المقالات

فشل جدوى الإنتظار .. واستراتيجية وأد خطاب الفتنة الطائفي والمناطقي لبني سعود ..

الجديد برس: مقالات واراء
بقلم / جميل أنعم

التحفظ على علاقتنا مع الجارة الشقيّة والتأمل بعودة علاقتنا بها، و الحرص على عدم جرحها وإنتظار حل عقلاني منها يعيدها لجادة الصواب، ببساطة نقول عنه “عشم إبليس في الجنة”، ولم يعد هناك مُتّسعٌ للصبر والعقلانية، ووحده الشعب اليمني من يُمزّق ويُحرق في سبيل إنتظار دور دخول إبليس للجنة، ولعلَّ من جملة القضايا التي تثبت عدم جدوى الإنتظار، تصريح “كيري” من الرياض الذي أعلن فيه مساندة ومشاركة بلاده في العدوان على اليمن، كما أن إختيار النظام السعودي “تجريع” شعب الحجاز ونجد على أن يُقلّص الإنفاق العسكري، بالإضافة لحلف بن سلمان الموجه ضد أعداء إسرائيل في المنطقة، كلها مؤشرات على العدوانية المُطلقة التي يحملها النظام السعودي تجاه اليمن وغير اليمن، والتي بلغت حداً يستحيل معه الصمت، ويرفض الصبر أن يكون بديلاً لأي حل ينهي عربدة النظام السعودي اللقيط في المنطقة، أضف على هذا إظهار بني سعود كافة أشكال العدوانية واستخدامهم لكل الوسائل في عدوانهم، بدءا من استنساخ الجيش إلى استنساخ الأحزاب إلى استنساج قناة اليمن الفضائية ووكالة الأنباء سبأ، وانتهاءاً بمحاربة صوت الشعب اليمني المتمثل بالقنوات الوطنية واسقاطها من النايل سات، وعلى مستوى الشبكة يتم حذف قناة المسيرة من موقع اليوتيوب بشكل شبه يومي، حتى على مستوى موجات الراديو نالت من عربدة بني سعود وافر النصيب، وعلى ضوء هذه المعطيات، ينبغي تغيير إستراتيجية المواجهة وعدم التحفظ على مستقبل علاقتنا مع نظام بني سعود، على قاعدة أن هذا النظام السعودي أفعى عدوانية شديدة السميّة ينبغي إخماد خطرها وإيقاف نفث سمومها الطائفية والمناطقية والعدوانية التخريبية التدميرية، وللأبد ..

والبداية من اليمن، قرار ثوري بنشر وثيقة الخيانة الكبرى لإبن سعود عبدالعزيز، والتي وبموجبها تنازل بن سعود عن فلسطين “لليهود المساكين حتى تصيح الساعة” وبخط يده وختمه، ونشرها وبصور واشكال متعددة بملزمة من صفحتين وإلحاقها بمقرر التربية الوطنية في المدارس للمرحلة الأساسية والثانوية إبتداءاً من الفصل الدراسي الثاني لهذا العام الدراسي 2016م، وبملصق ثقافي من صفحة واحدة يُلصق بالدوائر الحكومية الرسمية المدنية والعسكرية، وإلزام الصحف الرسمية والحكومية بنشرها في الصفحة الأولى وبشكل مصغر أعلى الصفحة وبمقياس معين وبصورة دائمة، ولاحقاً نشرها في غلاف منهج التربية الوطنية الغلاف الأول، والغلاف الأخير لبقية المناهج الدراسية وللمراحل الأساسية والثانوية … بالإضافة لملصقات في كل مكان أينما توجهت وحيثما حللت تجدها أمامك لخلق وعي وثقافة وطنية عربية إسلامية راسخة وبالدليل الدامغ، تدين بني سعود بالخيانة العظمى للأمة العربية والإسلامية، وتلك الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل لفضح أساليب وأفعال بني سعود في بيع الأوطان وتمزيقها وتقسيمها ونشر خطاب الفتنة والكراهية الطائفي والمناطقي وسفك الدماء والقتل والتهجير والدمار للإنسان والحيوان والنبات وحتى الأموات ولمصلحة الأعداء، الإستعمار والصهيونية والماسونية

