالات وعمليات التفجير ، تنتشر وتتوسع يوما بعد الآخر، والتي لم تتوقف حتى سيطرت سلطات صنعاء تماما على تلك المحافظات، وها هي اليوم تنعم بالأمن وما تزال مترابطة متماسكة، تعود جميعها لمرجعية سياسية واحدة، وتحميها قوات عسكرية منضوية تحت قيادة سياسية واحدة، بخلاف ما يسيطر عليه التحالف والفصائل الموالية له، التي هربت قياداتها من صنعاء، ورحلوا مشاكلهم السياسية وصراعاتهم العسكرية وعمليات الاغتيال لتلك المحافظات، بمشاركة فصيل جديد أنشأته الإمارات لتفاقم الأزمة السابقة وتعقدها أكثر.
المصدر: المساء برس