الجديد برس:
أجرت صحيفة “عكاظ” الرسمية السعودية، حواراً مع وزير الدفاع في حكومة التحالف السعودي الإماراتي (اليمنية المنفية) خارج البلاد، الفريق محسن الداعري، والذي سبق أن وقع مع الإمارات بدون إذن السعودية اتفاقية دفاع مشترك الأمر الذي أغضب الرياض كثيراً وجعلها تزيد من حدة صراعها مع الإمارات في الساحة اليمنية بعد أن رأت أن الإمارات بقيادة محمد بن زايد بدأت بممارسة أدوار في اليمن أكبر من حجمها ومهددة لما يراه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “المصالح السعودية الاستراتيجية في اليمن” والتي يأتي على رأسها بقاء اليمن حديقة خلفية للمملكة بدون أي منافس لها.
وخلال هذا الحوار الذي يأتي في وقت ارتفعت فيه وتيرة الصراع السعودي الإماراتي في أكثر من ملف في المنطقة ومنها ملف زعامة المنطقة التي يتنافس عليها بن سلمان وبن زايد، وجهت السعودية عدة رسائل هامة للإمارات فيما يخص مساعي الأخيرة في اليمن التي كان آخرها فرض الحضور العسكري الإماراتي في باب المندب بالقوة رغم الفيتو السعودي.
الرياض تعمدت من خلال الحوار إبطال ما سبق ورتبت له الإمارات عسكرياً وبمنأى عن السعودية مع قيادة قوات الحكومة الموالية للتحالف والمتمثلة باتفاقية الدفاع المشترك التي وقعتها أبوظبي مع حكومة العليمي بعد أشهر قليلة من تشكيل السعودية مجلساً قيادياً بديلاً كسلطة شكلية بديلة عن السلطة الشكلية السابقة التي كان يرأسها من الرياض، عبدربه منصور هادي، وفيما يلي أبرز هذه الرسائل.
ترى الإمارات إن من حقها لعب أي دور أكبر من حجمها في اليمن شاءت السعودية أم أبت، وتبرر لهذه الرغبة أمام السعوديين بأنها قدمت تضحيات من مقاتليها في اليمن مثلها مثل السعودية بل إنها في بعض الأحيان تصف “تضحيات” أبوظبي في اليمن أكبر من “تضحيات” السعودية ذاتها وأن نتائج ما فرضته الإمارات من واقع عسكري في جنوب اليمن عبر إنشاء تشكيلات عسكرية تحمل الولاء لأبوظبي أولاً هي ما منعت قوات صنعاء من التقدم نحو الجنوب مقابل فشل سعودي في وقف تقدمها في الشمال، وبالتالي وفق هذا المنظور تروج أبوظبي أن من حقها – مثلاً – أن يكون نصيبها من كعكة جنوب اليمن السيطرة على السواحل والجزر وبعض المناطق الاستراتيجية كما ترى أن من حقها التصرف في اليمن من دون الرجوع إلى السعودية، خصوصاً وأن بن زايد يرى نفسه الأب الروحي لمحمد بن سلمان والموجه لسياساته في المنطقة وبالتالي فإن على بن سلمان السير خلف بن زايد وليس العكس.
في كل مرة يصعد الصراع السعودي الإماراتي إلى الواجهة في مناطق سيطرتهما جنوب وشرق اليمن، تدفع الإمارات بحملات إلكترونية منظمة للترويج لما تسميه انتصارات الإمارات في جنوب اليمن ونجاحاتها في مواجهة قوات صنعاء، ويقدم الإماراتيون دورهم جنوب اليمن بأنه الأفضل والأجدر بأن تكون أبوظبي صاحبة المصالح الأعلى في جنوب اليمن وأنه لولا الإمارات لما كان للسعودية بقاء في جنوب البلاد.
كرد سعودي على هذه النغمة الإماراتية، خصصت صحيفة “عكاظ” أول محورين رئيسيين من الـ8 محاور للحوار، لتسليط الضوء على أن الدور الرئيسي في اليمن هو للسعودية وليس للإمارات، لدرجة أن المحور الثاني كان بعنوان (الشراكة السعودية – اليمنية) في الجانب العسكري، حيث سألت الصحيفة الفريق الداعري قائلة “ما أوجه التعاون والتنسيق بين وزارتكم ونظيرتها السعودية” ليرد الوزير الذي كان قد وقع مع الإماراتيين اتفاقية دفاع مشترك، بالقول إن العلاقة بين وزارتي الدفاع التي يرأسها ووزارة الدفاع السعودية لم تعد تعاون فقط وإنما شراكة وصلت لمرحلة يصعب معها التمييز بين القيادة العسكرية السعودية والقيادة العسكرية اليمنية على الأرض، مضيفاً بالقول “نحن والسعوديون وصلنا لمرحلة أصبحنا فيها نقاتل جميعنا في صف وخندق واحد” مستثنياً أي حديث عن الإمارات، وفي هذه الإجابة رسالة سعودية واضحة للإمارات بأن اتفاقية الدفاع المشترك التي أقامتها أبوظبي بطريقة التفافية وبتجاوز مستفز للرياض مع حكومة رشاد العليمي لم يعد لها أي معنى وأن من وقع مع أبوظبي ها هو اليوم يقول في صحيفة السعودية الرسمية أن القرار بشأن الملف العسكري في اليمن قرار سعودي والتعاون بين قوات حكومة التحالف والقوات الإماراتية لا يساوي شيئاً بين علاقة الشراكة الاندماجية التي بين قوات هذه الحكومة والقوات السعودية حسب ما تريد الرياض تصويره في حوارها مع الداعري.
كما تضمنت الرسالة الثانية تأكيداً من الرياض للإمارات بأن السعودية هي من كان لها الدور الأكبر في إفشال ما أسمته الصحيفة في سؤالها “مشاريع الحوثي” و”إعادة بناء الجيش اليمني وتحرير محافظات واسعة من اليمن”، في إشارة إلى أن من فرض السيطرة العسكرية على مناطق جنوب اليمن بداية الحرب هي السعودية وليست الإمارات، خاصة أن الإمارات لم تشارك بقوات على الأرض إلا بعد عدة أسابيع من بداية شن الهجوم السعودي الجوي على اليمن.
المصدر: المساء برس