الجديد برس:
قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، إن الحرب مع التحالف لا تزال مستمرة، مؤكداً في الوقت ذاته أن أسلحة الردع جاهزة، واعداً أبناء الشعب اليمني بسماع “ما يثلج الصدور” في الأيام المقبلة.
ودعا المشاط، في كلمته خلال لقاء موسع مع قيادة السلطة المحلية ووجاهات محافظة صنعاء، إلى “استمرار التعبئة العامة ليبقى الجميع على أهبة الاستعداد لعودة الحرب في أي لحظة أو في حال ارتكاب التحالف أي حماقة أو استمر في مماطلة الشعب اليمني في حقه المشروع في إيقاف ما أسماه العدوان ورفع الحصار وحلحلة الملف الإنساني”.
وأعلن المشاط استغلال المرحلة الحالية “في تحقيق الردع للقوة الصاروخية والطيران المسيّر من أجل تحقيق السيادة، قائلاً: “نحن نستغل وضعية (اللا حرب واللا سلم)، في تحقيق الردع للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر، وأعدكم وأعد جماهير شعبنا اليمني بأنكم ستسمعون في الأيام القادمة ما يثلج صدوركم، وما يحقق الردع الحقيقي لعدونا حتى يكف مؤامراته على بلدنا، ويتركه ينعم بخيره وينهض بأبنائه دون وصاية ما لم فأسلحة الردع جاهزة”، وفق قوله.
وأضاف المشاط، أن الأولوية في هذه المرحلة الحالية هي “التصدي للعدوان والحصار” على اليمن، مؤكداً أن “الحرب مستمرة ومتوقع لها أن تعود بين الحين والآخر”.
وتابع قائلاً: “لذلك يجب أن تبقى الهمة والجهوزية عالية من الجميع جيش وأمن ورجال قبائل، إذ لا زالت الأولوية الأولى التصدي للعدوان ورفع الحصار، وإذا لم نحقق هذا الهدف بالسلم فمن المؤكد أن هناك طرق وخيارات أخرى سيتحقق بها بإذن الله”.
وأشار المشاط إلى التحركات الأخيرة لقوات المارينز الأمريكي في محافظة حضرموت، داعياً إلى “استمرار التعبئة استعداداً لأي تصعيد أو حماقة من العدو، كون المؤامرات لا تزال قائمة”.
كما تطرق في كلمته خلال اللقاء الموسع، إلى ما تعيشه المناطق والمحافظات اليمنية التي قال إنها خاضعة للاحتلال من واقع مرير، و”يتعرض فيها المواطن لجرائم وحشية، كان آخرها ربط مواطن وضربه، في صبر الموادم بتعز”.
وقال المشاط إن “الأولوية الثانية، هي “استقرار الجبهة الداخلية، ووحدة الكلمة، ورص الصفوف من أجل مواجهة الأعداء”. وفي هذا الإطار، دعا إلى”حل الخلافات ومواصلة المشوار حتى النصر”.
وأما الأولوية الثالثة- بحسب ما قال المشاط- فهي إصلاح مؤسسات الدولة، وحل مشكلات الوضعية القائمة، واصفاً إرث الماضي، “بغض النظر عن المسميات”، بـ”التحدي الأكبر” خلال عملية الإصلاح.
وكان عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله” علي القحوم، كشف الأحد الماضي، أن هناك جهوداً مبذولة من الوسيط العُماني لتجاوز التعثر والعُقد في الملف الإنساني وصرف مرتبات الموظفين، مشيراً إلى أن تخفيف معاناة الشعبي اليمني هو المدخل الرئيسي للسلام العادل.
وجدد القحوم التأكيد على تمسك صنعاء بحقوق ومطالب الشعب اليمني، مشيراً إلى أن الأولوية لا زالت لمعالجة القضايا الإنسانية وصرف المرتبات، مشدداً على أنّ “حقوق الشعب اليمني ستُنتزع انتزاعاً، وهي قضايا أساسية لا مساومة عليها ولا انتقاص فيها”.
وقال، في تغريدة على تويتر، إن “الوساطة العُمانية لا زالت تبذل جهوداً لتجاوز التعثر والعُقد في الملف الإنساني، بما في ذلك قضية صرف مرتبات الموظفين من عائدات الثروة الوطنية التي هي ملك للشعب كل الشعب، وصنعاء الدولة والقيادة تطرح هذه الملفات الإنسانية والمرتبات على طاولة المفاوضات وهي ذات أولوية في تخفيف معاناة الشعب اليمني”.
وأكد القحوم أن “التقدم في الملفات الإنسانية وتنفيذها يمثل مدخلاً للسلام والتقدم في خطوات المفاوضات التي تلبي مطالب وحقوق وتطلعات الشعب، وتحافظ على سيادة واستقلال ووحدة اليمن”.
يشار إلى أن زيارة الوفد العماني إلى صنعاء، منتصف أغسطس الماضي، عقب تحذيرات شديدة وجهها قائد حركة “أنصار الله”، عبدالملك الحوثي لدول التحالف، أفضت إلى التوجه نحو جولة تفاوضية جديدة، بحسب ما أعلن عضو وفد صنعاء المفاوض عبد الملك العجري عقب الزيارة، حيث قال إن صنعاء ستعمل على أن تكون هذه الجولة “حاسمة” فيما يتعلق بالملفات الإنسانية.
وفي وقتٍ سابق، أكد عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، أن تحذيرات قائد “أنصار الله” للمملكة السعودية من عرقلة مفاوضات صرف مرتبات موظفي الدولة، ستؤتي ثمارها قريباً.
