الجديد برس:
كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، عن أهم نقطتي تفاوض بين صنعاء والرياض، يتزامن ذلك مع تفاؤل بتقدم في نتائج المفاوضات التي قادتها سلطنة عُمان مؤخراً.
وأفاد معهد دول الخليج في واشنطن، أحد أذرع الاستخبارات، ومنظري السياسة الأمريكية الخارجية، بأن المملكة العربية السعودية حاولت من خلال التفاوض مع من وصفهم بـ”الحوثيين” تحييد ملفي الحدود والمياه الإقليمية عن الهجمات.
وأشار المعهد إلى أن قرار السعودية التفاوض مباشرة مع “الحوثيين” ضمن استراتيجية تقوم على ركيزتين أبرزها مواجهة النفوذ الإماراتي في الجنوب.
واعتبر السياسة السعودية الجديدة في اليمن تهدف لعزل مجلس القيادة الرئاسي، مؤكداً بأن قرار استبعاد المجلس الرئاسي وحكومته من المفاوضات تمهيد لإضعافهما وتقويض دولتهما.
وأكد المعهد قرار السعودية للاعتراف بمن وصفهم بـ”الحوثيين” مقابل التراجع عن تمكين حكومة العليمي، مرجعاً ذلك إلى تنامي النفوذ الإماراتي في جنوب اليمن والذي دفع السعودية للنظر له كتهديد أمني، إضافة إلى عجزها عن فرض قواعد اللعبة على الأرض وافتقارها لمحاورين راسخين بين السياسيين والحلفاء القبليين.
كما ألمح المعهد الأمريكي إلى أن المملكة العربية السعودية تحاول من خلال التسوية تحقيق مكاسب للخروج من الحرب على اليمن ناهيك عن نجاح استراتيجيتها الجديدة في مواجهة الفصائل الإماراتية.
من جانب آخر، أكدت مصادر سعودية مقربة من الدوائر الحكومية في المملكة، الأربعاء، عن إحراز الرياض وصنعاء تقدمات واسعة في المفاوضات الأخيرة، مشيرة إلى أن الرواتب سيتم صرفها للموظفين في اليمن.
وقال مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية الرسمية، إن المفاوضات التي جرت خلال الأيام الماضية بين صنعاء والرياض بوساطة عُمانية أحرزت تقدماً إيجابياً.
وأوضح آل هتيلة، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس” (تويتر سابقاً)، إن المرتبات سيتم صرفها، وهو ما يشير إلى التوصل إلى توافق بشأن الملف الإنساني.
ورحبت السعودية بنتائج المفاوضات التي عقدت في الرياض خلال الأيام الماضية، مع وفد صنعاء المفاوض والتي ناقشت عدداً من الملفات وفي صدارتها الملفين الاقتصادي والإنساني ومن ضمنها صرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ.
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، الأربعاء، أن المملكة ترحب “بالنتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خريطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن”.
وجاء البيان غداة عودة وفد صنعاء المفاوض إلى صنعاء بعد إجرائه مفاوضات مع المسؤولين السعوديين في الرياض، بحضور وفد الوساطة العُماني، استمرت 5 أيام، وسط تفاؤل الطرفين بنتائج إيجابية.
وفي وقتٍ سابق، كشفت وكالة “رويترز” العالمية عن تقدم في المفاوضات بين السعودية ووفد صنعاء الذي عاد مساء الثلاثاء إلى صنعاء بصحبة وفد الوساطة التابع لسلطنة عُمان بعد خمسة أيام قضوها في العاصمة السعودية الرياض.
وقالت الوكالة، إنه تم إحراز بعض التقدم بشأن النقاط الشائكة الرئيسية، بما في ذلك الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد وآلية دفع مرتبات الموظفين، مشيرة إلى أن الجانبين سيجتمعان لإجراء مزيد من المحادثات بعد المشاورات “قريباً”.
وأشارت الوكالة إلى أن المحادثات تركزت على “معاودة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل، ودفع أجور الموظفين العموميين، وجهود إعادة البناء، وتحديد جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن”.
وبعد ساعات من عودته إلى صنعاء، قادماً من الرياض، كشف رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبدالسلام، مساء الثلاثاء، أن اللقاءات التي أجراها الوفد بوساطة عُمانية، مع الجانب السعودي ناقشت بعض الخيارات والبدائل لتجاوز قضايا الخلاف التي توقفت عندها جولة المفاوضات السابقة.
