المقالات

السعودية هي “اسرائيل” الكبرى

الجديد برس : مقالات

بقلم/ اسكندر المريسي

أعاد العدوان الهمجي الذي تشنه ال سعود على اليمن منذ أواخر مارس العام الماضي وحتى اللحظة الراهنة طرح مجموعة من الاستفسارات الملحة حول الدوافع الأساسية لذلك العدوان الاجرامي غير المبرر وكذلك استفسارات حول نشأة كيان ال سعود على خطي قرن الشيطان في نجد والحجاز وما نتج عن تلك النشأة اليهودية المحضة بدعم ورعاية من قبل بريطانيا التي أنشأت الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وفقاً لتزاوج واضح في ظاهر المعنى والدلالة لجهة تزييف الوعي الجمعي للمسلمين. وكأن المعنى المراد من خادم الحرمين سيكون شاملاً الاقصى الذي يئن تحت وطأة الاحتلال الصهيوني وبغض النظر عن نشأة ذلك الكيان في نجد والحجاز إلا أن حساسية المكان وطبيعة الأرض المقدسة كانتا توجبان على القوى الصهيونية إعادة رسم خريطة الاسلام وفقاً للمركز على أساس من الثأر التاريخي لليهود, ثأر واضح من دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورسالته والذي حذرنا من قرن الشيطان في حديث صحيح أشار فيه إلى أن قرن الشيطان سيظهر من نجد والحجاز. وهذا بالتأكيد دليل واضح على حقيقة أن اسم (ابراهام) مؤسس الكيان السعودي هو اسم حقيقي في حروف اسم المملكة العربية السعودية وكذلك العبرية هي الأخرى شاملة في تلك الحروف مع شمول ادعاء السامية المزيفة التي لا اساس لها من الصحة بحسب ما كان يردده (مردخاي بن ابراهام بن موشي) بأنكم لستم من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى تحكموا هذه الأراضي المقدسة ولكنكم ساميون من أصل نبي الله إبراهيم عليه السلام.

ودائماً ما كان يردد بعض المفكرين المصريين خاصة عندما حدث عدوان 5 حزيران 1967م على مصر بالحرف الواحد أن “إسرائيل الكبرى” المتمثلة في المملكة العربية السعودية هي التي ضربت مصر من خلال أداتها التنفيذية “اسرائيل” الصغرى، وعندما قال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع: إن دور المملكة العربية مشلول سرعان ما حركت الرياض وزارة الدفاع الاسرائيلية وارسلت ثلاث طائرات لضرب سوريا كمن يقول بأن دمشق دورها مشلول وليس المملكة ولم يدخر الناطق باسم الرئاسة حينذاك جهداً كي يقول الحقيقة مشيراً إلى أن صبر سوريا قد نفد وأن تحت العقالات السوداء نجمة داوود وأن الأراضي العربية والإسلامية قبلت بآل يهود في المسجد الحرام وآل يهود في المسجد الأقصى وتلك نكبة الاسلام والمسلمين عندما جرى انشاء ذلك الكيان للمرة الثالثة على التوالي في 23 سبتمبر 1932م وبعد عامين مباشرة شن آل سعود حرب عام 1934م على اليمن واقتطعوا نجران وجيزان وعسير. فكانت قبل ذلك طريقة التوسع والاغتصاب للأراضي هي نفس الطريقة التي مارسها الكيان الصهيوني عندما بدأ على شكل عصابات مدعومة من قبل بريطانيا حيث كانت تلك العصابات تصادر الأراضي الفلسطينية وتتوسع تدريجياً لتعلن عن وجودها التاريخي كدولة في 15 مايو 1948م بعدها طورت فيما بعد نظرية التوسع في مشروعها الاستيطاني لتأخذ مرتفعات الجولان من سوريا وأجزاء من لبنان وهضبة سيناء من مصر وأجزاء من الاردن قبل ذلك بحوالي عقد ونصف كانت المملكة قد سبقت شقيقتها الصغرى “اسرائيل” في عملية التوسع وبناء مشروعها الاستيطاني لتشمل أراضي من كل الدول المجاورة لها ضمن مشروع توسعي واسع النطاق لم تسلم منه كل دول الخليج (الفارسي) وكذلك اليمن. خصوصاً وأن تلك الأسرة اليهودية التي جاءت من خارج الجزيرة العربية إلى نجد والحجاز كان الدافع الأساس التاريخ المندثر ليهود بني قريضة وبني قينقاع كدافع أساسي لقلب النبوة وفقاً لمعطيات اليهود والنصارى في محاولة واضحة لتشويه العقيدة الاسلامية وتزوير حقائقها فلم تسلم مصر من حروب المملكة ومؤاذاتها وكذلك العراق هي الأخرى لم تسلم من حرب السعودية وليست اليمن عن ذلك ببعيد، بل كان جزاؤها ماضياً وحاضراً النصيب الأكبر من الحروب التي تشنها سواءً من الحرب القديمة الأولى عام 1934م والتي كان دافعها التوسع الاستيطاني ناهيك عن الحروب غير المعلنة التي تتعرض لها اليمن، إلى درجة أن هذا الحقد المقدس والدفين تجاه الشعب اليمني والذي يعاني ظروفاً اقتصادية مؤلمة فلا ينامون إلا على ازيز الطائرات ولا يصلون إلا على سماع اصوات القذائف، فهل هذه نعمة الإسلام التي تقودها الجارة الشقيقة التي اوهمت الدهماء من الناس بأنها حريصة على دعم اليمن وأنها مع أمنه واستقراره.

