الجديد برس:
التقى المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، هانس غروندبرغ أمس الأحد بالتزامن مع مغادرة وفد الوساطة العمانية للعاصمة صنعاء بعد زيارة استمرت يومين ونصف فقط.
وجددت واشنطن تأكيد موقفها السابق بشأن صرف المرتبات الذي ترفض أي اتفاق بشأنها محاولة بقاء هذا الملف معلقاً دون حل وترحيله إلى ما بعد انتهاء الحرب والاتفاق عليه أثناء المشاورات السياسية اليمنية اليمنية.
وتهدف واشنطن من هذه الرؤية إلى بقاء ملف المرتبات ورقة ضغط اقتصادية تستخدم ضد حكومة صنعاء لإجبارها على تقديم تنازلات لصالح واشنطن في اليمن تحت اسم الطرف اليمني الآخر الموالي للتحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً وبريطانياً.
وقال المبعوث الأمريكي ليندركينغ في لقائه مع المبعوث الأممي أمس الأحد، أن واشنطن تؤكد على ضرورة “المفاوضات اليمنية اليمنية” رغم ترحيبها بزيارة وفد الوساطة العمانية إلى صنعاء، في إشارة واضحة إلى رفض واشنطن أي تفاهمات عبر الوساطة العمانية بين صنعاء والرياض على ملف الاستحقاقات الإنسانية وعلى رأسها صرف المرتبات.
وسبق أن أعلنت واشنطن على لسان مبعوثها لليمن أن مسألة صرف المرتبات معقدة جداً وأن المضي في هذا الملف حالياً يهدد مستقبل اليمن، ما يعني أن صرف الرواتب حالياً سيعتبر من وجهة نظر واشنطن تجاوزاً لرغباتها، وهي بذلك تشير بتهديدها إلى السعودية أيضاً التي سبق أن أبلغت صنعاء رسمياً موافقتها على كامل شروطها وذلك في زيارة وفدها الرسمي برئاسة سفيرها محمد آل جابر إلى صنعاء في رمضان الفائت وهو ما أكد عليه وفد الوساطة العمانية خلال اليومين الماضيين الذي زار صنعاء وحمل معه رسالة تأكيد سعودية بالتزام الرياض تنفيذ شروط صنعاء المتفق عليها في رمضان، إلا أن الرياض طلبت من صنعاء عبر وفد الوساطة التريث والانتظار حتى حدوث أي متغيرات في المنطقة حسب ما خرج من تسريبات شبه مؤكدة، في حين ردت صنعاء بأنها لن تنتظر المزيد من الوقت وأن الفرصة الحالية هي الأخيرة والنهائية.
وبطرح واشنطن عنوان المفاوضات اليمنية اليمنية، فإنها تهدف من خلال ذلك إلى وقف أي تفاهمات بين صنعاء والرياض وربط تنفيذ أي التزامات واستحقاقات إنسانية بالمفاوضات السياسية الشاملة بين حكومة صنعاء من جهة وبين الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي من جهة والتي يتحكم بها السفير الأمريكي اليوم أكثر من أي وقت مضى، وإذا ما حدثت أي مفاوضات بين صنعاء وحكومة التحالف فإن واشنطن ستكون بذلك قد ضمنت وجود طرف يمني مشارك في السلطة مستقبلاً يعمل لصالح تحقيق المصالح الأمريكية والإسرائيلية غير المشروعة في اليمن والتي يأتي على رأسها منح واشنطن الغطاء لفرض وجود عسكري رسمي في جنوب اليمن وشرقه كقاعدة عسكرية تكون منطلقاً لأي نشاط عسكري أمريكي ضد روسيا أو الصين في البحر الهندي وباب المندب وخليج عدن.
*المصدر: المساء برس