فهذا العدو التاريخي السعودي أعتقد وظنَّ بأنه بماله واعلامه وترسانته الإعلامية المسلحة قد أختزل العرب والإسلام في كيانه اللقيط “السعودية”، والذي أدرك مبكراً خطورة الإعلام في تزييف الوعي والتاريخ والثقافة وحتى الدين، مستغلاً إحتلاله لمكة والمدينة المنورة، وتربُّعه على حقول نفط غنية، فسيطروا اولاً على الإعلام المقروء الصحافة العربية واسعة الإنتشار مثل جريدة الحياة والشرق الأوسط في ثمانينات القرن العشرين، وامتدت السيطرة إلى الصحف المحلية والأهلية للأنظمة العربية ملكية وجمهورية، وبظهور الإعلام المرئي والقنوات الفضائية سيطر بني سعود على الفضاء الإعلامي “عرب سات” و “نايل سات” وحشدوا ما حشدوا من تجار الكلمة والسياسة والأوطان كأبواق عاهرة ليلاً نهاراً، تبث وتُشرعن الفتنة والتفرقة والكراهية ضد كل من يعادي أمريكا واسرائيل، وتعدت إلى الأنظمة الوطنية كالجيوش العربية مثلاً، وكل من يعترض على بني سعود أفراداً وحكومات يتعرض للإغتيال المعنوي والتصفية شخصاً أو صحيفة أو قناة فضائية أو جماعة أو حزب أو نظام وطني جغرافي او مقاومة .. الخ

إذن نظام بني سعود مُقدَّس ونقده جريمة تستحق العقاب فوراً وممنوع منعاً باتاً التعرض لهذا الكيان اللقيط السعودي، وبالمقابل الماكينة الإعلامية السعودية، تبث الفتنة الطائفية والمناطقية من شمال أفريقيا حتى جنوب الجزيرة العربية، وتعدى ذلك إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكأن الدم العربي غير كافي لإطفاء شهوة الأفعى السامة لكل الشعوب العربية … وأصبح واجباً بالشرع والقانون معاملة ومواجهة “الأفعى السامة” السعودية وبوسائل تؤلمها وتجرحها وتحيلها إلى النمل والحشرات لتلازمها حتى الوفاة والنعي إلى مقبرة الظالمين والطغاة، ولمحاذير المواجهة العسكرية وبحلف عسكري في إيران طائفياً يتمناها العدو السعودي واسياده الصهاينة … العدو السعودي يخشى المواجهة الإعلامية والثقافية ويتمنى المواجهة العسكرية الشاملة لإستدراج إيران للمواجهة يستثمرها في إستجلاب أمريكا والغرب والناتو واسرائيل، وليخلق واقع استراتيجي جديد يستحيل معه التعرض ولو بكلمة أو شطر كلمة لبني سعود ونظامه على قاعدة “كل من يتعرض لنا هو عميل إيراني دمهُ مباح”، وستبقى فقط كلمات المدح والمديح وطاعة ولي الأمر السعودي، حتى ولو بكيان جغرافي جديد لبني سعود في جغرافيا نجد وتهامة الحجاز مكة والمدينة

