المقالات

محكمة البرودني : من قال لكم ان الثورة توكل وسهيل ..؟!

الجديد برس : مقالات 

بقلم / جميل أنعم

يقول المفكر والأديب الراحل عبدالله البردوني في كتابه “قضايا يمنية” ((يشترط في العميل أن يمتلك نصف وطنية على أي منظور أو دعوى وطنية، لأن العميل مهما كان تابعاً فلابد له من أتباع .. لكن النصف الوطني ينتهي عندما يوجد الوطني الكامل الوطنية .. فالوطنية لا تقبل التوسط .. فليس هناك إلا وطنية كاملة أو لا وطنية، أما من كان نصفه وطني .. فلابد أن يكون نصفه الآخر عميلاً أو خائناً، وقد تتغلب نصف العمالة على نصف الوطنية، لما للعمالة من أرباح مؤقتة))

نعترف لقد اجادوا فنون التمثيل بالإهتمام بالقضايا الوطنية، واستغلوا عواطف الشباب العاطل عن العمل، نادوا واستماتوا لأجل قضيه، كنا نبدي لهم الإحترام لأن نصف الوطنية كان الوجه الظاهر لنا، لكن سرعان ماطغى نصف العماله على نصف الوطنية لما للعمالة من أرباح مؤقته “تماماً كما قال البردوني”

وللتعمق أكثر بثوار الأمس كيف أصبحوا عملاء اليوم .. أحيلكم مجدداً إلى المحكمة الوطنية المفكر الراحل عبدالله البردوني في كتاب “الثقافة والثورة في اليمن” حيث كتب : ((كانت الإمارات الدويلات الخليجية من مطلع السبعينات إلى منتصف الثمانينات تمد إغراءاتها إلى الخريجين اليمنيين لكي يخدموا في غير مكان خدمتهم فكان يلقى الخريج اليمني في أي إمارة أو في أي مشيخة السكن المُريح والسيارة والزوجة الممكنة والعمل السهل لكي لا يشكل هذا الخريج نبضاً في جهاز الثورة وكان هذا النوع من المؤامرات يُشبه الخصي من الدماغ، ومن حسن الحظ أن تلك الإغراءات الأميرية والمشيخية لم تستلب إلا غير المأسوف عليهم … هذا كان قصارى المتآمرين من الجيران بعد أن عجزوا عن الغزو المُسلح أو تكوين طوابير من الداخل))

ولأن الشيء بالشيء يُذكر وبعد ثورة 11 فبراير 2011م وثورة 21 سبتمبر 2014م عملت الجارة الكوبرا وإخوان تركيا وقطر على خصي ثورة فبراير بالمبادرة الخليجية والتي إنتهت إلى مؤامرة التقسيم التي أفشلتها ثورة 21 سبتمبر، فجن جنون آل سعود مردخاي وإخوان تركيا وقطر، فصرفت الأموال الهائلة لإنتاج أدمغة مخصية في كافة المجالات السياسية والإعلامية، فهذا الدماغ المخصي يقول صنعاء محتلة، وذاك الدماغ المخصي يردد انقلاب وتمرد عفاشي، وذا الدماغ المخصي يستنجد بقوات درع الجزيرة، وتلك الدماغ المخصية تريد الفصل السابع، أما الدماغ المُرتعش والمخصي أمريكياً وصهيونياً وماسونياً يقول الأمن القومي العربي مهدد والخطورة على الإسلام تزداد يومياً من صنعاء الثورة!

و من حسن الحظ أن مؤامرة “خصي الدماغ” الأميرية والمشيخية لم تستلب مجدداً إلا غير المأسوف عليهم .. لقد ظهر النصف الآخر من هؤلاء بوضوح ..

لقد كانوا ضد العقاب الجماعي للشعب .. وهاهم اليوم مع الحصار والمجازر والمقابر الجماعية
لقد كانوا ضد التدخل الخارجي واليوم أصبحوا مع تصريحات نتنياهو للعاصمة المحتلة من الحوثيين
لقد كانوا سلمية سلمية .. واليوم مع تحالف عشر دول عربية وخمس دول أجنبية مع داعش والقاعدة  ..
لقد كانوا جمهوريين ضد الملكية والسلالية .. واليوم يتأمرون على الجمهورية مع أكبر دولة ملكية سلالية رجعية ..!
لقد كانوا مع ثورة الورود والصدور العارية .. واليوم مع ثورة الورود العنقودية والقنابل النيترونية ..
لقد كانوا ضد رش الشعب بالماء الساخن .. واليوم مع رش الشعب بمختلف أنواع الصواريخ والقنابل ..
لقد كانوا في مخيمات يأكلون مع أبسط شعب لأسقاط الفاسدين .. واليوم أضحوا في فنادق تركيا والرياض وقطر معتصمين لإسقاط الشعب
لقد كانوا ضد الجيش العائلي .. لكنهم أصبحوا اليوم متخندقين تحت إمرة ضابط كولومبي ومكسيكي حتى إسرائيلي ..
لقد كانوا مع نجران وعسير وجيزان يمنية وضد بيعها للسعودية … واليوم يدافعون عن نجران وعسير وجيزان مع السعوديين ضد اليمنيين
لقد كانوا مع ميناء عدن يمني حر ضد صفقة بيعه للإمارات .. واليوم لم يكتفوا ببيع الميناء وهاهم يرهنون جوهرة العالم جزيرة سقطرى للإمارات لقاء أتعاب إسقاط الشعب

لقد كانوا يرددون ياللعار ياللعار سلمية تضرب بالنار .. واليوم يباركون ضرب دار رعاية الأيتام ودار المكفوفين ويهللون لقصف الأعراس والأسواق

نعم من قال لكم أن الثورة توكل وسهيل .. من قال لكم أن الثورة أشخاص وقنوات .. من قال لكم أن ثورة الحادي عشر من فبراير تؤيد الرجعية السعودية والتكفير الإخواني .. من سبتمبر الأمس إلى سبتمر اليوم إلى فبراير المجيدة .. حكمت محكمة البردوني التاريخية في كتاب “قضايا يمنية” بأن : ((الوطنية الكاملة في الإنسان اليمني تتجلى بشمول قضايا الأمة على أساس وطني حتى يحس مواطن صنعاء أن إحتلال الوديعة إحتلال لنقم أو ظفار، وإحتلال الجولان إحتلال لرازح وحجة، وإحتلال سيناء إحتلال لميدي أو الحديدة، واحتلال الضفة الغربية إحتلال لتعز أو باجل … فمن توافر له هذا الإحساس المجيد فهو وطني كامل الوطنية .. بل هو الإنسان الكامل الإنسانية)) .. رفعت الجلسة