الجديد برس:
قالت منظمة الصحة العالمية، إن الإجلاء القسري لآلاف المرضى من شمال قطاع غزة إلى مؤسسات صحية مكتظة في جنوب القطاع سيكون بمثابة حكم إعدام.
وأضافت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان لها: أنها “تدين بشدة الأوامر الإسرائيلية المتكررة بإخلاء 22 مستشفى تعالج أكثر من 2000 مريض في شمال غزة”.
وأكدت أنه بسبب اكتظاظ المؤسسات الصحية في جنوب غزة، سيكون الإجلاء “بمثابة حكم إعدام” على المرضى.
وأضافت أن الإجلاء القسري للمرضى والعاملين في المجال الصحي سيزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية والصحة العامة الحالية.
وأشارت إلى المرضى في العناية المركزة والذين يعتمدون على أجهزة دعم الحياة، والأطفال حديثي الولادة في الحاضنات، والمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى، والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل.
هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فجر اليوم الأحد، ارتفاع أعداد شهداء قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 2228 شهيداً، فيما وصل عدد الجرحى إلى 8744، إصابة معظمهم من النساء والأطفال.
وأفادت وزارة الصحة باستشهاد 300 فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وأُصيب 800 آخرون في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة.
وكانت وزارة الصحة، قد أعلنت أن الاحتلال الإسرائيلي أباد، خلال الأيام الثمانية الماضية، منذ بدء عدوانه على غزة، أكثر من 55 عائلة فلسطينية، وجرى محو أسمائها من السجلات الرسمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن “ما يحدث حالياً هو حرب إبادة ضد غزة، على مرأى من العالم، الذي لا يحرك ساكناً”.
وأكد القدرة أن الطواقم الطبية “لن تستجيب للتهديدات الإسرائيلية بإخلاء المستشفيات، بل قررت مواصلة العمل، والبقاء في أماكنها ومواصلة العمل، وعدم ترك المستشفيات حتى لو هُدمت فوق رؤوسنا”.
وطالب القدرة، بفتح ممر آمن لإدخال المساعدات والإمدادات الدوائية والوقود إلى قطاع غزة، مؤكداً أنه ستقع كارثة في القطاع في حالة عدم فتح المعابر لدخول المساعدات الطبية.
والجدير ذكره، أن هناك أطفالاً مجهولي الهوية يقبعون في المستشفيات استُشهدوا، وأطفالاً آخرين أبيدت عائلاتهم بأكملها.
وفي السياق، أكدت منظمة العفو الدولية، أن طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي إجلاء سكان شمالي القطاع ومدينة غزة “مستحيل التنفيذ”.
وأضافت أن قرار “الجيش الإسرائيلي” “ليس تحذيراً، وقد يرقى لتهجير قسري، وهو انتهاك للقانون الدولي”.
وعلى الرغم من إطلاق الاحتلال التهديدات بشكلٍ مكثف، لإجلاء مناطق شمالي وادي غزة، أي محافظتي الشمال وغزة، إلا أن سكان المدن المعنية ما يزالون صامدين في بيوتهم، وذلك رغم منحهم مهلةً ضيقة هي 24 ساعة.
وبحسب وسائل إعلام محلية وعالمية، يريد الأمريكيون والإسرائيليون تنفيذ خطةٍ لتهجير الفلسطينيين من غزة على مرحلتين، الأولى نقل سكان شمال وادي غزة إلى جنوبه، أي ضغط مساحة قطاع غزة إلى 50-60% من مساحته الكاملة، وثم خلق حركة نزوح في مرحلةٍ ثانية تجاه مصر، ستكون شبه تلقائية حينها مع تزايد الغارات والمجازر وتوجيهها.
وقد تقفز الأرقام بصورةٍ كارثية في حال بدء عمليةٍ إسرائيلية برية، يهدد بها الاحتلال ضد القطاع، حيث سيصعب حينئذ نقل الإصابات، وهو ما سيرفع عدد الشهداء بصورةٍ كبيرة.
يشار إلى أن صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، كشفت، الجمعة، استخدام “إسرائيل” لعددٍ مهول من القنابل خلال قرابة أسبوع من القصف المستمر على قطاع غزة، يعادل ما أسقطته الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عام.