إذن المواجهة العسكرية بوجود إيران والعراق وسوريا الشاملة هي طوق نجاة يراها بني سعود لنفسه حيث سيستخدم الدين لتصفية أي مخالف له تطاله الأيدي والنيران، ومواجهة مكلفة جداً ونتائجها غير مضمونة خاصة بحضور حلف الناتو الصهيوني .. أما المواجهة الإعلامية والثقافية هي الأجدى والأسهل والأكثر مردوداً، خاصة في خلق وعي ثقافي تربوي إعلامي إجتماعي وطني عربي قومي إسلامي، يوضح ويُبيّن أصل وفصل بني سعود واسلامه، ولتتكون مناعة وطنية عربية إسلامية تجاه هذا الكيان اللقيط السعودي، والذي إستطاع في غفلة من الزمان تحويل الأنظار من العدو الحقيقي إسرائيل نحو الداخل العربي والإسلامي، بعد أن تمكن من حركات التحرر العربية القومية واليسارية وبسلاح العلمانية والإلحاد والتطرف الثوري القومي واليساري … وفي القرن الواحد والعشرين هاهو يرفع شعار أخطر، الفتنة الطائفية ضد أخوتنا الشيعة، وبوجه المقاومة في لبنان حزب الله والعراق الحشد العراقي وسوريا الطائفة العلوية الكريمة وايران الجمهورية الإسلامية، والحمدلله رب العالمين أن النظام السعودي حضر إلى اليمن وبعدوانه الشامل لينتحر وينتهي، إن شاء الله تعالى، ففي اليمن السلاح الطائفي فقد فاعليته ومفعوله، وبشهادة مشائخ وساسة النظام نفسه، ففي اليمن لا توجد فوارق طائفية ومذهبية بين المذهب الزيدي الشيعي والمذهب الشافعي، بل أن الإمام الشافعي ينتمي إلى بني عبدالمطلب بني هاشم، أصل ومنبع آل البيت الكرام، بل لا فوارق بين المذهب الزيدي الشيعي وأهل السنة، فالمساجد في اليمن للجميع وكذلك المحاكم الشرعية، فحضر العدوان السعودي بورقة الشرعية المطعون بها حكماً سابقاً ولاحقاً بورقة المناطقية التي احترقت في عدن وتعز مؤخراً …

وبإهمال الميدان العسكري الذي سيصمت قريباً بهزيمة نكراء ساحقة ماحقة، ستبقى أبواق الفتنة الطائفية والمناطقية من الرياض واعلامها، واليمن ومصر هما الدولتان الوحيدتان في الوطن العربي مهيأة إعلامياً وثقافياً لمواجهة بني سعود واسلامه، وبدون محاذير فتنة طائفية، لكن بتبعية النظام المصري للكيان الصهيوني والنظام السعودي، فإن اليمن منفردة ستواجه فتنة بني سعود الطائفية وستوقفها بعون الله تعالى، وعلى قاعدة “إن عًدتم عدنا” ولكل فعل رد فعل، وبمعادلة الفتنة الطائفية والمناطقية الإعلامية من بني سعود يقابلها نشر وفضح كل موبقات بني سعود واسلامه وبالوثائق الدامغة ثقافياً واعلامياً وبكل الوسائل المتاحة وبالحق والشرع والقانون والأعراف، إعلام مقروء صحافة وكتب ومنشورات وملصقات جدارية ورسومات، وإعلام مرئي مشاهد تلفزيونية وسينما وافلام ومسلسلات ومسرح وفن وشعر وزوامل .. الخ، وفي كل الساحات والمنابر، من البيت الأسرة إلى المدرسة مناهج وفعاليات ثقافية ومسرح ومسابقات وجوائز ومساجد ..الخ، هذا بالحد الأدنى .. والحد الأعلى هو استئجار قمر إصطناعي فضائي إعلامي خاص، يوضع في مدار “نايل سات” وبإشراف اليمن لمواجهة  الفتنة الطائفية السعودية واخراسها، والمحصلة النهائية زوال بني سعود ووأد فتنته الطائفية التي أيقضها مع أسياده وبني خليفة قطر واخوانه

واخيراً لابد من التأكيد بأن ما سيحدث لبني سعود واسلامه إعلامياً وثقافياً ينسحب على التنظيم العالمي للإخوان، خاصة الجناح التكفيري قواعد وقيادة، الذين يُكفِّرون الدولة والمجتمع، ولن تنفعهم الجنسية الأمريكية والبريطانية وحتى القطرية والتركية من عدالة الأرض قبل السماء، والخلاصة فأن المواجهة العسكرية تلفظ أنفاسها الأخيرة وبهزيمة نكراء، والمواجهة الإعلامية قدر محتوم لليمن لإيقاف الجنون التكفيري التحريضي ووأد فتنة بني سعود واسلامه التكفيري وخليفة قطر واخوانهما إعلامياً وثقافياً، وحقن دماء الأمة العربية والإسلامية تستحق قمر إصطناعي إعلامي مقاوم، وبنظر اليمن شعباً ومبادئ وباخلاق الرسول محمد (ص) .. والمحصلة بعون الله تعالى، إجتثاث قرن الشيطان بني سعود واسلامه التكفيري، واستئصال الزائدة الدودية قطر واخوانها، ودفن الفتنة الطائفية والمناطقية، وكفى بالله هادياً ونصيراً .