وقال الحوثي، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، إن “أكثر الناس حرصاً على عدم صرف المرتبات لموظفي اليمن هم دول التحالف والموالون له”.
وأضاف الحوثي مخاطباً موظفي الدولة: “لا تنخدعوا ولذلك جاء إنذار القائد الأخير وسيؤتي ثماره بإذن الله، فلا تبتئسوا”.
وكان رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، مهدي المشاط، أكد الأربعاء الماضي، الاستعداد للدخول في تصعيد عسكري، من أجل توفير المرتبات لكل موظفي الجمهورية اليمنية.
وقال المشاط، خلال لقاء موسع في محافظة عمران: “إذا تحدثنا عن الراتب فالمسؤولية علينا، لكن إمكانيته ليست عندنا، إمكانياته لدى العدو”، في إشارة إلى إيرادات النفط والغاز. وأضاف: “تمكنا من الضغط لتصبح قضية تسليم المرتبات أمراً مسلّماً به لدى الأمم المتحدة، ولدى أطراف العدوان”، متهماً التحالف والحكومة اليمنية الموالية له بالتهرب من التزاماتهم إزاء تسليم الراتب.
ولفت المشاط إلى أن من يطالبون بالمرتبات بحسن نية أو بسوء نية يبرئون من وصفه بـ “العدو” من التزامه بالراتب، وأضاف: بحثنا كل الحلول ونريد الخير لكل موظفي الدولة. وأكد أن “صنعاء جاهزة من أجل توفير المرتبات لكل موظفي الجمهورية اليمنية أن تدخل في تصعيد عسكري لانتزاع هذا الراتب”، في تهديد صريح بالذهاب نحو الخيار العسكري والعودة إلى مربع الحرب مجدداً، إذا لم يتم تسليم رواتب موظفي الدولة وفق التفاهمات التي تمت في رمضان.
والخميس الماضي، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، مهدي المشاط، إن أمريكا تمارس ضغوطاً على السعودية للهروب من الاستحقاق الإنساني في الملف اليمني، مؤكداً بأن الصواريخ والطائرات المسيّرة كفيلة بحل تلك القضايا الأساسية التي يماطل التحالف في تنفيذها، وعلى رأسها قضية المرتبات.
واعتبر المشاط خلال لقاءٍ موسع في محافظة صعدة، أن السعودية “جلبت العدوان القذر على اليمن، ولذلك، عليها معالجة تداعياته”. وهدد بالقول أنه “يجب على التحالف أن يعرف بأن القضايا الأساسية يجب أن تحل، وإلا فإن الحل سيكون بأفواه الصواريخ والطائرات المسيرة”، لافتاً إلى تهديد قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، بعدم استمرار التهدئة في حال لم يكن هناك حلحلة في القضايا الإنسانية.
وعقب تهديدات المشاط، أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الجمعة الماضية، أن هناك محادثات واتصالات لوقف الحرب في اليمن، مشيراً إلى استمرار المحادثات بشأن مختلف القضايا ومن بينها الرواتب، وغيرها من القضايا في سبيل الوصول إلى حل دائم في البلاد.
وقال ليندركينغ، في تصريحات لقناة “الجزيرة”، إن هناك محادثات واتصالات عبر قنوات مختلفة لوقف دائم للحرب في اليمن، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن لغة التصعيد لا تتوافق مع مقتضيات الوضع الحالي في البلاد، خاصة مع وجود جهود للتوصل إلى سلام.
وأضاف أن هناك قضايا صعبة تحتاج أن تُبحث بين اليمنيين أنفسهم، واعتبر المبعوث الأمريكي ما تم من تخفيف التوتر وبدء الرحلات الجوية، في أعقاب الهدنة الأممية، تقدماً في الملف اليمني،
وأكد المبعوث الأمريكي الحاجة للبناء على الزخم الذي تحقق في اليمن منذ هدنة العام الماضي، لافتاً إلى أن حل قضية الناقلة “صافر” سيتيح حل قضايا أخرى عالقة في اليمن.
وقال ليندركينغ: “نود رؤية حل سريع لقضية رواتب اليمنيين للمرور لاحقاً إلى قضايا أخرى مثل الحوكمة في اليمن”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يطرح فيها المبعوث الأمريكي قضية الرواتب للموظفين اليمنيين بشكل عام، وبدون استثناء، حيث كان حديثه خلال فترات سابقة عن الرواتب يتضمن اقتصارها على موظفي قطاعي التعليم والصحة، ثم استبعد، في تصريحات لوسائل إعلام خلال أغسطس الماضي، العسكريين من قضية التفاوض على صرف المرتبات، وقصرها على مرتبات موظفي الخدمة المدنية، كما كان قد وصف قضية الرواتب التي تجري المفاوضات حولها، بأنها “قضية معقدة”.
وجاءت تصريحات المبعوث الأمريكي عقب اللهجة التصعيدية التي أبدتها صنعاء، وكان أهمها حديث رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، عن الاستعداد للدخول في تصعيد عسكري، من أجل توفير المرتبات.
وكانت حكومة صنعاء اتهمت الولايات المتحدة بعرقلة مفاوضات صرف مرتبات موظفي الدولة، حيث كانت تعتبر أن تصريحات المبعوث الأمريكي المتعددة التي وصف فيها قضية المرتبات بـ “المعقدة” بأنها دليل على عدم رغبة واشنطن في التوصل لاتفاق يفضي لصرف مرتبات موظفي اليمن المتوقفة منذ سبتمبر 2016.