الأخبار المحلية عربي ودولي

إعلام إسرائيلي: كوهين تسبب بضرر هائل لـ”إسرائيل”.. ولقاؤه بوزيرة الخارجية الليبية كان منسقاً

الجديد برس:

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، أن اللقاء بين وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، ووزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، كان “منسقاً على المستويات الأرفع”، وتم التخطيط لنشر أمر اللقاء.

وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن للحكومة الليبية “مصلحة في الاتصال مع إسرائيل”، لافتاً إلى أن هذا الأمر “يدفع علاقاتها قُدماً أيضاً مع الغرب”.

وبحسب صحيفة “هآرتس”، طلبوا في ليبيا من “إسرائيل”، حذف الإعلان عن اللقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيرته الليبية، “لكن الأوان كان قد فات”.

بدوره، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، تعليقاً على إقالة وزيرة الخارجية الليبية: “كوزير للخارجية كانت هناك محادثات أجريتها ولم يعرف بأمرها أحد أبداً”، مشيراً إلى أنّ “إدارة السياسة الخارجية لإسرائيل هي حدث معقد وفي بعض الأحيان متفجر ويجب إدارته بحذر وحكمة”. 

وأكد لابيد أن “دول العالم تنظر هذا الصباح إلى التسريب غير المسؤول، وتسأل نفسها: هل يمكنها الاعتماد علينا؟ هذه الحادثة هي فشل خطير في التعقل”.

من جهته، قال المحلل السياسي في موقع “والاه”، باراك رابيد، إن “ليبيا ليست دولة تعمل كما يجب، بل لديها في أحسن الأحوال حكومتان”، لافتاً إلى أنّ “كوهين التقى وزيرة خارجية إحدى هاتين الحكومتين ونجح في التسبب في غضون أيام قليلة ليس فقط بإبعادها من منصبها، بل وفقاً لتقارير واردة من ليبيا، فقد هربت بسبب التهديدات التي تعرضت لها”.

واعتبر رابيد أن “ما رأيناه هنا في هذا الحدث لا يعكس حالة علاقات إسرائيل مع ليبيا، بل يعكس إسرائيل وحكمة الوزراء فيها”، مشيراً إلى أنّ هذا الحدث “كشف بشكلٍ رئيسي عن الوجه الحقيقي لوزير الخارجية إيلي كوهين”.

وأوضح أن “هذا يرتبط بما رأيناه في الأشهر الستة الماضية، من تركيز  عناوين وسائل الإعلام على السياسة الداخلية على حساب علاقات إسرائيل الخارجية”، مشدداً على أنّ “ما حصل مع وزيرة الخارجية الليبية، تسبب بضرر هائل لإسرائيل”.

وبحسب ما تابع، فإن “الإسرائيليين والعالم كله رأوا أنّ على رأس وزارة الخارجية يوجد شخص غير جدي”، مضيفاً: “بسبب افتقار وزير الخارجية إلى الحكمة، قضى على قناة اتصالات سرية كانت موجودة مع ليبيا، وهذه القناة ماتت”.

ولفت رابيد إلى أنّ “العديد من الدول العربية ستنظر إليه من الآن فصاعداً على أنه مشبوه”.

 وكانت وسائل إعلام عربية وعالمية قد ذكرت أنّ المنقوش غادرت البلاد عبر مطار معيتيقة إلى تركيا.

من جهته، أوضح جهاز الأمن الداخلي الليبي في بيان، في وقتٍ متأخر ليل الأحد، أنه لم يسهل سفرها. وقال إنها “لم تمر عبر الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياقات المتعارف عليها”.

ويأتي ذلك بعدما أصدر رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، مساء الأحد، قراراً بوقف المنقوش عن العمل احتياطياً وإحالتها إلى التحقيق على خلفية لقائها وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين في روما سراً قبل أسبوع.

وأمس، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، أن كوهين عقد لقاءً سرياً الأسبوع الماضي في العاصمة الإيطالية روما مع المنقوش.

وذكرت الصحيفة أن هذا الاجتماع هو الأول بين وزيري خارجية البلدين، بهدف بحث إمكانيات التعاون والعلاقات بين البلدين والحفاظ على تراث اليهود الليبيين.

وأثار خبر اللقاء التطبيعي ردود أفعال منددة على المستويين السياسي والشعبي. وخرجت تظاهرات في عدة مدن ليبية، ولا سيما العاصمة طرابلس.

يأتي ذلك فيما ليبيا منقسمة بين حكومة طرابلس برئاسة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، وحكومة أسامة حماد التي تعمل في الشرق بدعم من البرلمان والقائد العسكري خليفة حفتر.

يذكر أن الحديث عن تطبيع ليبي محتمل مع “إسرائيل” ليس بالأمر المستجدّ؛ ففي عام 2021، أُشيع في الإعلام الإسرائيلي عن “محاولات إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وليبيا”.