المقالات

أهدافهم.. وأهدافنا.!

الجديد برس : مقالات 

بقلم / د. صادق القاضي

يستهدفون المنازل والمدارس والمستشفيات والمتاحف والجوامع والمصانع والطرق والجسور.. وخيم الأعراس والعزاء..! يستهدفون حتى المقابر ولعب الأطفال، بما في ذلك من ازدراء للكرامة الإنسانية، والاستخفاف بكل تراكمات الحضارة البشرية من الأعراف والشرائع والقيم.!

يستهدفون حتى مرتزقتهم، على غفلة من الخلف، ونحذّر مرتزقتهم قبل مواجهتهم من الأمام، ونغض النظر عن المستسلمين والذين يولون الأدبار. يستهدفون حتى المزارع والحظائر وحدائق الحيوان.. ونعتبر الأمر خلافاً أُسرياً، ونضحك ونحن نستهدف ثكناتهم المسلحة وبروجهم العسكرية المشيدة. يستهدفون الشعب، ونستهدف الجيش، يستهدفون المدنيين، ونستهدف المقاتلين، يستهدفون كل شيء، أخضر ويابس، ويهلكون الحرث والنسل، ونستهدف الأهداف العسكرية، في ظل إيمان حريص بأخلاق الحرب، والتزام دقيق بشرف الخصومة ونبل الفروسية.

أهدافهم، لم تكن مشروعة حتى في الحروب الكلاسيكية، وأهدافنا ستظل مشروعة طالما ظلت هناك جرائم ومحاولات قتل، ودفاع عن النفس.

إننا نواجه وحوشاً بدائية تتحرك بنزعات ونزوات همجية سحيقة سابقة لفجر الحضارة وبزوغ العقل والضمير البشري.! لكننا سنظل متشبثين بإنسانيتنا، وسننتصر بعدالة قضيتنا وإيماننا بالحب والحياة، خسرنا وقد نخسر الكثير، لكن.. يمكن أن نخسر كل شيء لو خسرنا آدميتنا، وتفوقنا الأخلاقي.

المشكلة هي أن يهاجمك كلبٌ مسعور، أما المصيبة فهي أن يصيبك بالسّعار.. ولن نسمح لهذه الحرب أن تستلبنا منا، أو تجعلنا وحوشا مثل خصومنا المتوحشين.