الجديد برس:
ثلاثة آلاف جندي يصلون إلى منطقة الشرق الأوسط، لتعزيز الأسطول الخامس الأمريكي الموجود في المنطقة، والذي تشمل عملياته حوالي 2.5 مليون ميل مربع، تضم الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي ومضيقي هرمز وباب المندب.
وصول هذا العد من الجنود الأمريكيين مع طائرات مقاتلة وسفن حربية يفسر ما صرح به البيت الأبيض في شهر مايو الماضي، وهو أن إدارة بايدن ستتخذ خطوات في المنطقة، وكالعادة هي خطوات توسعية للسيطرة على طرق الملاحة والتجارة الدولية، وتتم دائماً بغطاء مراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة لردع إيران، الذريعة التي تتوغل عبرها الولايات المتحدة في المنطقة العربية وتوسع نفوذها وهيمنتها، بمساعدة الأنظمة العربية المتحالفة معها.
أينما توجد الولايات المتحدة الأمريكية يوجد الكيان الإسرائيلي، فأي توسع أمريكي يعني أن هناك موطئ قدم لإسرائيل، وهو ما يحدث فعلاً في المنطقة العربية، التي يسعى الكيان المحتل منذ قرون للهيمنة عليها، حسب بروتوكولات حكمائه التي تمثل خطة طويلة المدى عنوانها “السيطرة من النيل إلى الفرات”، وقد أنجزت الولايات المتحدة جزءاً لا بأس بها من وعودها بتمكين إسرائيل في المنطقة، من خلال عمليات التطبيع مع عدد من الدول العربية، بما يعني ذلك من أوجه التعاون العسكري والاقتصادي الذي يصب كله في مصلحة الكيان.
وفي اليمن لا يختلف الوضع كثيراً عمّا يحدث في الخليج، بل تعد الدولة الأكثر أهمية من حيث ما تمتلكه من مواقع استراتيجية وممرات مائية تكاد تكون الأهم على مستوى العالم، والأكثر خطراً على مشاريع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة التوسعية، إلا أن لدى الولايات المتحدة وكلاء في اليمن يسهلون كل تحركاتها، وهم المكونات والفصائل التابعة للتحالف، بما فيها حكومة الشرعية ومجلسها الرئاسي، الذين لا يحركون ساكناً مقابل التمدد الإماراتي والأمريكي والسعودي في الجزر والمياه الإقليمية اليمنية، وهذا لا يخرج عن نطاق تسهيل تحركات الولايات المتحدة وحلفائها وخدمة مشروعها التوسعي.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا، في وقت سابق، أنباء عن اجتماع بين طارق صالح، الذي يقود ألوية حراس الجمهورية الممولة إماراتياً، ووفد من جهاز الموساد الإسرائيلي، في مدينة المخا بتعز، حيث اتفق رجل الإمارات الأول طارق عفاش مع وفد الموساد على السماح للقوات الإسرائيلية بإنشاء مركز رصد في جزيرة ميون، وطلب طارق من الوفد الإسرائيلي دعماً عسكرياً من أجل ما وصفه بـ”تصفية الخصوم” والسيطرة على تعز، كما تم الاتفاق على التعاون في ما أسموه “تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب”، وهو العنوان الأمريكي نفسه الذي تبرر به الولايات المتحدة تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتذكر وسائل إعلام مختلفة أن اللقاء لم يكن الأول بين عفاش والإسرائيليين، حيث سبقه لقاء رتبته الإمارات على هامش زيارة رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ إلى أبوظبي.
وكانت قوات أمريكية وصلت، أواخر يوليو الماضي، بمعية السفير ستيفن فاجن إلى مدينة عدن، على متن مروحية تابعة للبحرية الأمريكية من بارجة حربية في خليج عدن إلى قصر معاشيق الرئاسي مباشرة، حيث نصبت المخابرات الأمريكية محطة تنصت وتجسس في القصر فور وصول القوات، حسب مصادر محلية أفادت حينها بأن زيارة السفير الأمريكي هدفت إلى تعزيز تواجد قوات بلاده في عدن ومحيطها والمياه الإقليمية اليمنية بمبرر محاربة الإرهاب، وحماية طرق الملاحة البحرية.
*YNP / إبراهيم القانص