الجديد برس : بيروت
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اليوم الثلاثاء 16 شباط/فبراير 2016، أن المقاومة بمقدرات جديدة قادرة على هزيمة “إسرائيل”، مشدداً على أن تثبيت “إسرائيل” على أنها الحليف او الصديق للعرب يعني ضياع فلسطين.
وفي خطابه خلال الذكرى السنوية التي يقيمها حزب الله للقادة الشهداء، جزم السيد حسن نصر الله أنه لن يُسمح للجماعات الارهابية ولا للولايات المتحدة وخلفها السعودية وتركيا وأمريكا السيطرة على سورية، كما أنه لن يُسمح لـ “إسرائيل” أن تحقق أحلامها وأهدافها.
“إسرائيل” جزء من المؤامرة
وكشف السيد نصرالله أن “الصهاينة يعتبرون أنهم أمام فرصتين وامام تهديدين، الفرصة الاولى هي تشكل مناخ مناسب لاقامة علاقات تحالفات مع الدول العربية السنية مستفدين من تفاقم فرص المواجهة مع ايران”، وتتمثل الفرصة الثانية في إمكانية لتغيير النظام في سوريا ما سيلحق الخسائر بالجيش السوري بما يمنعه من إلحاق الهزيمة بـ “إسرائيل” في أي مواجهة محتمل، وما يعني “سقوط محور المقاومة، لذلك “اسرائيل” تبحث عن مصلحتها المتمثلة بزوال النظام في سوريا”.
وأردف سماحته: “الصهاينة يعتبرون حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وحزب الله أحد هذه الحركات كتهديد لهم، والصهاينة يحللون كثيرا ًفيما يتعلق بما يسمونه “حرب لبنان الثانية” أي حرب لبنان”.
وتابع أن العدو الصهيوني يعتبر وجود “الجماعات الارهابية في سوريا أفضل من بقاء النظام السوري القائم حالياً، لأن هذا النظام يشكل خطرا على مصالح وبقاء اسرائيل في المنطقة”.
وذكّر بأن “إسرائيل” منذ اليوم الاول للأزمة في سوريا “كانت جزءاً من المؤامرة ضد سوريا، وقد قامت بكل ما يمكن فعله في هذا الموضوع”، وقد فشلت في اسقاط الرئيس السوري أو في تقسيم سوريا طيلة السنوات السابقة.
فليأتوا…
وأكد أمين عام حزب الله أن مشروع إقامة دولة جاهلية في سوريا قد فشل، كما فشل مشروع إقامة الدولة العثمانية والمشروع السعودي في سوريا، مضيفاً أن “اسرائيل تلتقي مع السعودية وتركيا على ضرورة اسقاط النظام السوري، ولذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون الحلول”.
واعتبر أن التطورات والإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في شمال سوريا وجنوبها، دفعت بتركيا وبالسعودية للحديث عن تدخل بري في سوريا بحجة “محاربة داعش”.
“هل الآن استيقظ هؤلاء لقتال الارهاب؟ نعم لان الجماعات الارهابية التابعة لهم تتلقى الهزائم”، أردف الأمين العام لحزب الله.
وأوضح أن “الرهان على الجماعات الارهابية بات غير مضمون النتائج بالنسبة لتركيا والسعودية، لذلك بدأوا بالحديث عن دخول بري تحت عنوان “ائتلاف دولي” فهم يعتقدون ان هذا هو الخيار الذي يجعلهم أقوياء في المفاوضات والبحث عن مكان بعد كل هذه الخيبات”.
وكشف أن “السعوديين والأتراك يريدون إيجاد موطئ قدم لهم في سوريا، ولذلك هم جاهزون لأخذ المنطقة لحرب اقليمية لتحقيق مصالحهم ولا يريدون أخذ سوريا إلى تسوية”.
