الجديد برس:
في منطقة مليئة بالتوترات والاضطرابات تؤسس الولايات المتحدة لتواجد عسكري دائم في الشرق الأوسط وفق ما صرح به قائد الأسطول الأمريكي الخامس في أعقاب الوصول عن ثلاثة آلاف جندي أمريكي للأسطول.
غداة الإعلان عن وصول ثلاثة آلاف جندي أمريكي وحاملتي طائرات إلى البحر الأحمر والخليج، ضمن خطة لتعزيز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، قال المتحدث باسم الأسطول الخامس تيموثي هويكنز إن هذه القوة مقدمة لتواجد عسكري دائم في المنطقة.
المسؤول الأمريكي أوضح والإيضاح هنا له دلالاته الخاصة لارتباطه بهيئة البث الإسرائيلية، أن“ الهدف الأساسي للقوات الإضافية هو إعطاء المزيد من الخيارات والمرونة لمتخذي القرار في واشنطن والقادة في الميدان”، لمواجهة أي مشكلة على حد قوله.
وأشار هوكينز إلى أنه“ في الأيام القليلة المقبلة، ستجري القوات تدريبات، من بين أمور أخرى مع شركاء، وكذلك عمليات ميدانية – لتوفير الأمن والاستقرار الإقليمي”، حسب تعبيره.
لا تخفي الولايات المتحدة أن من ضمن مهام قواتها الجديدة ما تسميه ردع إيران ومواجهة التهديدات، في الخليج ومضيق هرمز، وصولا إلى باب المندب كذلك طهران لا يخفى عليها حقيقة التواجد الأمريكي وأجندته.
المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، رمضان شريف حذر القوات الأمريكية من توقيف أي سفن إيرانية أو احتجازها، وأكد أن ذلك سيقابل بالمثل.
وفي تصريحات سابقة أعاد رمضان التأكيد أن البحرية الأمريكية تدافع عن تهريبها الوقود مذكرا بحادثتي السادس والسابع من شهر يوليو الماضي، عندما حاول الأمريكيون منع بحرية الحرس من احتجاز سفينتين متورطتين في تهريب نفط وغاز إيراني في الخليج بسلسلة من الإجراءات غير المهنية والمحفوفة المخاطر.
كثيرة هي الأسباب التي دفعت أمريكا لتعزيز حضورها العسكري على طرق التجارة والملاحة الدولية لكن الأهم إلى جانب دعم أمن الكيان الصهيوني، واستمرار أعمال القرصنة، هو الشعور بحالة من العجز والضعف في كل المواجهات مع حرس الثورة الإسلامي الإيراني والأمر الآخر مرتبط بمساعي واشنطن لاستعادة ثقة وكلائها في الإقليم وكبح اندفاعتهم لتصفير مشاكلهم مع الدول المعادية لأمريكا وبناء تحالفات مع الصين أو روسيا.
السيطرة على منابع النفط والثروة في اليمن والتحكم بمضيق باب المندب الاستراتيجي جزء من المخطط الأمريكي وتحالفها البحري المشبوه الذي تشكلت ملامحه في أعقاب الإعلان عن مشروع التطبيع، بقيادة أمريكا ومشاركة كيان العدو ودول في الخليج.
في العادة القوات الأمريكية تندفع إلى منطقة الشرق الأوسط وفقا لما تقتضيه المصلحة، كما هي الحاجة اليوم لتعبيد الطريق أمام مشروع التطبيع. والسؤال الذي يفرض نفسه في هذه المرحلة ما الذي ينتظر المنطقة في ظل العسكرة الأمريكية، وما هو مستقبل التهدئة في اليمن، وعلاقة إيران بوكلاء أمريكا.
*نقلاً عن موقع “الخبر اليمني”