المقالات

أمريكا تقتلنا نعم …!!

الجديد برس : مقالات 

بقلم / محمد المنصور

الكيان الصهيوني والسعودية هما ركيزة الهيمنة اﻻستعمارية البريطانية الفرنسية …من ثم اﻷمريكية في المنطقة العربية واﻻسلامية . وخلال الستين عاما الماضية شهدت المنطقة العربية اﻻسلامية ودولها تقلبات سياسية داخلية وانتقال بين محوري القطبية العالمية بقيادة امريكا والاتحاد السوفيتي ، في حين ظلت السعودية بمنأى عن تلك التقلبات ، تعملان بدأب كل بطريقته على اضعاف وتفكيك الدول العربية والإسلامية – لا سيما المحيطة بتلك الدويلتين الوظيفيتين اسرائيل والسعودية – واخضاعها لهيمنة القوى اﻻستعمارية وشركاتها ومصالحها اﻻستغلالية .

جندت السعودية امكاناتها الهائلة ونفوذها الديني لمحاربة قوى الثورة التحررية العربية منذ الخمسينات من القرن الماضي ، ووقفت بقوة ضد الثورة اﻻيرانية وحزب الله وحركة حماس والجهاد وسورية التي شكلت محور الممانعة بعد خروج مصر الى دائرة الصلح مع الكيان الصهيوني ، واسهمت ومولت غزو واحتلال العراق وافغانستان ، وعقب ثورات الربيع العربي دفعت السعودية بتنسيق مع الكيان الصهيوني وامريكا بجحافل اﻻرهابيين الى صدارة تلك الثورات المطلبية المحقة ،لكي تشوه الحراك الجماهيري وتكرس العودة نحو النظم الشمولية الفاسدة والتابعة ﻻمريكا والغرب ، وتبقي على حالة الفوضى والاحتراب الطائفي والجهوي في اكثر من قطر عربي .

كشف العدوان السعودي اﻻمريكي الهمجي على اليمن عن ذلك التحالف الوثيق بين السعودية ودواعشها ومرتزقتها وبين امريكا والغرب والكيان الصهيوني المستفيد اﻷول من ذلك العدوان الذي يستهدف اليمن أرضا وإنسانا وحضارة ، كما يستهدف ثورة 21سبتمبر التي افشلت مؤامرة الانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .

ويتضح الدور اﻻمريكي في العدوان المبيت على اليمن من خلال الكثير من الشواهد والادلة السياسية والعسكرية ، فامريكا هي من خطط للعدوان ، وزود ولا يزال السعودية وحلفائها بالاسلحة المحرمة وغير المحرمة والمعلومات ، ويقدم الدعم اللوجستي للعدوان والحصار على اليمن حتى الآن .

امريكا هي من يمنح العدوان – الذي اعلنه السفير السعودي عادل الجبير في 26مارس الماضي من اراضيها – الغطاء السياسي في مختلف المحافل الدولية والاقليمية ، وباعتراف جون كيري وزير الخارجية اﻻمريكي بمشاركة بلاده في العدوان على اليمن ضد من أسماهم بالحوثيين تتكشف اﻻبعاد الخطيرة للعدوان اﻻمريكي الصهيوني على اليمن الذي تقوم فيه السعودية وحلفاؤها بدور المنفذ .

طبعا للسعودية اطماعها وحساباتها المذهبية التوسعية في اليمن ، وتوجد لسلمان وولده طموحات التفرد بالحكم من بوابة ما قد يححقه عدوانهم اﻵثم على اليمن من منجز شخصي لهما ، يضعهما في صورة الفاتحين ، خاصة بعد تعاظم المأزق المغامر للحكم السعودي في سورية وغيرها في ظل تعاظم المكاسب السياسية والاقتصادية لإيران في المنطقة والعالم بعد توقيع اﻻتفاق النووي .

وليس غير امريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا اﻻستعمارية من مستفيد من العدوان على اليمن وإضعافه سعيا الى اقلمته وتفكيكه الذي عجز عن تحقيقه هادي ومرتزقة الرياض قبل ثورة 21سبتمبر بمحاولتهم فرض موضوع اﻻقلمة بالحيلة والقوة وقرارات مجلس اﻷمن تحت الفصل السابع . وليس من قبيل الصدفة ان يقرر السفير الأمريكي في اليمن انهاء المشاورات في جنيف 2الشهر الماضي سعيا لمزيد من اتاحة الفرصة للعدوان لتحقيق ما عجز عن تحقيقة طيلة الاشهر التسعة التي سبقت انعقاد جنيف 2 ، ولمزيد من اغراق السعودية وتحالفها في المستنقع اليمني ، وعقد مزيد من صفقات السلاح الباهظة الثمن التي تحقق ﻻمريكا والغرب مئات المليارات من الدولارات .

امريكا ومن خلفها الكيان الصهيوني تتطلع إلى اليمن والبلدان العربية ضعيفة مفككة مستغلة وخاضعة لمشيئة اﻻرهابيين والقتلة .