حتى أن الطائرات تضرب في صعدة وتستخدم الأسلحة المحرمة دولياً وكذلك في بقية المحافظات، إن هذا الحقد اليهودي النصراني المتصهين ليس له ما يبرره إلا خرافة سابقة كان يرددها مؤسس الكيان السعودي مع الانجليز واليهود عبدالعزيز بن سعود الذي بدأ كما بدأ موشي ديان في فلسطين زعيماً لعصابة كان يتزعم عصابات مدعومة من قبل الانجليز في نطاق نجد والحجاز، حيث قدم اليهود له الدعم والمؤازرة والجهد والجيش والأفراد ليتحول زعيم تلك العصابات إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى حامي ديار المسلمين فكان وفقاً لنظرية اليهود في إنشاء الكيانات السياسية حاميها حراميها، خصوصاً وقد تضرر العرب والمسلمون من قرن الشيطان فكان هاجس ذلك المؤسس أن نحس آل سعود من اليمن وان عبأ الاحقاد والضغائن عن ذلك البلد الذي تضرر كثيراً من جار السوء وما يقوم به من أعمال عدوانية منذ عام 1934م وحتى اللحظة الراهنة. لا سيما في الوقت الحالي لا يعبر أزيز الطائرات وقاذفات القنابل عن قوة لدى مملكة بن سعود (ابراهام) العبري بقدر ما يؤكد ذلك حقيقة ضعف هذا الكيان الذي جاء من خارج الجزيرة العربية وكان بحسب وصية عمدة الانجليز(الملك المؤسس) إذا اشتدت الأزمات الداخلية في الأسرة المالكة يجب ترحيل ذلك إلى حروب ومؤاذاة ضد اليمن لأن بقاء الأسرة المالكة واستمرارها مرهون بضعف اليمن وتمزيقها واستمالة احزابها وزعمائها بالأموال وصناعة الأنظمة حتى ينعكس ضعف اليمن إلى قوة لجار السوء الذي يرحل أزماته إلى اليمن غير مدرك ان اعمار الشعوب وبقاءها لا يقاس بالأرصدة في البنوك ولا بالارتباط بالدوائر الصهيونية المشبوهة ولا بالعمالات أو الخيانات.

 

* ـ بانوراما الشرق الاوسط