ثم تابع: “يكفي لتركيا أن تغلق حدودها وتوقف الدعم وبيع النفط للقضاء على داعش”. وتساءل مستنكراً: هل من يسلم اليمن لداعش يريد قتالها في سوريا؟”
“في اليمن هم عاجزون، لا حزم ولا عزم وأتوا بكل المرتزقة في العالم ولم ينجحوا في حسم امرهم فكيف سينجحون في سوريا؟”
وقال سماحته إذا لم يأتِ هؤلاء (الأتراك والسعوديون) إلى سورية جيد وإذا قدموا بقواتهم سيكون أمراً جيداً أيضاً، موضحاً أنه إذا لم يأتوا إلى سورية فستُحل الأزمة وإن استغرق الأمر وقتاً، وتابع و”إذا جاء هؤلاء الى سوريا ربما سيكون من الخير للمنطقة كي تنهي قصة المنطقة بأكملها!”
وشدد أنه يُسمح لكل الطواغيت من اميركا والسعودية وتركيا وغيرهم من السيطرة على سوريا، كما لن يُسمح لـ “اسرائيل” بتحقيق أحلامها، مؤكداً: “ستبقى سوريا عامود خيمة المقاومة وستبقى لشعبها”.
وقال السيد نصرالله: “نحن من موقع الشراكة بالدم مع سوريا، ونفتخر أننا ساهمنا بمقدار جهدنا وطاقتنا بمواجهة هذه المشاريع الخطيرة لمنع تحقيقها”.
وأضاف أن شهداء المقاومة في سوريا هم كشهداء المقاومة في عدوان تموز الذي اسقوا مشروع “الشرق الاوسط الجديد” لان الاهداف والغايات نفسها، مجدداً الوعد: “حيث يجب أن نكون سنكون”.
تشويه صورة المقاومة للقضاء عليها
“الصهاينة اليوم يعتبرون حزب الله خطرا على مشروع اسرائيلي الاستيطاني وعلى مشروع اسرائيل في المنطقة، وهي ستسعى لإزالة هذا الخطر”.
ورجح سماحته أن يحاول العدو إلى خيار “محاصرة المقاومة وتشويه صورتها واضعافها والتمهيد للقضاء عليه”، مشيراً أن “هذا ما كان العدو يفعله وما زال حتى اليوم بمساندة الاعلام الغربي وبعض الاعلام العربي والخليجي وهذا كله لمصلحة اسرائيل”.
وقال: “الحرب النفسية للعدو لن تنفع معنا ونحن لن نستسلم ولن نضعف وسنواصل جهدنا في عملية التجهيز والتطوير على كافة المستويات”.
وأضاف السيد نصرالله: “نحن نواجه التشويه بطهارة السيد عباس وزهد الشيخ راغب وبتواضع الحاج عماد وبما حققنا من تضحيات لشعبنا وبالانجازات والانتصارات”.
المقاومة بمقدرات جديدة ستهزم “إسرائيل”
ولفت أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن “ما يمنع اسرائيل من القيام بحرب ضد لبنان هو أنها تلجأ إلى الحرب عندما تكون النتيجة محسومة وحاسمة وسريعة وتؤدي الاهداف، ولكن في لبنان هناك من يمنع العدو من تحقيق هذا النصر ألا وهو المقاومة القادرة ان تمنع هذا الانتصار الاسرائيلي”.
“لديكم في لبنان مقاومة قوية وقادرة وتملك قدرات دفاعية جديدة وقادرة ان تلحق الهزيمة باسرائيل في اي حرب قادمة”، قال السيد نصرالله.
ونوّه إلى أن “الحفاظ على المقاومة ودعمها يمنع الحرب الاسرائيلية عن لبنان ونستطيع في لبنان ان نشكل هذا المانع وهذا الحاجز، والاسرائيلي يحسب ألف حساب قبل ان يفكر في اي حرب مقبلة ضد لبنان”.
وقال سماحته إن الصهاينة يخشون في أي حرب مقبلة من ان تستهدف المقاومة حاويات الغاز في حيفا ما يؤدي الى مقتل واصابة 800 ألف شخص في الكيان الغاصب، ويعتقدون ان الضرر الذي قد يحدث باستهداف الغاز في حيفا يعادل ما تحدثه قنبلة نووية.
وتابع السيد نصرالله: “الصهاينة يعتقدون ان لدى المقاومة صواريخ تطال اي مكان في فلسطين المحتلة ونحن نعرف ان لدى اسرائيل نقاط ضعف كثيرة”.