وقال عبدالسلام، في تغريدة على “تويتر”، إنه “في إطار المساعي المشكورة التي يبذلها الأشقاء في سلطنة عمان لدعم السلام وإنهاء الأزمة الإنسانية، أجرى وفدنا فور وصوله إلى الرياض لقاءات مكثفة مع الجانب السعودي، ناقشنا فيها بعض الخيارات والبدائل لتجاوز قضايا الخلاف التي وقفت عندها الجولة السابقة”.
وأضاف عبدالسلام، بأن نتائج اللقاءات التي جرت في الرياض، سيتم رفعها “للقيادة للتشاور، وبما يساعد في سرعة صرف المرتبات ومعالجة الوضع الإنساني الذي يعاني منه شعبنا اليمني، وبما يؤدي إلى حل عادل وشامل ومستدام”.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، علي القحوم، أن المفاوضات مع السعودية، اتسمت بالجدية والإيجابية والتفاؤل في تجاوز العُقد في الملفات الإنسانية بما فيها صرف مرتبات موظفي الدولة.
وأوضح القحوم، أن وفد صنعاء عاد مع الوسيط العُماني من الرياض بعد خمسة أيام من جولة مفاوضات مع السعودية بجهود ووساطة عُمانية للتشاور مع القيادة وإطلاعها على نتائج المفاوضات.
وأضاف بأنه “سيكون هناك جولة جديدة من المفاوضات، حيث اتسمت المفاوضات بالجدية والإيجابية والتفاؤل في تجاوز التعثر والعُقد في الملفات الإنسانية وصرف المرتبات والمعالجات الإنسانية ذات الأولوية لتخفيف المعاناة للشعب اليمني جراء العدوان والحصار”.
وأشار إلى أن هذه المفاوضات تأتي في “إطار استكمال اللقاءات والمفاوضات في مسقط وصنعاء والرياض في معالجات جدية للملفات الإنسانية وصرف المرتبات على مستوى الجمهورية اليمنية ووقف العدوان ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية وإعادة الإعمار وجبر الضرر وإطلاق الأسرى والمعتقلين وفتح المطارات والموانئ اليمنية وصولا إلى الحل السياسي الشامل”، بحسب قوله.
في المقابل، قال وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، إنه التقى في الرياض بوفد صنعاء الذي أنهى الثلاثاء، جولة محادثات استمرت خمسة أيام مع مسؤولين سعوديين بشأن إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن.
وكتب بن سلمان على حسابه بموقع تويتر: “التقيت وفد صنعاء الذي زار الرياض لاستكمال الجهود الرامية لدعم مسار السلام في اليمن”.
وأضاف: “أكدت خلال لقائي بالوفد وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار؛ للتوصُّل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وتابع بن سلمان قائلاً: “نتطلَّع أن تحقق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف؛ لينتقل اليمن إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة للشعب اليمني الشقيق، في ظل استقرار سياسي وأمن دائم، يتكامل مع النهضة التنموية للمنظومة الخليجية”.
وفي هذا السياق، كشف موقع “يمن إيكو” معلومات تفيد بأن المفاوضات في الرياض شهدت تقديم تصورات الطرفين لمختلف القضايا المطروحة، وفي مُقَدَّمِها صرف المرتبات وفتح الموانئ ومطار صنعاء وإعادة إعمار اليمن، وكذلك آلية خروج القوات الأجنبية، وأن وفد صنعاء عاد لينقل ما سمعه هناك إلى قائد أنصار الله ورئيس المجلس السياسي الحاكم في صنعاء، على أن تُجرى بعد ذلك مشاورات جديدة بين الطرفين في صنعاء أو ربما في مسقط.
وحسب المعلومات التي حصل عليها الموقع، فإن المفاوضات في الرياض ناقشت بعض التسميات للقضايا التي يتم التفاوض عليها، مثل أن السعودية تريد استبدال عبارة خروج القوات الأجنبية من اليمن بعبارة إنهاء عمليات التحالف العربي، ونقل مسؤولية إعادة إعمار اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي ككل.
وكان المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، أكد أن هناك تقدماً كبيراً في الملف اليمني، خلال المفاوضات بين السعودية وحكومة صنعاء.