الجديد برس:
إلى جانب ما يعانيه الاحتلال الإسرائيلي من تخبط سياسي، وما يتكبّده من خسائر في أرواح مستوطنيه وجنود “جيشه”، بفعل معركة “طوفان الأقصى”، تبرز مخاوف لدى الإسرائيليين من الضرر الذي ستلحقه المعركة على الصعيد الاقتصادي.
وأدت “طوفان الأقصى” إلى شل العديد من القطاعات داخل “إسرائيل”، حيث ألغت عدة شركات طيران دولية رحلاتها إلى “تل أبيب”، إضافة إلى إلغاء حجوزات الفنادق وهروب السياح.
ونقل موقع “أي بي سي نيوز” الأمريكي عن منظمة “ALPA”، وهي أكبر اتحاد للطيارين في العالم، إعلانها إلغاء عشرات الرحلات إلى “إسرائيل”.
وفي غضون ذلك، انقطع التيار الكهربائي عن مستوطنات الجنوب.
كما أدت المعركة إلى وقوع خسائر في بورصة “تل أبيب”، بأكثر من 6% بعد يوم واحد فقط من اندلاعها، فضلاً عن إغلاق الشركات والمحال التجارية، بما في ذلك الصيدليات.
وثمة توقعات بحدوث خسائر في الاقتصاد الإسرائيلي، قدرت بمليارات الشواكل، فيما أكد محلل استراتيجيي كبير “بيت هشكيلوت” أن “الحرب مع حماس ستضر بالاقتصاد”، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
وتراجعت أسعار الأسهم والسندات الإسرائيلية، وأغلقت العديد من الشركات أبوابها، أمس الأحد، في ثاني أيام معركة “طوفان الأقصى”.
وانخفضت أسعار السندات الحكومية، بنسبة تصل إلى 3%، في رد فعل أولي للسوق.
وسجلت بورصة “تل أبيب”، في نهاية تداولات الأحد، خسائر قياسية، حيث هبط مؤشّرا بورصة “تل أبيب” الرئيسيين، و”TA-35″، بما يصل إلى 7%.
وهوى المؤشر الرئيسي “TA-35” بنسبة 6.7%، عند إغلاق التعاملات، فيما انخفض مؤشر البنوك بنسبة 8.7%، وذلك وسط عمليات بيع واسعة للأسهم، بحسب “رويترز”، بعد أن انخفض بنسبة 4.9% صباحاً.
وفي أكبر تراجع له منذ فبراير من العام الماضي، هبط المؤشر “TA-125” بنسبة 4.8%، في مستهلّ تعاملات يوم أمس الأحد.
وكانت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية قد أفادت، صباح أمس، بانخفاض مؤشر الأسهم الإسرائيلي، بنسبة 4.9%، مسجلاً بذلك أكبر خسارة له منذ ما يزيد على 3 سنوات.
وأشارت الوكالة إلى أن أسهم الشرق الأوسط تنخفض مع إعلان “إسرائيل” الحرب على حركة “حماس”، حيث انخفضت الأسهم في الرياض والقاهرة والدوحة والكويت وقطر وعمان والبحرين.
بالتزامن، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن انخفاض الأسعار في بورصة “تل أبيب” كان متوقعاً بعد التصعيد الأمني في القطاع المالي، إلا أن ثمة تقديرات بأن “العواقب ستتضاعف في حال إجراء تعبئة ضخمة للاحتياطي في البلاد”.
ويأتي كل ذلك فيما يتدهور اقتصاد “إسرائيل”، منذ ما قبل “طوفان الأقصى”، الأمر الذي دفع المستوطنين إلى إبداء استيائهم، حيث أعرب 76% من مستوطنين، استطلعت قناة “كان” الإسرائيلية آراءهم الشهر الماضي، عن اعتقادهم بأن الوضع الاقتصادي في العام الأخير “تغير نحو الأسوأ”.
وعلى صعيد الاستثمارات الأجنبية، أفادت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، في سبتمبر الماضي، بانخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنسبة 60% في الربع الأول من العام الحالي.
كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن زرع حكومة الاحتلال، برئاسة بنيامين نتنياهو، منذ بداية ولايتها، حالةً من عدم اليقين التام في الاقتصاد الإسرائيلي، فيما انتقد كبير الاقتصاديين السابق في وزارة المالية، يوئيل نافيه، أداء الحكومة قائلاً إنها “لا تعمل لصالح الاقتصاد الإسرائيلي”.