“لا يمنعنا إنشغالنا في أمكنة اخرى ان ننشغل عن العدو الصهيوني بل موقفنا سيبقى السلاح وبدمائنا سنحفظ المقاومة وسنبقى نحفظ جهد وتعب وانجازات الحاج عماد مغنية”.
هل يقبل أهل السنة صديقاً لهم كـ”إسرائيل”؟
وأكد الأمين العام لحزب الله أن “هناك تطابق بين الأدبيات الاسرائيلية مع بعض أدبيات الاعلام العربي وبالاخص السعودي والخليجي”.
ونوّه سماحته إلى أن “بعض العلاقات العربية الاسرائيلية بدأت تخرج الى العلن ومن تحت الطاولة الى فوق الطاولة”، مضيفاً أنّ “الإسرائيلي يعمل لتقديم نفسه كصديق لاهل السنة في العالم العربي، وفي مرحلة من المراحل قدم نفسه كحامٍ للمسيحيين في لبنان وفلسطين وماذا كانت النتيجة؟”
وتساءل أمين عام حزب الله: “ماذا فعل الصهاينة بأهل السنة منذ احتلال فلسطين إلى اليوم؟ هل أهل السنة يقبلون صديقاً لهم كإسرائيل؟”… وتابع: “هل تقبلون صديقا يحتل أرضاً سنية؟ هل تصادقون كيانا ارتكب أهول المجازر بحق اهل السنة؟”
“من الذي يمنع الفلسطينين من العودة إلى أرضهم ومنازلهم؟ من الذي دنس ويدنس المسجد القصى والحرم الابراهيمي؟ وكم حرب شنّها العدو الصهيوني على غزة ودمر منازلها؟”، تابع سماحته.
وأردف: “هذا العدو الاسرائيلي قتل الشعب الفلسطيني على مر الزمن على مرأى الحكام العرب”، فـ”كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم إسرائيل على أنها صديق وحامي، هؤلاء الذي يقدمون هذا العدو على انه صديق هم عملاء وخونة وحاقدون”.
وشدد السيد نصرالله على ضرورة مواجهة هذا الطرح بجدية، الذي ترى فيه “إسرائيل” فرصة لبناء علاقات مع الدول العربية، “فمن الذي فتح الباب امام الاسرائيلي، هذا واجب الجميع لرفض هذا الخداع والتآمر”.
وقال سماحته إن تثبيت “إسرائيل” على أنها الحليف او الصديق للعرب يعني ضياع فلسطين.
وبالمناسبة جدد الأمين التبريك لعائلات الشهداء القادة. وقال إن إحياء ذكرى القادة الشهداء يأتي لاستلهام القدرة والعزم، مؤكداً أنه “بفضل دمائهم انتقلنا من نصر الى نصر وصنعنا الانجازات”. وأضاف: ” قادتنا الشهداء في حياتهم وفي شهادتهم هم جزء من معركتنا المفتوحة مع هذا العدو، لذلك هم باقون معنا وفينا أبدا والثار الذي لن ينسى”.
وفي خطابه خلال الذكرى السنوية التي يقيمها حزب الله للقادة الشهداء، توقف السيد حسن نصرالله عند مجموعة من المناسبات التي يتزامن إحياؤها في هذا التاريخ. فبارك للامام السيد علي الخامنئي وللجمهورية الإسلامية الإيرانية ذكرى انتصار الثورة الاسلامية الايرانية، ووجه سماحته التعزية والمواساة لكل محبي وعائلة الرئيس رفيق الحريري في الذكرى السنوية لاستشهاده.
وعن الذكرى الخامسة للثورة الشعبية في البحرين، حيّا سماحته الشعب البحريني وكل علمائه مشيراً إلى أن “هذه الثورة تملك القدرة والعزم والتوهج”. كما حيّا السيد نصرالله صمود الشعب اليمني أمام العدوان، ولكل من يعبر في هذا الزمن عن مظلومية الانسان والتاريخ.
#امريكا_تقتل_الشعب_اليمني
#USAKillsYemeniPeople