الجديد برس:
خلال زياراتهم العيدية لمواقع قواتهم في أكثر من جبهة، جدد قادة وزارة دفاع بصنعاء تهديداتهم بتوجيه ضربات عسكرية لعواصم دول التحالف، الأمر الذي ليس بجديد حيث تتكرر هذه التهديدات على لسان القادة أنفسهم في مناسبات كثيرة منذ بدء التفاوض على تمديد الهدنة،
إلا أن وتيرتها ارتفعت بعد تفاوضات رمضان الفائت في صنعاء بحضور الوفد السعودي الذي رأسه السفير محمد آل جابر والوفد العماني الوسيط، والذي تم خلاله الاتفاق على إنجاز الملف الإنساني والاقتصادي وأبدى السعوديون موافقتهم على التنفيذ، إلا أن شيئاً لم يحدث حتى اللحظة، ولا تزال الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً، وفي الوقت نفسه تشتغل السعودية التي تقود التحالف وحليفتها الإمارات بوتيرة عالية على تمزيق اليمن ورفع درجات الصراع بين المكونات والفصائل اليمنية الموالية للدولتين الخليجيتين.
وزير دفاع صنعاء اللواء محمد العاطفي، تحدث خلال زيارة عيدية لقواته في محافظة تعز، عن ضغط جماهيري لإنهاء حالة اللا حرب واللا سلم، مؤكداً أن المشهد الراهن لم يعد مقبولاً، متعهداً في الوقت نفسه بإخراج القوات الأجنبية من اليمن والدفاع عن وحدة البلاد.
وكان اللواء العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد الغماري، أشارا في برقية تهنئة لقائد أنصار الله عبدالملك الحوثي، بمناسبة عيد الأضحى، إلى أن التحالف يتخذ من السلام الذي يرفع شعاراته مظلة لاستمرار حربه الباردة وتفعيل ما أسمياه “طابوره الخامس”، واستمرار حصاره وجرائمه تجاه اليمنيين على حدود الدولتين، مؤكدَين أن “الحرب هي الطريق إلى السلام”، وأن التحالف لن يجنح إلى السلام مرغماً إلا إذا شعر بالخطر على أمنه وسلامه، مشددَين على أن صبرهم لن يطول، وأنهم وبقدر استعدادهم للسلام فهم أكثر استعداداً للحرب، مجددّين التأكيد على الجاهزية للتعامل مع كل الاحتمالات.
ويرى مراقبون أنه وبالرغم من الاستقرار النسبي الذي تشهده مناطق حكومة صنعاء على مستوى الأوضاع التموينية والأمنية، قياساً بالانهيار الحاصل في مناطق التحالف والشرعية، إلا أن مسألة صرف رواتب موظفي الدولة، المنقطعة منذ سنوات، لا تزال مطلباً ملحاً، مؤكدين أن الضغط الشعبي على حكومة صنعاء يزداد يوماً عن يوم، ويضعها على محك صعب، إذ تزداد نسبة المطالبة الملحة بالانتقال من مرحلة التهديد إلى التنفيذ العملي وتوجيه الضربات التي تجبر التحالف على إنجاز ما أبدى استعداده لتنفيذه وعاد إلى المراوغة وكسب الوقت، غير عابئ بما يتضاعف من معاناة الناس، وفي الوقت نفسه يستخف بما قد تكلفه تداعيات التصعيد عسكرياً، خصوصاً وقد وصلت قوات صنعاء إلى مستويات غير متوقعة من القدرة على إيلامه وإلحاق الضرر الكبير به.
*YNP / إبراهيم القانص