الجديد برس:
يعتقد السعوديون أن اللواء فرج البحسني أخطأ التقدير في انضمامه إلى المجلس الانتقالي الجنوبي (جنوب اليمن) المدعوم من الإمارات، بينما يقول البحسني إنه “قدّر الموقف واتخذ القرار”. بالنسبة إلى الرياض، فإن محافظة حضرموت مرتبطة بأمنها القومي، وأي وجود أو تحرك للإمارات يزعجها. هذا ما يصدر من البحسني حاليا بالضبط.
تشير التحركات الأخيرة للبحسني إلى أنه يعمل على تقويض مجلس حضرموت الوطني الذي شكلته السعودية قبل أسابيع كحامل للقضية الجنوبية. وبطبيعة الحال، فإن تحركات البحسني بإيعاز ودعم من الإمارات وليس من تلقاء نفسه. يعتمد الانتقالي بشكل كبير على الدور الذي سيلعبه البحسني في المحافظة التي تعد نقطة خلاف كبيرة مع السعودية.
يتحكم البحسني بقوة كبيرة أنشأتها الإمارات في العام 2016، تحت مسمى “النخبة الحضرمية”. إلى اللحظة يحول البحسني دون دمج تلك القوات ضمن وزارتي دفاع وداخلية حكومة عدن. مع ذلك، مازال يحتفظ بعضويته في مجلس القيادة الرئاسي الذي شكلته السعودية بعد إطاحتها بعبد ربه منصور هادي.
في السياق، يتساءل الخبير العسكري علي الذهب: هل سيفلح عضو الرئاسي، فرج البحسني، في تقويض مجلس #حضرموت الوطني، المدعوم سعوديا؟.
ويضيف: يتحرك الرجل السبعيني بروح شاب عشريني، متحديا #السعودية التي تراقب، بحذر، أي تهديد إقليمي، بالوكالة، عبر حضرموت والمهرة.
ويتابع عبر حسبه على موقع تويتر: بعد انضمامه للانتقالي، قال البحسني من مدينة جدة: لقد قدرت الموقف واتخذت القرار.
ويختم حديثه بالقول: تحركات عضو الرئاسي، فرج البحسني، ستثير حفيظة السعودية، فتعمل على إزاحته؛ وذلك لخطورته على أمنها القومي، ودوره المقوض لعملية السلام. تشبث البحسني باستقلالية النخبة الحضرمية، وإعاقة إعادة دمجها في الجيش، يجعلها كقوات البادية التي أنشأتها بريطانيا لوقف التمدد السعودي شمالي حضرموت.
هل يطاح به؟:
رغم التوقعات بإزاحة السعودية للبحسني من عضوية مجلس القيادة، بسبب الدور الذي يلعبه ويهدد أمنها القومي، إلا أن هناك من يلعب أكثر من هذا الدور، كعيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة.
والفارق ـ ربما ـ هو أن الزبيدي يعتبر حاليا واجهة للقضية الجنوبية التي تتعامل معها السعودية بحساسية، كما أن نفوذه الفعلي مازال خارج حضرموت والمحافظات الشرقية، بخلاف فرج البحسني الذي يسيطر على الساحل الحضرمي ويمتلك قوة عسكرية كبيرة، ولديه أيضا ارتباط بأبوظبي.
ربما يعتقد البحسني أن ارتباطه بالانتقالي وارتباط الانتقالي بالإمارات سيوفر لها الحماية من أي استهداف أو مضايقة سعودي، لكن هذه الحسابات قد لا تكون دقيقة حين يتعلق الأمر بحضرموت. ومع ذلك، مازال لدى الانتقالي من أوراق الضغط ما يواجه به السعودية، ومن ذلك السماح وعدم السماح لحكومة معين بالعودة إلى مدينة عدن، لممارسة مهامها منها.
أخيرا، يبدو أن الإطاحة بفرج البحسني من مجلس القيادة المشكل سعوديا في الوقت الحالي، غير واردة، لكن السعودية لن تتركه يتحرك بالشكل الذي يريد في حضرموت.
*عرب جورنال – عبدالرزاق علي